الحياة كفاح لا ينجح في مواجهتها والتغلب عليها إلا كل مجتهد مثابر...والعمل لا يصنع الإنسان،بل يجب أن يصنعه الإنسان لنفسه حتى يكتسب لقمة عيشه وكما يقول المثل الشعبي العدني (من شقى لقى،ومن رقد تمنى).وقد استرعى انتباهي،وأثار اعجابي قصة شاب يمني من عدن اسمه (رياض محمد بن هائل)،كان عاطلاً عن العمل،ولم يكن مستواه الدراسي أكثر من الصف السابع ابتدائي فقد اضطرته ظروفه الأسرية للصعبة إلى عدم مواصلة دراسته بعد وفاة والديه فكان لنا ماعليه أن يتحمل المسؤولية في سن مبكرة لإعالة اخوانه وأخواته الصغار وتشجيعهم على الدراسة حتى الانتهاء منها ولهذا عمل مع أحد مهندسي ديكورات السيارات،وعمره تسعة عشر عاماً،وبذل جهداً كبيراً لإتقان مهنة هندسة الديكورات للسيارات فأكتسب مهارتها الفنية والعملية،ونال استحسان ورضى الزبائن من أصحاب السيارات بمختلف أنواعها وأشكالها.وبعد أن تمكن من امتهان هندسة الديكورات والتمرس فيها،أصبح اليوم كبير مهندسي ديكور السيارات،بعد أن أمضى في هذه الصنعة قرابة أربعة عشر عاماً من العمل المتواصل فيها،ويسشعرالأخ/رياض بالفخر والاعتزاز أنه قام بتدريب مجموعة من الشباب العاطل عن العمل الراغب في ممارسة هذه المهنة (هندسة ديكورات السيارات) حيث تتلمذ على يديه حتى ألان حوالي ثلاثة عشر شاباً أصبحوا يقتاتون لقمة عيشهم من هذه الحرفة المربحة.وهذا يؤكد حاجتنا إلى التعليم الفني والمهني،والإكثار من الحرف حتى نضمن للشباب مستقبلاً مضموناً. ولأنه أحب مهنته وأخلص لها،فقد أصبح المهندس رياض الآن أشهر من نار على علم،ويستعين به أصحاب المعارض لديكورات السيارات نتيجة لخبرته الطويلة ومهارته الفنية الإبداعية والعملية،وينتدبونه إلى صنعاء لشراء متطلباتهم الجديدة في عالم ديكور السيارات .إنه نموذج للشباب العصامي الذي بنى نفسه من لاشيء،وتغلب على مشكلة البطالة بالبحث عن حرفة له ليصنع بها مستقبله،ويضمن منها دخلاً مجزياً يعيل به نفسه وأفراد أسرته،فأصبح يعيش اليوم عيشة الكرام،فهنيئاً له ولأمثاله المكافحين الشرفاء الذين أحبوا عملهم وأتقنوه،واكتسبوا سمعة حسنة من زبائنهم.
|
اتجاهات
قصة شاب عصامي
أخبار متعلقة