سلوى صنعاني في حوار صريح مع حاضنتها ومدرستها صحيفة ( 14 اكتوبر ) بمناسبة الاحتفال بعيدي المرأة والأسرة:
حاورتها / ريما شيخ هي قلم رشيق تعودنا على مطالعة كتاباتها الجريئة ذات الطابع الإنساني والبعد الإجتماعي المعاش ، وبذلك الطرح السلس والموضوعي الذي يصل إلى قلب القارئ دون إستئذان ..وكما هي كتاباتها وإبداعاتها متجددة دائما بدت كعروس في ليلة زفافها أثناء الاحتفال بالعيد الأربعين لتأسيس صحيفة 14 أكتوبر لتثير تعجب وإندهاش البعض من هذا الفرح الذي غمرها في يوم حفل مدرستها وبيتها التي احتضنتها منذ البدايات الأولى في بلاط صاحبة الجلالة ، كيف لا تبدو كذلك وهي التي كانت ولازالت ذلك المنزل الذي يسعدها ويثلج صدرها أن يستقيم بناؤه وتثبت دعائمه ليكون شامخا وراسيا دائما .. من وسط معاناتها مع الأب المريض تشكلت وتكونت قدراتها على تحمل المصاعب والسير بين الأشواك في زمان صعب . واختارت بثبات طريق مهنة المصاعب لتحفر في الزمان والمكان إسمها بين الكثير من نجوم هذا البلد المعطاء و هذه العدن الباسمة التي أصبحوا هم نجومها الذين يضيؤون سمائها . (ومن سلة السمبوسة تبدأ الحكاية )بداية الحكاية « سلة السمبوسة »[c1] ماذا عن بداية الحكاية حكاية الكاتبة والصحفية المتألقة دائما سلوى صنعاني ؟ وما هو الفرق بين البداية في زمانكم والبدايات في زماننا هذا ؟ [/c]بداية الحكاية كانت سلة السمبوسة وبراد الايسكريم التي حملتها البائعة المتجولة ذات السادسة من العمر، تحمل على كاهلها هم الأسرة والأب المريض ، والجولة تبدأ من الثانية بعد الظهر إلى السادسة مساءا وعلى مدى نجاحها في بيع ما في حوزتها يتوقف إطعام أسرتها وشراء الدواء للأب المريض .من هنا بدأت تحدياتي مع الفقر ومع الحياة حتى وصلت إلى بلاط صاحبة الجلالة ، والتعليم والقراءة هما الجسر الذي وطأته للوصول إليها . أما بدايتنا ووجه الاختلاف مع بداياتكم فمن المؤكد إن الفرق كبير والمساحة شاسعة بينهما وظروف التخلف والزمن مختلفان.وبدأت بالتطبيق في صحيفة 14أكتوبر مطلع الثمانينات أثناء الإجازة الصيفية ، وكانت مؤسسة 14أكتوبر في «عهدها الذهبي» إبان وجود أستاذي الحبيب المرحوم أحمد سالم الحنكي ومعه كوكبة من الأساتذة كل واحد بمفرده كان يشكل مدرسة شامخة الأركان في الصحافة ، أمثال معروف حداد ومحمد قاسم نعمان وعبد الباسط السروري . وخلال الثلاث سنوات التطبيق حصلت على إجازة خطية من الأستاذ الحنكي حول ما قدمته من كتابات صحفية في مجال التحقيق موجهة إلى رئاسة الجامعة التي أنتمي إليها بأنني قدمت تحقيقات «بدرجة امتياز « وأبرزها تحقيق عن « الطلاق « الذي جلت لأجله ردهات المحاكم ومؤسسات المجتمع المدني والالتقاء ببعض الأسر ، أفرز حصيلة ذلك التحقيق الشعور بحضوري الصحفي من خلال المكالمات التي انهالت على منزلي إدارة الصحيفة ، وكلمات التهاني من أساتذتي وزميلاتي وزملائي قبل إن أكون عضوة في أسرة أكتوبر .حكايات يصعب اختزالها هنا ..باختصار إن للرعاية والحرص والحب والبعد عن المكايدات أثرا في نجاح البدايات ولاتخلو أي بداية من عثرات ، ولكن كما أسلفت كنا محاطين بأساتذة كانوا بمثابة الآباء وليس زملاء علمونا صناعة الحرف ونسيج الكلمة .فكانت بدايتنا في أجواء صحوة وفضاء نظيف تحكمه الأخلاق وتسوده القيم ، وقد جاءت هذه البدايات في وقت فتحت فيه الأبواب على مصراعيها أمام المؤهلين والمتخصصين وخصوصا فئة المرأة التي لاقت التشجيع في كافة مجالات العمل بما فيها المجال الإعلامي . وهو أصعب مجال لأنه يسعى وراء الحقيقة والطريق إليها وعر وملئ بالأشواك ، فكان للكمة صدى وفعل ، حتى أنها تهز عرش السلطان .فالإنسان المناسب في المكان المناسب وهي حق يمنح لكل ذي حق ، وليس بالنسب أو الوساطة والمحسوبية وبحكم كون منطقتنا كانت محدودة السكان ولم تكن بهذا الازدحام، فكان الخريج بعد تخرجه يجد وظيفته جاهزة وكان الارتباط وثيق بين دائرة التخطيط ودوائر التأهيل، ويؤسفني إن أقول أنني أشفق على بداية هذه الأجيال لأنها صعبة وفي ظروف ضاعت فيها المقاييس والأخلاق والقيم وإذا تمعنتم فيما أسلفت ستجدون أن الفرق شاسعا وعظيما ، وأتمنى لكم النجاح في مساعيكم.للحقيقة دائما وجه أخر[c1] كانت دراستك الجامعية في الخارج . هل كان هذا أول اتصال لك بالعالم الخارجي ؟ وما الذي وجدتيه في عالم الدراسة هناك وما مدى تأثيره على عملك كصحفية وعلى قلمك ككاتبة ؟[/c] للحقيقة دائما وجه أخر . ودراستي في الخارج لم تكن باختياري فقد كنت انوه للالتحاق بالدراسة في بلدي ، ولكن حدثت ظروف قهرية أجبرتني على الخروج من بلدي . ولكن حدثت ظروف قهرية أجبرتني على الخروج من بلدي وهي حكاية ارويها لا لأصور نفسي قيها كبطلة . فقد كنت عضوة في سكرتارية تبن وسكرتارية المحافظة للاتحاد العام للمرأة . وعندما حدثت أحداث سالمين في العام 78م وجهت إلي تهمة انتمائي لليسار الانتهازي وهي مسميات يطلقها من لم يعرفوا معناها . لأنني رفضت إرسال برقية تهنئة للجنة المركزية آنذاك بانتصارها بذبح الرئيس «الرجل الشريف « سالمين .لأنني لم أجد أي تعن وضيح لتلك الأحداث. وتعرضت للملاحقة من قبل السلطة المحلية في المحافظة وفي الحقيقة لم أقابل سالمين يوما من الأيام . ولكن روح الانقسام والمكايدة كانت قائمة آنذاك . وعندما أشعرت قيادة المرأة آنذاك بوضعي والملاحقة التي تطاردني ... قامت الأخت فتحية محمد عبد الله والأخت نور باعباد ولأننا في سدة السلطة النسوية آنذاك بالتنسيق مع القيادة المركزية بترشيحي لمنحة دراسية لوقايتي مما تعرضت له آنذاك حيث وصلت الوقاحة بمنعي من السفر في المطار فما كان من اتحاد المرأة استنكار ذلك . فأطلق جوازي ولازالت كلمات الأخ علي عنتر وهو يهاتف علي مقبل مدير الهجرة والجوازات آمرا إياه بإطلاق جوازي «سلوى صنعاني ستذهب للدراسة وليس للتآمر على الأمن القومي للبلد أطلق جوازها فورا» وأطبق السماعة . وسافرت لالتحق بالدراسة الأولية للغة في منطقة « دانييتسك» ثم جاء تعييني في جامعة « بيلاروسيا « في مجال الصحافة ، والمرارة والغبن يملآن صدري . ولم يكن التحاقي بالدراسة في الخارج أول اتصال لي بالعالم فقد سافرت قبلها مع وفد شبابي إلى الجزائر للمشاركة في أعياد استقلالها في العام 1972 م وبعدها وفي طريقنا إلى الوطن تعطلت الطائرة مما جعلنا نمكث في مصر مدة أسبوع ، وعندما تخلت سفارتنا عن إعالتنا قام وفد الشطر الشمالي من إخواننا بإعالة البعض منا . والبعض قضى هذه الفترة في ضيافة طلابنا اليمنيين المقيمين بمصر .وقبل سفري إلى هذين القطرين العربيين كنت على اتصال بهما من خلال كتابات أدباءها وأدباء عالميين فالكتاب وسيلة اتصال جميلة وثرية بالعالم .ومثلما قالها الشاعر المتنبي «خير مكان في الدنيا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب «.وبالتأكيد فأن الاطلاع على ثقافة الآخرين سواء من خلال الكتاب أو الاحتكاك يوسع من قدرات الإنسان الثقافية ففي الاتحاد السوفيتي بجمهورياته الخمسة عشر وهم ينتمون لأكثر من120 قومية بالإضافة إلى الاختلاط بزملائنا من الطلاب الوافدين إليه من أصقاع العالم الذي ينتمي إلى الاتجاه الاشتراكي في ذلك الوقت مكنني من معرفة عاداتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم في الحياة .والدراسة هناك قد أثرت في معارفي وخصوصا حبي الشغوف لمادة الأدب العالمي التي كانت ضمن المناهج الدراسية ق جعلتني أتطلع على المدارس الأدبية العالمية التي نشأت في فرنسا وكذلك الاتجاهات الأدبية في الأدب في مختلف مناحي الثقافة العالمية كالرمانية والكلاسيكية والطبيعية والرمزية ....الخ .هذه الاختلافات والالتقاءات الأدبية والثقافية كفيلة بإثراء وجدان الإنسان وبالتالي تؤثر على أي قلم يكتب في المجال الصحفي أو الأدبي بقدر تفاعله معها .ما يجري في الخفاء هو عالم واقعي معاش[c1] حدثيني عن الكاتبة فيك ؟[/c]أشعر أنني لم أرق بعد إلى مستوى الكاتب بكل ما تعنيه هذه الكلمة وبكل ماتذهب إليه من أبعاد إنما هي محاولات بدأت مبكرة قبل دخول بلاط صاحبة الجلالة .إذ أثناء ممارستي للعمل الجماهيري كسكرتيرة للجنة المحافظة للاتحاد العام للمرأة في لحج. كنت ارأس تحرير مجلة أسبوعية بمعية بعض الزميلات ربما يعود إلى العام الذي بدأنا فيه تدشين العقد العالمي للمرأة 75ــ85م والذي يتم طباعتها على الآلة والكاتبة ثم سحبها بالآلة الخاصة بالسحب . والزوايا التي كنت اكتب فيها كانت تتناول العديد من القضايا ذات البعد الاجتماعي ، نظرالتفاعلنا مع المشاكل التي ترد إلى الاتحاد . ومعظمها مشاكل زوجية ولا ادري لماذا كنت أتناول ما يدور في الخفاء ، قضايا كان يظن البعض أنها تخدش الحياء . مع أنها تعيش فينا وتؤثر علينا وهي من صلب حياتنا .حتى انه في بعض الأحيان يواجهني من يقرؤونها رغم أنها محدودة الانتشار ويقتصر توزيعها على المكاتب الحزبية والجماهيرية وعلى ديوان مؤسسات الدولة وفروع الوزارات آنذاك . أطلقت عليها مجلة « الشعاع «.وكنا نخوض نقاشات حادة بهذا الصدد .وقد استمرت الثلاث سنوات بنجاح دون انقطاع .من هنا بدأت تجربة الكتابة وبطبيعة حال الإنسان ابن بيئته والكاتب مرآة عاكسة لكل ما تحتمل به الحياة من متناقضات داخلية باطنة أو ظاهرة تدور في مجتمعه ...ثم تواصلت كتاباتي لاحقا في مجلة الفنون التي كان يصدرها الزميل المرحوم الأستاذ عبد القادر خضر تحت عنوان «قصاصات ورق «وهي تأخذ نفس الاتجاه والبعد ، وتثير جدلا في مجالس القات خصوصا ....ورغم الانتقادات التي أواجهها أحيانا إلا أن ذلك يزيدني تحديا وتواصلا ثم أخذت كتاباتي تتسم بطابع سياسي واقتصادي وثقافي عبر صحيفة الأيام وخصوصا تناول هموم المواطن .رغم عملي في صحيفة 14اكتوبر وباعتبارها صحيفة رسمية مكبلة بجملة من السنن والمحاذير إلا أنني أيضا واصلت تلك الكتابات ذات البعد الإنساني من خلال زاوية أسبوعية بعنوان «استراحة الأحد «وبالذات عندما خصصت إدارة التحرير صفحتان أسبوعية بعنوان «الأسرة والمجتمع «ظللت أحررها على مدى تسع سنوات بتواصل ونجاح . ولكن نتيجة المكايدات تم ايقافها بدون أي سبب مقنع مما أحزنني كثيرا . وكنت اسر كثيرا للاتصالات التي تأتيني من صنعاء وتعز ولحج ومن عدن عندما اعلق الموضوع إلى حلقة قادمة .والاتصالات هي استفسار عن بقية الموضوع او الحادثة التي ارويها ... تفاعل وشغف القراء قد أعطاني حافزا كبير لتواصل في مجال الكتابة . حتى أنني ذات مرة زرت صنعاء وصادف إن المجلس النسائي الذي كنت فيه أثناء تعاطي القات يضم بعض القارئات اللائي لم يكن يعرفن أنني كاتبة السطور التي يدور النقاش حولها حتى أشارت إليهم ربة المنزل وانقسم المجلس بين مؤيد ومعارض لما طرحته في قصة «السؤال الملعون «ذلك الاختلاف قد سرني كثيرا وأثلج صدري رغم الانتقادات اللاذعة التي واجهتها . مثلما واجهت في كتابات بعض الزملاء الموجهة إلى وقد اعتبرتها إضافة لي لرفع معنوياتي وإحساسي بالنجاح . بمعناه وقد يفسره البعض زهوا .لا .وإنما الشعور بالتفاعل وإيصال الفكرة إلى وجدان وعقل القارئ هواهم عنصر في نجاح الكاتبأنا إنسانة لها قلب يتألم لمن حولها [c1] اجمع الكل انكٍ تقفين إلى جانب كل من يحتاج لك ولا تردين احداً .فماذا عن الإنسانة فيك ؟[/c]ربما هذا الإجماع قد بالغ في الأمر .في الأول والأخير أظل إنسانة لها قلب يألم لألم من حولها فإذا كان لدى الإنسان إمكانية متاحة لتبديد بعض الآم الناس فلماذا يتردد عن تقديمها ، حتى واو كان على خلاف معهم .فكيف هو الأمر لمحبيه . واحمد الله على هذه النعمة التي أغدقها عليَ وهي الرحمة بالآخرين والتعاطف معهم .ثم إحساسي في داخلي إن هؤلاء الناس لهم حق علينا . بل وواجب .حقيقة لاستطيع أن أرى أحدا محتاج إلى مساعدة وبيدي وبمقدرتي مساعدته وأحجم عن ذلك . بل على العكس ...عندما يلجأ إلي أحدهم واعجز عن تقديم العون له...تلم بقلبي عذابات لا حدود لها .ربما يعود ذلك إلى معاناة أسرتي الفقيرة من العوز والفقر وعيشها على الكفاف وانكفاء أبي المريض على وجعه وحبه لناس .بل وعفته هن سؤال الآخرين ربما يكون السبب الكبر لوجعي ومعاناتي عند عجزي عن تقديم حاجة لمن هو في عوز إليها .ولا أنسى ولن اخفي تأثري بإستادي الحبيب المرحوم عمر الجاوي الرجل الموصوف بحجم الوطن وسعيه لسد حاجات الآخرين ...فذات يوم قال لي بلهجة الأمر «حبي الناس»ورددها مرارا..ذلك الرجل كان مثلي الأعلى في الحياة إلى جانب أبي وأستاذي محمد عبده نعمان الحكيمي الذي باع صيغة وحلي زوجته في سوريا لإطعام الطلبة اليمنيين هناك . فماذا أكون وكم هو حجم حبي لناس مقارنة بهؤلاء العمالقة أعتبره لا شيء . والأمر في حدود الإمكانية بحكم معرفتي وعلاقاتي بالذين في مقدورهم خدمة الناس لا أتردد في طرحها عليهم وبدورهم يؤدون تلك الخدمات ...والله يكون في العون ويقدرنا على خدمة الآخرين.محمد سعد صنعاني أستاذي وأبي الذي أفخر به[c1] كان والدك محمد سعد الصنعاني فنان معروف ماذا ترك فيك كإنسان وكفنان؟[/c] ترك كثيرا .صبره على مرضه ،تغلبه على عوزه وفقره بعطاءاته ،بحبه لناس بتلك الابتسامة المشرقة على محياه رغم أوجاعه وعفته رغم احتياجه . كم افخر بهذا الأب ،ليت الله أمد في عمره ولكن الأمر بيد الله . وكم افتقده كان أبا للجميع ، حنانه لم يحتكر على أسرته وتلامذته من عشاق الفن الذين تتلمذوا على في محرابه،بل عم الجميع ، ترك في داخلي روح التحدي وأثراها ، بتحديه لمرضه وصراعه له ومواصلته لمشوارالفن وكرائد تنويري في مجال الموسيقى كعلم وتحصل على الشهادة العليا من معهد أعرابي بالمراسلة .رغم ظروف الفقر .إضافاته إلى التراث اليمني وموسيقاه وتطويره للأغنية اليمنية ،أشياء كثيرة لا حصر لها . وتلك المدارس التي فتحها لتعليم الموسيقى حتى آخر يوم في حياته . مجلسه الذي كان مزارا لأكبر الهامات الفنية المحلية ومنها الخارجية ونقاشاته وثقافته الثرية ...التي أفرزت ثروة أثرى بها فننا اليمني ... كان يعطي ولا يأخذ رغم احتياجه .إنني أرى في كل فنان معاناة أبي ولا أتردد في تخفيف معاناته .بل كل فنان بالنسبة لي هو الأستاذ محمد سعد الصنعاني ذلك ما حدى بي للاهتمام بمجال الفن والأدب وأهله ،حتى لا أشعر بأنني أفتقده . وريما وجدت في ذلك عزوة لنفسي تبدد وحشتي وإحساسي لفراقي له .وكنت أكثر أبناءه قربا له .انه الأب المفخرة .وحدها صاحبة الاختيار[c1] إلى من بالتحديد يعود الفضل في اتخاذ قرار الانضمام إلى بلاط صاحبة الجلالة ؟[/c]ليس لأحد .بل لسلوى الصنعاني لان المنحة الدراسية كانت مفتوحة خيارتها . فاخترت هذه الطريق المليئة بالتحديات والمصاعب ربما لأنني أجد سلوى فيها .أو ربما هو طبع .فقد ورثت التحدي من الأستاذ محمد سعد الصنعاني ..ليس التحدي المتهور بل الخلاق وإذا هناك فضل في وصولي إلى بلاط صاحبة الجلالة فهو بفضل الله ثم شقيقي المرحوم الكاتب عبد القوي الصنعاني وأسرتي .الأمومة رسالة أولها التربية ثم التعليم[c1] أطل علينا شهر مارس بمناسبتين كبيرتين هما عيد المرأة العالمي وعيد الأم .. فماذا يعني لك الاحتفال بعيد المرأة ؟ وماذا عن عيد الأم بالنسبة لسلوى صنعاني التي عرف عنها حبها لأولادها وبناتها ؟[/c]الاحتفال بالثامن من مارس له بعد من نوع آخر فالاحتفاء به في حدود ضيقة مع أن معانيه أكبر وأوسع من نطاق الاحتفاء ، فعلى مدى ثلاثة عقود تعودت على استقبال هذا العيد بروح عالية وفرحة أكبر من ذي قبل ...بدأت أعيه عندما كنت طالبة في الإتحاد السوفييتي..وما أعظم العيد ومواكبه هناك.. كنا نهيئ له قبل أسابيع من قدومه كحدث يشمل المجتمعات التقدمية ويجمع فرحتها وأهازيجها في الثامن من مارس وهي بدايات الربيع وتفتح أزاهيره من أكمامها ...عرسي بل أعراس كنا نحن العرائس فيه .... يؤلمني جدا تقلص مفاهيم هذا العيد الذي نادت به» لاراز تيكين « المناضلة الألمانية التي أطلقت صرختها وهي على منبر احد المؤتمرات العلمية بعد أن بلغها إحراق النساء العاملات في إحدى مصانع« تشيكاغو» لمطالبتهن بحقوقهن المهنية و الإنسانية فأعلنت 8 مارس هو يوم المرأة العاملة العالمي وقد كنا نحتفي مع شعوب هذه المعمورة بذلك العيد وكل عام وفي هذه المناسبة كنا نقيم تجربة المرأة اليمنية في مسارات الحياة برمتها ونخرج بالكثير من القرارات التي تشكل منهاج عمل مما يشوب التجربة من سلبيات وصعوبات لتجاوزها والمضي إلى الأمام . وكنا نحظى بحب ورعاية بلادنا وإخواننا في جميع مرافق العمل وتقدم لنا الهدايا والتحايا .ول أننسى احتفالية أستاذي القدير عمرالجاوي بي بالموظفات في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين و عادة ما تكون ليلة 8 مارس أي في مساء السابع من مارس، حتى أتمكن من حضور احتفالات صحيفتي ..ومعه جمع من الأدباء و الأعزاء يقدمون لنا الهدايا والكلمات الجميلة.. مضت الأماسي والأيام البهيجة لهذا العيد بعد أن تقلصت اثر عام . فهذا ما يؤلمني كثيرا..أما بالنسبة لعيد الأم يظل الاحتفاء به وتقديم الهدايا والقبلات مناسبة رمزية . وهو يوم واحد ولو في تقديري احتفلنا بهذه الأم على مدى 365 يوما أي طوال السنة لن نفي بحقها ... لأن ماقدمته لنا عظيما . وأمي التي كنت أستند إليها بل كانت العصا التي اتكئ عليها في الحياة قد رحلت وغيبها الثرى وأتذكر أعيادها تماما.. بعد رحيلها أصبح هذا اليوم يوم أسى لي . حتى أنني عندما تنطلق أغنية « ست الحبايب «من المذياع ومن الفضائيات أغلقه وأدخل في نوبة نحيب لا حدود لها . كم كانت هذه المرأة عظيمة في حياتنا صبورة على مرض زوجها حريصة على تربية أولادها ، حاربت الفقر صبر وجلد وأصرت على تعليمنا رغم الظروف القاهرة التي استطاعت بقدراتها على تذليلها أمامنا . وظلت راعية لأولادها و أولاد أولادها .أدت رسالتها بقدرة لاأستطيع وصفها وجمعتنا على الحب والتآخي والتفادي لبعضنا بعض حتى بعد رحيلها. وعواطفي الكبيرة لأولادي جعلتني أثمن ما كانت تقدمه أمي لنا رغم إن ظروف معيشتنا أفضل بكثير من ظروفها القاسية ومهما كان اهتمامي وحبي لأولادي ، قياسا لما قدمته أمي يظل متقزما .الأمومة رسالة أولها التربية ثم التعليم .. وبناتي الأربع وهن عماد حياتي ..أحرص على تعليمهن وحصولهن على الدراسات العليا.. والكبيرة قد تزوجت ، وولدي رائد قد أهلته وهو حاليا متخصص بالجرافيك يعمل في إحدى القنوات الفضائية العربية في دبي .أما الثلاث الباقيات شعلة متقدة من الذكاء اثنتان على وشك التخرج والصغيرة في السنة الثانية من الثانويةالعامة وقد حرصت على زرع روح المثابرة والإطلاع في وجدانهن فهن قارئات من الدرجة الأولى .. وكثيرات الجدل و النقاش وأنا فخورة بما أقوم به .. اسلخ سنوات عمري من أجل هدفي وحلمي الكبيرهو تأهيل بناتي وتعزيز قدراتهن ليس في مجال التعليم العالمي فقط ورعاية مواهبهن ، فعندي غادة عازفة موسيقى اجمع معظم من حولي من الفنانين إن عندها قدرة إبداعية وقد سافرت إلى القاهرة وعزفت على مسارح الجمعيات المصرية..ومعي أروى ترسم منذ صغرها وأنا اشجعهن على لك..وكم هو جميل إن يكون للإنسان هدف في الحياة نوازعه تنبع من روح الأمومة أو الأبوة..وأتمنى من كل أم إن تهتم وتحرص على تأهيل أولادها .فالأمومة تظل رسالة إنسانية جميلة .
في تغطية للمؤتمر الاول لرجال الاعمال بعدن 1997م
السنة الاولى في الكلية وأثناء الاحتفالات بأعياد الثورة الروسية
أثناء الخروج من قاعة الدفاع لمناقشة رسالة الماجستير مع عميدة كليتها ساتشينكا
وثيقتان تثبت تعرضها لمضايقات من قبل قيادات حزبية ومنعها من السفر