أضواء
نحن لسنا، ولن نكون تجربة دبي، ولا يمكن أن نكون مطلقا في تجربة الدوحة: حجم المدينتين مجتمعتين لن يصل لثلثي مساحة الرياض وسكان الرياض.ومع احترامي الشديد لتجربة المدينتين التنموية الهائلة إلا أن من (يعيرنا) بأنموذجهما نظر بعين واحدة للشق الاقتصادي ولكنه أغفل العين الأخرى عن القاعدة الاجتماعية.سكان دبي الأصليون لا يتجاوزون اليوم 10% من مجموع سكان المدينة وكم هي المرات التي ذهبت فيها إلى دبي وحتى اللحظة شاهدت كل شيء إلا صورة الإماراتي.ذهبت إلى الدوحة ثلاث مرات ولم أشاهد القطري إلا في سيارات اللاندكروزر: القطري حتى لا ينزل للبقالة لأن صاحبها الآسيوي يأخذ طلباته من شباك السيارة. تحولت دبي إلى حديقة عالمية لسبب جوهري: لأنها بلا قيود، ولأنها بالمثل الشعبي (فاتحتها بحري) واذهبوا إلى صوالين فنادقها الفخمة ولياليها الوردية لتعرفوا أننا لن نصل بالتجربة السعودية إلى هذا الحد فالإغراء المفتوح على مصراعيه لديهم هو أفضل الأبواب المقفلة في تجربتنا السعودية.صحيح أن السعودي هو الزبون «الكاش» الجاهز في ليالي دبي والدوحة والبحرين، وحتى إن تأسفنا لهذه الظاهرة، فإن أسفنا سيكون مضاعفاً أليماً مكلفاً لو أننا قلدنا التجربة الخليجية. هذه نقاط حمراء لا تقبل المساومة.مع هذا نستطيع أن نشق تجربتنا السعودية المختلفة. نحن الاقتصاد الأقوى الذي لا يمكن للشرق الأوسط بما فيه الخليج مجتمعاً أن يباريه. لكننا بحاجة إلى ثورة إدارية شاملة، فالاقتصاد العملاق اليوم يتربع على قاعدة إدارية بيروقراطية. من يصدق اليوم أن الحصول على غرفة في فندق بالرياض أصعب حتى من الحصول على مقعد طائرة بين المحطات الداخلية. السبب، لأن الرياض تعمل بخمسة أو ستة فنادق كبرى، فيما دبي تدشن فندقها السبعين من النجوم الخمسة. يشتكي ناقلنا الوطني من نقص 40% في المقاعد الجوية التي يقدمها ذات الناقل قبل عام فيما الخطوط الإماراتية تضاعف مقاعدها 300% في ذات الفترة. يحتاج المستثمر في الإمارات ليوم واحد فقط لرخصة استثمار بالملايين بينما نحن اليوم عاجزون عن تنفيذ مئات المشاريع المليارية لأننا لا نجد شركات بناء محترمة. تجربة دبي الاجتماعية لا تستحق منا التقليد، ولكن تجربتها الاقتصادية تستحق التفاتة. [c1]* عن/ صحيفة «الوطن» السعودية[/c]