في كتابه التاريخي العلمي
كمال محمود علي اليماني:كنت قد تحدثت معكم في عدد سابق من أعداد هذه الصحيفة من رواية القاص فهد القاسمي التي نالت المركز الاول في جوائز الشيخ عبدالله المبارك للإبداع الأدبي وكانت بعنوان " الأفق المهاجر" وذكرت لكم حينها أن شاباً يمنياً آخر اسمه هاني باسل كان قد نال المركز الأول هو أيضاً في نفس المسابقة في شطرها العلمي عن بحثه الموسوم بـ " الوجيز في تاريخ الصيدلة" ولقد تشرفت مؤخراً باستلام نسخة من بحثه هذا وقد صار كتاباً يتداول إذ تركم الأخ فتحي سالم عليّ " المدير التنفيذي لمصفاة عدن" بالتوجيه بنشر البحث في كتاب تتحمل المصفاة نفقة إصداره تشجيعاً منه لأحد كوادر المصفاة .والكتاب عبارة عن دراسة تاريخيه علمية تقع في نحو 240 صفحة من المقاس الكبير يستعرض فيها الباحث تاريخ علم الصيدلة وأبرز علمائها ولقد جاء في تلخيص فكرة الكتاب لصاحب هذه الاسطر " ليس من السهل أن تجد كتاباً يوجز تاريخ علم ما في حقبة زمنية "معينة" في هذا البلد أو ذاك وهذا الكتاب يضع بين يدي القارئ موجزاً لتاريخ علم الصيدلة من أن وجد الانسان على ظهر المعمورة وحتى يومنا هذا .. يتتبع الباحث خلاله خط تطور هذا العلم منذ بداياته الاولى التي أرتبطت بالغيبيات والسحر والشعوذة مروراً بإرهاصات تولد عنها استقلالية هذا العلم عن علم الطب الذي ظل ملازماً له لقرون عدة وحتى وصوله الى ما وصل إليه من درجات التطور والتقدم " ولقد قسم الباحث بحثه الى أبواب تسعة راح في أولها يشرح معاني بعض الألفاظ الصيدلانية ومشتقاتها ثم في الباب الثاني شرح بشيء من الاسهاب ماهية شعار مهنة الصيدلة والوصفة الطبية لينتقل بعد ذلك في البابين الثالث والرابع للإجابة عن السؤال لماذا نتعرف على تاريخ العلوم ؟ وكيف ومتى بدأ الطب والصيدلة ؟ وفي الباب الخامس وهو أوسع الأبواب وأشملها أوجز الباحث تاريخ الطب والصيدلة في حضارات ما قبل الاسلام من سومرية وبابلية وأشورية مروراً بالحضارة الفرعونية والهندية القديمة وحضارة بلاد فارس والصين وإنتهاءً بالحضارة اليونانية والرومانية والبيزنطية وكذا ببدايات الصيدلة في العصر الجاهلي عند العرب .ثم أفرد للصيدلة في صدر الاسلام والطب النبوي الباب السادس وعرّج في الباب السابع على الطب والصيدلة العربيتين في عصرهما الذهبي وشرح في هذا الباب في فصوله الخمسة دور الترجمة والمؤسسات العلمية الطبية والصيدلانية في تطور علم الصيدلة واسهامات علم الكيمياء في ذلك أيضاً ومعايير الجودة ونظام الاحتساب وكذا حركة التأليف التي شهرها ذلكم العصر ..وكان لا بد للباحث إكمالاً لبحثه وإثراء له أن يواصل رحلته الى بلاد المغرب والاندلس أيضاً لإلقاء الضوء على أحوال الطب والصيدلة هناك .وبالطبع ففي ثنايا بحثه وردت أسماء عدد غير قليل من الأطباء والصيادلة الذين طال كعبهم في علم الصيدلة غير أن بعضاً منهم لم يرد ذكرهم هناك أو هنا فما كان من الباحث إقراراً منه بحقهم في الظهور والاشارة إليهم وعرفاناً منه لما قدموه من منافع لهذا العلم وللبشرية ما كان منه إلاّ أن أفرد باباً أورد فيه أسماء هؤلاء العلماء الذين كان لهم الفضل في تطور هذا العلم .وفي الباب الثاني عشر يسلط الضوء على كيفية وصول الصيدلة والطب العربيتين الى أوروبا وإن كان قد أفرد الباب العاشر والحادي عشر في مبادئ الادوية عند العرب وللحديث عن الميازين والاوزان والمكاييل الصيدلانية عند العرب .أما الباب الثالث عشر وهو الباب الأخير في هذا البحث فقد تحدث الباحث عن تقدم العلوم الصيدلانية في عصر النهضة والعصر الحديث .لتنتهي رحلة البحث الممتعة بالملاحق والمراجع .البحث دراسة رصينة حاول الباحث أن لا تكون جافة ليستفيد منها المتخصص والمثقف على حد سواء .وهي دراسة حسب متابعتي تغنيك عن عدد غير قليل من الكتب إنها تلخص وتوجز تاريخ علم الصيدلة فتجعل تاريخ هذا العلم متناولاً أنّى شئت دون أن تحتاج الى البحث في مظان الكتب المتخصصة فما سوف تجده هناك سوف وبكل تأكيد تجد موجزة هنا .