المعارضة تتهم القوى الموالية للكرملين بتمتعها بميزة غير عادلة
كاترينبورج(روسيا) 14 أكتوبر/ ناتاليا شورمينا: أدلى الناخبون الروس بأصواتهم أمس الأحد في انتخابات برلمانية ينظر لها على نطاق واسع على أنها استفتاء على الرئيس فلاديمير بوتين وخيمت عليها اتهامات المعارضة بأن القوى الموالية للكرملين تتمتع بميزة غير عادلة. وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي تحقيق حزب روسيا المتحدة الذي ينتمي له بوتين فوزا ساحقا وتأمين أكثر من 60 في المائة من مقاعد البرلمان. ويحق لأكثر من 100 مليون روسي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجرى في درجات حرارة دون درجة التجمد. وقال فلانتين نيناشيف وهو متقاعد يبلغ من العمر 68 عاما بعد أن أدلى بأول صوت في مركز الاقتراع رقم 130 في فلاديفوستوك بوابة روسيا إلى المحيط الهادي والقاعدة البحرية "أعطيت صوتي لبوتين... أعطيته من أجل حياة أفضل.. من أجل الاستقرار." وبوتين (55 عاما) هو أكثر الساسة شعبية حتى الآن في البلاد بعد أن قاد فترة من الازدهار الاقتصادي استمرت ثمانية أعوام. ويهدف إلى الاحتفاظ بنفوذه بعد التنحي عن الرئاسة في أوائل عام 2008 ويقول إن تفويضا قويا من الناخبين سيعطيه ذلك الحق. وصرح مسئولون انتخابيون بان أول مركز اقتراع من بين حوالي 96 ألف مركز في مختلف أنحاء البلاد الشاسعة المساحة فتح أبوابه بإقليم تشوكوتكا في أقصى الشمال الشرقي على حدود الاسكا في الساعة الثامنة صباح امس الأحد بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت جرينتش يوم السبت). وبعد تسع ساعات في الثامنة بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينيتش) بدأت أول دفعة من الناخبين في الإدلاء بالأصوات في العاصمة موسكو. وفي مدينة كاترينبورج في الاورال قام المنظمون بإشاعة أجواء تشبه العطلات تحمل ملامح اقتراعات العهد السوفيتي السابق وسعوا لزيادة الإقبال من خلال التغاضي عن شرط وجود عنوان مسجل للناخبين. وقال محصل في محطة حافلات بمركز المدينة "للمرة الأولى سيصوت المشردون هنا." أثناء انطلاق إعلانات من مكبر للصوت تحث المسافرين على الإدلاء بأصواتهم. وتشكو أحزاب المعارضة المهمشة على نحو متزايد من التغييرات العديدة لقواعد الانتخابات والتغطية الإعلامية المشوهة للحقائق بشكل كبير والضغط الحكومي على الناخبين بالإضافة إلى ان بوتين قام بالدعاية الانتخابية بنفسه مما جعل المنافسة غير عادلة. ونشر استطلاعات الرأي محظور خلال الأيام السابقة للانتخابات ولكن معاهد استطلاع الرأي تقول ان الشيوعيين هم الحزب الوحيد بخلاف حزب روسيا المتحدة الواثق من تجاوزه حد السبعة في المائة اللازمة للفوز بمقاعد في مجلس الدوما الجديد. ويصر بوتين على ان الانتخابات ستكون ديمقراطية تماما. وهاجم بوتين الأجانب لتدخلهم في الشؤون الداخلية لروسيا واتهم الساسة المعارضين بأنهم عملاء للدول الغربية. ولن يتولى مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- وهو جهاز الغرب الرئيسي لمراقبة الانتخابات - مراقبة الانتخابات الروسية. وانسحب المكتب بعد خلاف مع موسكو بشأن تأخير إصدار تأشيرات الدخول. وأجيز لنحو 300 مراقب أجنبي فقط نصفهم تقريبا من دول الاتحاد السوفيتي سابقا بمراقبة الانتخابات. ويقول الكرملين ان عمليات مراجعة المراقبين الأجانب غير ضرورية لان روسيا لديها معايير عالية من الديمقراطية. وأدى توقع نتائج الانتخابات بالإضافة إلى حملة الانتخابات التي افتقرت إلى مناقشة القضايا الأساسية إلى حالة من اللامبالاة بين الناخبين. وأثار هذا حملة رسمية لجعل نسبة المشاركة الجماهيرية تصل على الأقل إلى نفس نسبة انتخابات مجلس الدوما الماضية في عام 2003 والتي بلغت 56 في المائة. واستمرت الجهود حتى أخر لحظة في شتى أنحاء روسيا لتعزيز المشاركة الجماهيرية مع قيام شركات التليفون المحمول بإرسال رسائل نصية إلى المشتركين تحثهم على التصويت وإصدار بعض الشركات الحكومية أوامر لموظفيها بالإدلاء بأصواتهم في العمل أمس الأحد. وشكا حزب يابلوكو الليبرالي الصغير للجنة المركزية للانتخابات من ان رسالة وجهها بوتين عبر التلفزيون يوم الخميس لحث الروس على التصويت لحزب روسيا المتحدة خرقت قواعد الانتخابات. وقال فلاديمير شوروف رئيس اللجنة المركزية ان من حق بوتين القيام بحملة دعاية لصالح حزبه لأنه مرشح مسجل. وقال حزب اتحاد القوى اليمينية (إس.بي.إس) إن شرطة مكافحة الشغب حاولت اقتحام مكاتبه في مدينة كراسنودار الجنوبية. ورفضت الشرطة التعليق.