د. زينب حزاملسنا هنا في مجال الحديث عن مشوار الفنان اليمني عبد الرب إدريس والأغنية اليمنية أو العربية، بل نحن في مجال التعرف على آخر المستجدات التي طرأت على الموسيقى اليمنية والعربية، والتي جاء بها هذا الفنان المبدع عبد الرب إدريس، تلك المستجدات التي جاءت بقصد التطوير الذي طرأ على الأغنية العربية وبالتحديد اليمنية والخليجية.إن بدايات الفنان الكبير عبد الرب إدريس لم تأتِ من الموهبة الفنية فقط وحبه للموسيقى منذ طفولته، بل جاءت من خلال دراسة واسعة للموسيقى والأغنية الشعبية ثم التحق بالدراسة الأكاديمية للموسيقى. وأعطى اهتماماً كبيراً للأغنية العاطفية والنشيد الديني.كما اهتم الفنان الكبير بدراسة أصول الفنون والموسيقى الكويتية والموسيقى والأغنية اليمنية والخليجية وما ينسب لهذه الفنون العربية وتعدد الإيقاعات والموسيقى الأجنبية التي بدأت تظهر على الأغنية العربية الحديثة بهدف التجديد الموسيقي.هناك العديد من المحاولات الجادة التي ساهم فيها الفنان الكبير عبد الرب إدريس في رفع مستوى الأغنية الخليجية واليمنية، ولعب دوراً بارزاً في المعالجة الفنية لبعض الأعمال التي كانت في السابق شعبية الأصل، وقام بتحليلها ومعالجتها موسيقياً كعمل متكامل من ناحية أساسيات البناء اللحني، والحفاظ على النغمة الموسيقية الشعبية التي تميزت بها.ونحن هنا في موضوعنا هذا نقف ونتأمل الجهود التي بذلها الفنان الكبير عبد الرب إدريس في مشواره الفني في تطوير الأغنية اليمنية والخليجية إلى مستوى رفيع يقنع المستمع خارج البلاد العربية..ومن الملاحظ أن مسيرة الفنان الكبير عبد الرب إدريس يمكننا تلخيصها في ثلاثة محاور تمثل المحطات الثلاث في حياته، حبه للموسيقى في طفولته وفترة المراهقة، ثم اهتمامه بالتراث الغنائي اليمني والخليجي حيث كان في حالة بحث دائم عن التراث الغنائي في دول الخليج العربي والجزيرة واليمن.أما المحور الثالث فهو اهتمامه بالشعراء الغنائيين والكلمة المعبرة الصادقة والاهتمام بالثقافة، ولم يقتصر نشاطه الفني على الأغنية، إذ جمع بين الكلمة الغنائية، والرؤية اللحنية والموسيقى الراقية.كل هذه الإنجازات تركت بصمات خالدة في فن الفنان المبدع عبد الرب إدريس فاستحق تكريم الدولة اليمنية ممثلة بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي قدم الرعاية والاهتمام لكل المبدعين اليمنيين والعرب ومبدعي الدول الصديقة من مختلف أنحاء العالم مكافئة لهم على جهودهم في تقديم كل جديد ومفيد لخدمة البشرية.
