صباح الخير
كثيراً ما نلتقي مع بعض الأصدقاء من محافظات مختلفة ونتناقش عن محافظة شبوة نقرأ تلك الصورة القاتمة المرسومة في أذهانهم عن تلك المحافظة وما صنعته بها بعض وسائل الإعلام وخاصة بعض الأقلام الحاقدة على المحافظة لأي سبب كان! وكم يتصور القارئ لبعض الصحف الحزبية أو الأهلية ومن خلال ما تكتبه من أخبار عن هذه المحافظة وحصرها في المثلث الرهيب قتل ـ سرق ـ خطف ـ وكثيراً من الأخبار التي عملت على تصوير المحافظة بالغابة الموحشة تنهك كل القوى الضعيفة وتسلب حقوقاً وتهدر دماء.. الخ من تلك الأخبار المزعجة وللأسف ان القارئ البعيد والمتتبع لما ينشر من تلك الأخبار يصدق كل يقرؤه بل يقتنع به.ان ما يحصل في شبوة من جريمة أو مخالفة قانونية ان وجدت يحصل في أغلب المحافظات وفي أي مدن العالم ومنها ما يتم ضبطه بالطرق القانونية ومنها ما يتابع من قبل الأجهزة المعنية وبالامكان العودة إلى التقارير السنوية الأمنية حيث تكون نسبة الجريمة فيها أقل من بعض المحافظات الأخرى!وهذه سنة الحياة مشاكل وصعوبات وحلول وديمومة التناقضات حيث يوجد البناء يوجد الهدم وحيث يوجد العمل يوجد الخطأ وحيث توجد النزاهة يوجد الاتهام.. الخ من تلك المتناقضات ولا يعني أن أحداً معصوم من الخطأ حاشا لله! ولكننا نقول باننا مثل أية محافظة أخرى يوجد فيها الخير والشر.ولهذا نرى بعض الصحف كثيراً ما تهتم بتلك الأخبار السيئة فقط وتخلق صورة قاتمة وخيبة أمل لدى القارئ وأبناء المحافظة البعيدين عنها والمتتبعين لأخبارها بشغف.ليس مبالغة إذا قلنا ان محافظة شبوة تشهد حراكاً تنموياً وإداريا وأمنياً فهاهي عجلة التنمية تتحرك والانضباط الإداري يتحسن والجريمة تضبط وتتابع وكما قلت لا يوجد عمل ناجح بدون أخطاء فمن يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ.فالصحافة رسالة إنسانية ومهمتها نقل الحقيقة والدفاع عن الحقوق وتوضيح الرؤى بعيداً عن الأغراض الحزبية أو الطائفية والمناطقية ويجب ان يكون الصحفي صاحب مصداقية في نقله للخبر وان يكون سبقه الصحفي صادقاً وأميناً وان لا نجعل من العمل الصحفي أداة خدش وتشويها لصورة الآخرين أو وسيلة ابتزاز فلا بأس ان ننتقد السلب وننصح بتصحيحه وان ننقل الخبر القبيح ان وجد وبالمقابل ننقل الخبر الجميل الصادق فهناك إنجازات وهناك أعمال يجب ان تذكر.وصدقوني إذا قلت لكم ان الأمر وصل عند بعض الأخوة الطيبين الذين يصدقون كل ما قرؤوه بان يرفض الذهاب إلى شبوة في مهمة رسمية خوفاً من واقعها المرسوم في ذهنه من تلك الصحف والسؤال ما ذنب هذه المحافظة؟ـ هل لمواقفها الوطنية في كل المنعطفات التاريخية؟ـ أم لدماثة أخلاق أبنائها وطيبة سريرتهم؟ـ أم للدور القاصر من قبل إعلامي شبوة الشرفاء؟أيها الإعلاميون كونوا رسالة صدق وخير سلام وانصفوا هذه المحافظة ولا تظلموها بأقلامكم واجعلوا من أقلامكم أداة بناء وتصحيح لا أداة خدش وتشويه.