الخطر ما زال قائماً إذا ما استمرت المخالفات
التقاه في زبيد/ محمد سالم مغرسيجهود حثيثة من مختلف الجهات حكومية وغير حكومية تبذل والكل يعمل من أجل ملاحقة المدة المحددة بحسب المهلة التي أقرتها لجنة التراث العالمي باليونسكو الى ديسمبر القادم والتي سيتم من خلالها نزول لجنة لتقييم ومتابعة ما تم انجازه في عملية الحفاظ على زبيد وبعد ها سترفع اللجنة تقريرها وعلى ضوء ذلك ستحدد بقاء مدينة زبيد ضمن قائمة المدن التاريخية وبشأن معرفة آخر المستجدات كان لنا لقاء مع الخبير السوري العالمي مدير مشروع تنمية المدن التاريخية في اليمن المهندس / عمر عبدالعزيزالحلاج والذي رد على أسئلتنا مشكوراً . [c1]مشروع تنمية المدن التاريخية والبداية[/c]الخبير العالمي مدير مشروع تنمية المدن التاريخية المهندس/عمر عبد العزيز الحلاج كيف كانت بداية عمل المشروع؟ - مشروع تنمية المدن التاريخية مشروع تعاون يمني ألماني من (جي تي .زد) وبتمويل مشترك ما بين الحكومة الألمانية و الحكومة اليمنية الصندوق الاجتماعي في اليمن وهو مشروع عالمي يعمل على نطاق واسع وقد كانت بداية تواجد المشروع الخاص بتنمية المدن التاريخية في اليمن مند بداية عام 2000م إلى الآن وقد كانت البداية لنا في اليمن من مدينه شبام التاريخية بحضرموت وعلى مدى ثمان سنوات إلى الآن مازال العمل مستمراً وكنا قبلها نعمل في مدينة حلب في سوريا ومن النجاحات التي تحققت لنا في عملية الحفاظ على حلب سوريا وشبام اليمن توجهنا للعمل في زبيد في عملية إنقاذ و ملاحقة الزمن في استبعادها من دائرة الخطر والتهديد الذي بات يهدد بإلغائها من قائمة المدن التاريخية والتراث العالمي بعد أن أدرجتها اليونسكو و لجنة التراث العالمي ضمن قائمة المدن التراثية العالمية وللخطر ولعدم عملية الحفاظ عليها وعدم وجود مؤشرات صادقة وخطوات جادة من الحكومة اليمنية والقائمين عليها بحيث أصبحت تواجه الأخطار وبعد إعطاء فرص عديدة من اليونسكو ولجنة التراث قد منحت اليونسكو فرصة أخيرة ومهلة تكون آخرها ديسمبر 2008 القادم . هو أخر موعد المهلة المقررة لنزول لجنة تقيم ما تم إنجازه بعدها تقرير وقرار اللجنة في ضوء هذا التقييم وهل سيتم الإبقاء عليها ضمن قائمة المدن التاريخية آم سيتم إلغاؤها و المدة قصيرة والموعد يقترب ونحن نعمل على قدم وساق في ملاحقة المدة المتبقية والخطر مازال قائماً .[c1]فكرة عمل المشروع[/c] فكرة عمل مشروع تنمية المدن التاريخية والذي يباشر عمله في زبيد على أي أسس قائمة؟!- فيما يخص فكرة عمل مشروع تنمية المدن التاريخية و الذي يجري تنفيذه حالياً في زبيد قائمة على أسس واضحة وصريحة وهي والتي من أبرزها إن عملية الحفاظ على زبيد وأثريتها وترميمها وإعادة المكانة التاريخية لها قائمة على أساس أن عملية الحفاظ تكون عملية تكاملية ما بين عملية الحفاظ وما بين عملية التنمية وهي عملية مرتبطة وكذا على أساس الشراكة والإسهام من المواطنين فيجب على ساكن المدن التاريخية والأثرية أن يقدر ويدرك ويشعر بقيمة وعظمة مسكنه التاريخي مالم يقدر المنفعة من وجوده والإسهام في عملية الحفاظ والمشاركة وكذا فلا بد من وجود تكامل مابين العملية الاقتصادية وعملية الحفاظ فكلاً منهما يكمل الأخر ولابد من الإسهام حتى تستمر عملية الحفاظ لأطول فترة ممكنة وبعدها يدرك المواطن بالمسؤولية وسوف يحرص كثيراً على الحفاظ إذ كان هنالك إسهام منه ولن يفرط فيه ولهذا كانت الفكرة بإشراك المواطن وقبله التهيئة الاقتصادية له . الاستفادة من تجارب من سبقونا الكثير من المنظمات الدولية والمؤسسات والهيئات عملت في زبيد؟! دون تحقيق أي نتائج والخطر بقى قائماً ؟! يا ترى ماهي الأسباب وهل ستعملون مثلهم؟؟ - بالفعل هذا ما حصل للأسف الشديد الكثير من المنظمات والهيئات والمؤسسات عملت في زبيد في إعادة تأهيلها وعملية الحفاظ عليها وكان من ضمنهم الهولنديين وغيرهم ولا يمكن أن نطلق عليهم أنهم فشلوا لأن هذا اللفظ غير لائق نظير تلك الخدمات والهبات التي قدموها ولكن ممكن أن نقول أنهم لم يعرفوا أو يدركوا ماهو المطلوب أصلاً وكيف تكون البداية الصحيحة وكذلك تكرار نفس الأخطاء وهو عدم إشراك وجعل صاحب المسكن الأثري ومالك البيت في إدراجه في عملية الحفاظ . وعدم جعل المواطنين يستفيدون من البرامج ووجود هذه المنظمات ومحاولة الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وكذا العمل على تحسين وضعهم الاقتصادي والمعيشي حيث أن غالبية أبناء زبيد فقراء ومن ذوي الدخل المحدود وموظفين..ولا يمكن كذلك إلزامهم بعملية الحفاظ وعملية الترميم خاصة وأنها عملية مكلفة ولا يمكن كذلك إعطاؤهم قروض أو منح بل يجب إشراكهم وإسهامهم والاستفادة من الخبرات والعمال والعمل على توفير فرص عمل وتوفير المتطلبات الأساسية الخاصة بمواد البناء وأن يتم توفيرها وأن تكون في متناول الجميع وبأسعار منافسة وهذا ما سعينا إليه وما قمنا به حيث قمنا بالاستعانة بالعمالة وأصحاب الخبرة وذوي الكفاءات ومن يمتلكون قدرات وعملنا على عملية تدريب في مختلف المجالات استغرقت منا سنة كاملة وقمنا كذلك بدعم أصحاب المحارق الخاصة بإنتاج مادة الياجور لأكثر من محرق وبهذا نكون قد عملنا في أكثر من اتجاه عملنا على عدم تكرار أخطاء الآخرين وعملنا على تحسين معيشة المواطنين وتحسين وضعهم الاقتصادي وعملنا على توفير فرص عمل للكثير من العاطلين وقمنا بتدريب الكثير بالإضافة إلى إسهام صاحب المنزل الأثري في ترميم منزله وإسهامنا بواقع 40% إلى 50% وكلما اعتمد صاحب منزل على نفسه زادت نسبة دعمه إلى أعلى نسبة ولهذا فنحن عملنا على الاستفادة من الخبرات والمقاولين من أبناء المنطقة والعمال ، وما وقع فيه الآخرون ممن عملوا قبلنا هو أنهم كانوا يعملون على الإتيان بخبراء من خارج أبناء زبيد ومقاولين من خارج أبناء زبيد وعمال من خارج أبناء زبيد ولم يشركوا المواطنين ولم يجعلوهم يسهمون وبهذا لن يستفيد أبناء المدينة وتخرج المنظمات كما دخلت ولم تجلب أي نفع أو فائدة للمدينة ولم تنجز شيئاً بل المستفيدون من خارج أبناء المدينة ، وما قمنا بعمله عكس ذلك وبهذا نحن حققنا نجاحاً كبيراً وأنجزنا مهاماً كانت صعبة في حلب سوريا وشبام اليمن وما نقوم به الآن في زبيد هو برنامج معدل من عملنا في المدن السابقة. [c1]ما تم التركيز عليه[/c]ماهي أهم الأمور والجوانب التي تم التركيز عليها أثناء تنفيذ المشروع؟! - ركزنا من خلال عملنا في مشروع تنمية المدن التاريخية في زبيد على ما يخص عملية سكن المواطن صاحب البيت الأثري حيث أن البيوت الأثرية القديمة وعملية الحفاظ عليها وترميمها بمواد البناء التقليدية عملية مكلفة وقد يتسأل مسائل من أصحاب البيوت القديمة لماذا أقوم أنا المواطن الفقير البسيط بعملية الحفاظ على المدينة ولماذا مطلوب مني القيام بعملية الترميم والحفاظ؟!.. فهنا تأتي الفكرة لعمل المشروع وما ركزنا عليه وأعطيناه الكثير من الاهتمام الزائد هو تقديم المساعدة والعون والمساندة لصاحب هذا المنزل الأثري لكي يستطيع القيام بعملية الحفاظ والترميم والعمل إلى جانبه وإشراكه وإسهامه في عملية الحفاظ .. وليس الموضوع قائماً على عملية الترميم والحفاظ فقط وليس هذا عملنا فقط كما يظنه ويعتقده غالبية الناس وأن عملنا قائم في الحفاظ والترميم .. عملنا أكبر من ذلك فنحن نهدف جانب الحفاظ والترميم إلى عملية التنمية والتي هي هدفنا الأساسي وما ركزنا عليه بحيث أنهم أناس بسطاء فقراء لايتحملون أعباء كبرى في عملية الحفاظ فإذا كان المواطن القادر لايستطيع إلا البناء بالبلوك والبناء الأسمنتي فنحن نجعله يقوم بعملية البناء التقليدي وعلى النمط القديم بحيث نقوم نحن بدفع فارق التكلفة بنسب عالية تتفاوت ونقوم إلى جانبه بأن نوجهه باستبدال البناء بالبلوك المخالف والمشوه لجمال المدينة ونمطها القديم ونعينه ونقدم له فارق السعر حتى يستطيع البناء بالنمط القديم وبخيرات وقدرات محلية وعمالة محلية وتحت إشرافه حيث يعتبر البناء بالنمط القديم التقليدي من الأعمال التي توفر فرص عمل كبيرة وبذلك تكون قد وفرنا الحماية والحفاظ على المدينة بالإضافة إلى توفير فرص عمل ابتداءً من توفير المحارق الخاصة بالياجور والإكثار منها ومنع احتكارها، ومن حيث إيجاد الخبرات المحلية والاستفادة منها بالإضافة إلى الاستفادة من جميع الطاقات والقدرات الاقتصادية في المدينة وتدريبهم على إكتساب حرفة تنفعهم مستقبلاً وتفعيل السوق والسياحة والحركة التجارية وهذه الأعمال المجتمعية تشكل الخطة المتكاملة للمنهجية والعمل وهذا ما عملنا به خلال سبع سنوات من العمل والتدريب في مدينة شبام حضرموت ، حيث أثبتت هذه الطريقة فاعليتها وكتب لها النجاح والتمييز بحيث تم تحسين أوضاع أكثر من نصف أصحاب البيوت الأثرية التي رممت. [c1]المشاركة والتعاون سبب نجاح أي عمل[/c] فيما يختص بالتمويل والإسهام في سير عمل المشروع من هي الجهات المتعاونة والواقفة إلى جانبكم؟- المشروع الخاص بتنمية المدن التاريخية العامل في اليمن والذي مازال يعمل في شبام حضرموت على مدى سبع سنوات تمويله مشترك من عدة جهات ومن هذه الجهات الداعمة لنا بقوة فنياً من الجهة الألمانية والحكومة الألمانية ومالياً أيضاً ، وكذا مدعوم من الصندوق الاجتماعي للتنمية وبمشاركة من الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ودعم ومساندة معنوية من الحكومة اليمنية حيث تم تشكيل العديد من الجمعيات الأهلية والعاملة في مختلف المجالات منها الزراعية والتنموية والتاريخية والبناء التقليدي والتي تقوم بتعليم وتدريب النساء الأعمال الحرفية والتقليدية والصناعات الحرفية وأعمال الترميم ما حقق نقلة نوعية في تحسين مستوى سكان المدينة التاريخية زبيد وقد حققنا بهذه الأعمال النجاح الكامل الذي شهد له كل من اطلع عليه في شبام وزبيد وقد تكلل عام 2007م في شبام حضرموت بالنجاح بحصول عملية الحفاظ على شبام التاريخية على جائزة (الأغاخان ) للعمارة وبتشجيع الطرفين اليمني والألماني على توسعة نطاق عمل المشروع من شبام حضرموت إلى مدن تاريخية أخرى ومنها مدينة زبيد .العمل في زبيد يحتاج إلى الكثير من الجهود ماذا عن عملكم في زبيد .. هل هنالك تميز وخصوصية عن باقي المدن التاريخية التي عملتم فيها؟!- في حقيقة الأمر إصابتنا الدهشة وانبهرنا كثيراً عندما اطلعنا على مدينة زبيد في أول زيارة لنا فيها وتجولنا وسط أحيائها ومبانيها وبيوتها العريقة وتلك الحصون والقلاع المساجد الأثرية التي بينت لنا وقرأنا من خلالها كيف كان اليمانيون عظماء وأصحاب تاريخ مشرف يروي حكايات تلك الحضارة التي اكتسحت العالم وفي نفس الوقت أصابتنا الحيرة على ما ألت إليه هذه العظمة وعلى الإهمال والخطر الذي بات يهددها ولهذا الأمر عزمنا على عدم جعل الفرصة تفوت وتخرج هذه المدينة من أنها تتصدر قائمة المدن التاريخية العالمية لما تميز به من انفراد في البناء والعمارة الإسلامية وتلك الإبداعات المعمارية التي قد لا توجد إلا في هذه المدينة من بقاع الدنيا لأنها تميزت بأمور كثيرة واشياء لايكفي المجال لحصرها والتي على رأسها تلك النقوش والألوان خاصة في أسقف المنازل وواجهات البيوت وكذلك لترابط المنازل وكأن الحي الواحد منزل واحد ومتشابك مع بعضها البعض ، ولهذا فنحن لنا الفخر والاعتزاز بالقيام بواجبنا نحو عملية الحفاظ على هذه المدينة وقد بدء العمل في زبيد في أيلول وكان مرتكز عملنا ينصب على محورين أساسيين المحور الأول المساكن والبيوت والمحور الثاني السوق القديم وأحيائه ورد الروح إليه بالإضافة إلى الفكرة التكاملية الخاصة بدعم عملية الأحياء عن طريق تشجيع المجتمع المحلي للمساهمة في هذه العملية وإدخاله كطرف هام وأساسي وتفعيل دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية والسلطة المحلية والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في المدينة العمل على إرجاع الشهرة التجارية. [c1]الصعوبات[/c] ماهي إذاً الصعوبات التي واجهتكم واعترضت طريقكم؟- واجهتنا في البداية بعض الصعوبات وذلك بسبب الإهمال الذي كانت عليه المدينة لفترة طويلة وأصاب أهلها الارتياب جراء عملية الحفاظ عليها. ولكننا بدأنا بالعمل مع الشركاء المحلين لإيجاد الحلول المناسبة وإيجاد البدائل سواءً على طريق دعم الأهالي (سكان المدينة) من خلال عمليات الترميم لبيوتهم ودعم أصحاب السوق القديم في عملية لإحياء السوق القديم وكذا العمل مع الجمعيات الأهلية وقيامنا بتدريب وتأهيل الشباب اقتصادياً بالدرجة الأولى. ومن الصعوبات كذلك أننا نعمل ضد عقارب الساعة فالفترة التي حددتها اليونسكو في ديسمبر 2008م قريبة وقليلة ولا تكفي لمواجهة كل تلك الأخطار ومهددة بإلغائها من قائمة المدن التاريخية العالمية إذا لم تكن هنالك بوادر ومؤثرات صادقة وعلينا أن ننجز ما تم تحقيقه في شبام حضرموت خلال سبع سنوات في هذه الفترة المتبقية قبل نزول لجنة التقييم من لجنة التراث العالمي في يونيو القادم 2009م يتم اجتماع لجنة اليونسكو على موجب ما ترفعه لجنة التقييم في ديسمبر 2008 وسوف يتم صدور قرارها النهائي أما بإبقائها أو إلغائها ولكن أكثر ما يؤرقنا ويزعجنا ويعتبر مؤشراً لعدم وجود حلول بديلة ودعم كافٍ وتدخل صارم في الفترة الماضية، ويجب الإشارة هناك إلى أن الوضع أخذ بالتغير حيث أن جميع الوزارات المعنية قد أخذت الخطوات الجادة واللازمة لتحسين أدائها وزيادة اهتماما وتكثيف جهودها في زبيد بالإضافة إلى صدور القرارات السياسية من فخامة رئيس الجهورية وكذا قرارات مجلس رئاسة الوزراء بضبط انتشار المخالفات والحد منها والعمل على إزالتها مع توفير التمويل اللازم والدعم لإيجاد الحلول البديلة ويعتبر مشروعنا الخاص بتنمية المدن التاريخية والذي يمارس أنشطة وبرامجه وينفذ ما قام بإعداده من دراسات وعمليات التدريب المصاحبة وهو واحد من هذه الحلول وجزء من الجهود المحلية والدولية العاملة على الحفاظ على زبيد وإبعاد الخطر وذلك التهديد وإبقائها ضمن لائحة المدن التاريخية العالمية وهنالك جهود أخرى من جهات أخرى تقوم بالعمل مباشرة أو بشكل غير مباشر لذات الغرض .ما شهدته زبيد في السنوات الماضيةما الذي تم إنجازه في الفترة الماضية من تواجد العديد من المنظمات الدولية وكذا الحكومية في مسألة الحفاظ على زبيد؟! - في حقيقة الأمر هنالك محاولات كثيرة في الفترة الماضية وقامت بها العديد من المنظمات والحكومة اليمنية، ولكن كان بعضها نظرياً جداً والبعض الأخر غير مستدام .. فمثلاً توفير دفعة لحرق الياجور الخاص بمواد البناء من دون وجود آلية للتصنيع والعمل على توفيره بصفة مستمرة ليس حلاً جذريا ولهذا فنحن ومن خلال عملنا قمنا بالاستفادة من تجارب الآخرين من منتجات ونتائج المشاريع السابقة ومن سبقونا ولكننا وبحكم تواجدنا في الميدان قمنا بالعمل المباشر مع المؤسسات ومع مختلف الجهات غير الحكومة في مدينة زبيد لإيجاد برامج مستدامة تعمل من خلال آليات السوق لإيجاد حلول عملية اقتصادية في نفس الوقت والتدريب للكوادر المحلية والتابعة للعمل بشكل مستدام مستقبلاً. هنا يجب التنويه والإشارة إلى أن هذه النوعية من العمل تأخذ جانباً كبيراً من شكل التدريب والتأهيل وبناء قدرات قبل أن يعطي نتائج مرئية ويلمسها الجميع ولكن عندما يقدم نتائجه في النهاية فإن النتائج هذه تكون واضحة للاستمرار والاستدامة وقد أخدنا عملنا على الخوض في بداية برنامج البيوت التاريخية تأهيل الكوادر المحلية من أبناء المدينة والعاملة في برنامج البيوت التاريخية حتى ظن البعض أن هذا العمل جل ما نقوم به ولكن الآن وبعد أن تم تشكيل الفرق المحلية للعمل كماً ونوعاً بات قادراً على استيعاب حجم العمل كماً ونوعاً وأصبح المشروع قادراً على العمل لوحده.[c1]نسبة الوعي والأمل قائم[/c] كيف وجدتم نسبة الوعي من أهالي وأبناء وأصحاب البيوت الأثرية والمدنية التاريخية ؟ -بشكل عام أهالي وأبناء زبيد شأنهم شأن أي مدينة عريقة تاريخية يعلمون بقيمة تراثهم ولكن نظراً للضائقة الاقتصادية ولعدم امتلاكهم إمكانيات لإيجاد بدائل البناء على النمط القديم تتضمن الحفاظ على مدينتهم وللأسف فأن تراجع المكانة الاقتصادية لمدينة زبيد قد حرموا من المكانة التاريخية فترا جعت مستويات التعليم والوعي عند بعض فئات المجتمع المدني وفي حقيقة الأمر المجلس المحلي بزبيد متفاعل بشكل كبير ولكن تنقصهم الكثير من الإمكانيات والدعم والأدوات ولذلك لابد من التوجه بدعم المجلس المحلي ليقوم بدوره بالشكل المطلوب منه وبالوجه الصحيح أما بشأن الأمل فحقيقة الأمر هنالك مازال خطراً كبيراً من نلحية إنتشار المخالفات وعدم الإسراع بإزالتها والحد منها وهي تؤثر سلبياً على قرار لجنة التراث العالمي عند نزولها للتقيم وعلى السلطة المحلية والمركزية أن تكثف جهود وتضاعف جهودها لإيجاد البدائل وقمع هذه الظاهرة واليونسكو كانت وضعت مجموعة من المقترحات والقرارات فيها يخص عملية الحفاظ على زبيد ولأن جزء كبير من هذه القرارات والمقترحات قد تحقق ويبقى موضوع المخالفات هو العائق الأكبر ولجنة التراث العالمي ليست دكتاتورية أو غير منطقية وهي تتفهم ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى مؤثرات صادقة ونية جادة في عملية الحفاظ على زبيد والإبقاء عليها من قبل الحكومة اليمنية ومواقف جادة لإبقاء هذه المدينة الأثرية ومواقعها الأثرية المتميزة الفريدة من نوعها ونحن الآن نتأرجح ما بين التشاؤم والتفاؤل نصارع عقارب الساعة ونلاحق الوقت في المدة المتبقية ولكننا لا نستطيع العمل مع جميع الأطراف المعنية الرفع زبيد من الخطر الذي بات يهددها وظل الأمل قائماً إذا ما مشينا بنفس هذه الوترة وهذا الحماس وتم في نفس الوقت إزالة المخالفات والحد منها السكنية الجديدة ومدها بكل الخدمات الأساسية الكائنة خارج المدينة لمن أراد البناء بحرية. وفي الأخير وبشكل أساسي نحن مشروع تعاوني ألماني ولسنا وحدنا ولولا تعاون الكثيرين معنا على رأسهم الصندوق الاجتماعي للتنمية والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ووزارة الثقافة وكذا وزارة الأشغال وكذا وزارة الأوقاف ورئاسة الوزراء والبناء الألماني للأعمار والسلطة المحلية والمجلس المحلي بالمديرية وقيادة المحافظة ومختلف الجمعيات المحلية والأهلية وكذا المواطنين بزبيد بالأخص فإننا لن نستطيع الوصول إلى النجاح والكل من يساند الأخرين وسنعمل بروح الفريق الواحد وتتضافر الجهود في إنجاح المهام وهؤلاء نقدم لهم كل الشكر والتقدير .