[c1]مقتطفات من أشعار إقبال عن أوروبا والشرق[/c][c1] (1)[/c]الإنسانية تعاني الآلام على يد أورباوقد فقدت الحياة بهجتهاماذا يمكن فعله إذن ياشعوب الشرق؟لقد بدأت تتشكل ثورة في الأعماقلقد ولى الليل وبزغت الشمس؛لقد ضربت أوروبا نفسها بسيفهاوقد أعطت اللادينية للعالم؛ذئبا في إهاب حمل،لقد جلبت الشر للإنسانيةوحزنا متناميا.الإنسان في نظرها ليس سوى طين وماء،والحياة ليست سوى قافلة عشوائية بدون وجهة تقصدها. [c1] (2)[/c]إن سر قوة الغرب ليست في المزهر والقيثاروليست في الرقص المختلط لفتياتهاوليست في سحر وجوه حسناواتها البهيةوليست في سيقانهن العارية وشعورهن المكورة.وقوته ليست في اللادينيةولا في حروفه اللاتينيةقوة الغرب في العلوم والمعرفةوصباحه مضاء بتلك النار فقط.المعرفة لا تعتمد على موضة ملابسكوالعمامة لا تشكل حائلا دون اكتساب العلم. [c1](3)[/c]العلوم لم يوجدها الغربوهي ليست سوى السعادة الكامنة في الوجود؛وإذا تأملت بصدق، ستجد أن المسلمين هم من نفخوا فيها الروح؛كانت لؤلؤة وقعت من أيدينا.عندما انتشر العرب في أوروباوضعوا الأسس الحديثة للمعرفة والعلوملقد وضع البذور سكان الصحراء !ولكن الغرب هو من جنى الحصاد.هذا الرحيق هو من دنان أسلافنا،أعيدوا هذه الجنية فقد صدرت من جبال قوقازنا. [c1](4)[/c]العقل التائه في هذا العالم المحدودوجد طريقه لأول مرة نحو هدفه البعيدعندما آمن بالتوحيد،وهل هناك سكن آخر يمكن ان يهب الراحةللمسافر الذي بلا حول ولا قوة؟على أي شاطئ آخر يمكن لسفينة الفكر أن ترسو؟كل العارفين بالحقيقة يعلمون في قلوبهم سر التوحيدالكامن في العوالم المقدسة:فيأتي العارف للرحمن عبدا.عمليا دع قوة الإيمان تجربلترشدك إلى قواك السريةومنها استخلص حكمة الدين،والقانون،والحماسة التي لا تتضعضع،والقوة، والسلطة.روعتها تذهل العقول العليمة،ولكنها تذعن لقوة الحب لتفعل فعلها،فيرتفع الضعيف في ظلها عالياوتستحيل فيها الحثالة الخسيسةبفعل كفعل الخيمياء إلى معادن نفيسةولد الشاعر الفيلسوف العلامة محمد إقبال في سيالكوت (التي تقع اليوم في باكستان) عام 1877 وتوفي في لاهور عام 1938. درس الفلسفة والأدب الإنكليزي واللغة العربية وحصل على البكلاريوس من الكلية الحكومية بلاهور وفاز بالميدالية الذهبية. وكان من أساتذته في دراسة الماجستير المستشرق السير توماس آرنولد الذي عمق اهتمامة بالتعرف على الأفكار والحضارة الغربية وشجعه على الدراسة في أوروبا. فدرس الفلسفة في كامبردج وحصل على البكالاريوس منها عام 1907 كما تخرج محاميا من لنكولن إن عام 1908 وأيضا قدم أطروحة دكتوراه في الفلسفة إلى جامعة ميونيخ بألمانيا.وقد تأثر إقبال بشكل خاص بجوته وبرغسون ونيتشه وقدم فكرة الإنسان الكامل التي تخالف فكرة نيتشة عن الإنسان “السوبرمان”. وتأثر إقبال أيضا بالشاعر الفارسي جلال الدين الرومي.نشر إقبال قصيدته (أغنية الهند) عام 1905 التي يعتز بها الهنود. كما نشر عدة دواوين شهيرة منها (أسرار النفس) وهو الديوان الذي ترجمه نثرا إلى الإنكليزية المستشرق نكلسون الذي كان على معرفة شخصية بإقبال وترجمه نظما مقبول إلاهي، وديوان (ترانيم فارسية) الذي ترجمه نظما إلى الإنكليزية المستشرق آربري وهو الذي ترجم معاني القرآن.كان قبال من كبار الدعاة للنهضة الإسلامية وكان من أهم زعماء حزب الرابطة الإسلامية مع محمد علي جناح وقد دعا إلى إنشاء ولاية إسلامية لها إستقلالية في الهند. ولذلك فعلى الرغم من وفاته قبل استقلال الهند وباكستان بنحو عشرة أعوام إلا أنه يعد شاعر باكستان القومي ويعتبر عيد ميلاده عطلة رسمية في باكستان.
أخبار متعلقة