حدث وحديث
أنيس عبدالله :كثيرة وكبيرة هي معاناة اليمن أكان من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية .. تحملت خزانة دولة الوحدة منذ اليوم الاول لاعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م السقف المالي لمرتبات وموظفي وعاملي دولة الوحدة بما في ذلك مرتبات العسكريين ممن اعيدوا الى وحداتهم العسكرية بعد ان عزلوا منها بعد احداث يناير 1986م بقرارات خيانة الحزب ومبادئه.زد على ذلك مرتبات موظفي وعاملي المصانع المتعثرة ومنهم من كان مفرغا في اعمال النشاط الحزبي في كافة عموم المحافظات الجنوبية والشرقية ووزعوا وبشكل مبكر الى مرافق الدولة وبدرجات عالية .. نقول هذا من نعمة وخير الوحدة وحتى السياسيين منهم ممن سويت درجاتهم وشكلت اكبر قوام حكومة بتعدادها في اول حكومة في الفترة الانتقالية ومنها على سبيل المثال وزارة الدولة للشؤون الخارجية مع وجود وزارة للخارجية ونائب رئيس الوزراء لشؤون القوى العاملة مع وجود وزارة للخدمة وكثير من الوزارات هذه كانت مقترحات من جانب رأس الحزب الاشتراكي الذي دخل الوحدة بقوام ان اللجنة المركزية لها شروطها. وكأنهم فوق القانون منحت لهم وزارة الدفاع ورئاسة الحكومة ونائب الرئيس وحددوا الفترة الانتقالية وابقوا على العملة النقدية كما هي الريال والدينار.لم يحصل في العالم ولا في بنوك البورصة (هدف سياسي خبيث) ابقوا على الجيش مشطرا .. والامن ورغم حل مؤسسة امن الدولة أشهر وزارة في المحافظات الجنوبية والشرقية من حيث السمعة والصيت ودمجها في مؤسسة الامن السياسي وهو هدف سياسي له ابعاده السياسية ابقوا على قرارات التأميم والاراضي والاستحواذ ولم ولن يلغوا أي قرار منها كشرط من شروط الفترة الانتقامية وليس الانتقالية.بدأوا بعملية زرع الفتن والقتل وافتعال الازمات السياسية واقامة المهرجانات لشتم النظام السياسي لدولة الوحدة واقامة اللقاءات السياسية والفعاليات الاعلامية والسيطرة على مؤسسة الاذاعة البرنامج الثاني والقناة الثانية واستيراد الدبابات والطائرات وكان كل من يرى ذلك بعينيه يخفيه في قلبه .. ورغم الحوارات التوفيقية ليس حباً في شخص علي سالم البيض ولاحيدر العطاس ولا ولا ... ولكن حقناً للدماء اليمنية الا ان الاخير دبر فصول المؤامرة ونفذ منفردا ازمة اعلان الحرب والتطاول على الشرعية الدستورية والنظام السياسي .. وهنا عندما يتعرض الوطن لقصف جوي لسيادته الوطنية ليس بالامر الهين السكوت عنه .. فالرد كان قاسيا والدرس كان درسا وحدويا .. والهروب كان متوقعا.هؤلاء عملوا بالوطن هكذا .. اليوم يتكرر في الوطن مسيرات واعتصامات بذرائع عديدة .. منها مطالب نقول مشروعة لتركة آثار حرب صيف 1994م بخروج المتقاعدين عسكريين ومدنيين في اعتصامات مطالبة باعادتهم الى اعمالهم ورفع مرتباتهم وتسوية اوضاعهم .. وحلت تماما رغم الشتائم التي رافقت تلك الفعاليات غير المرخصة قانونا.مثل بل وشكل لقاء فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله مع ممثلي المتقاعدين والجمعيات والسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية مؤخرا نهاية هذه المعضلة واغلاق ملفاتها تماما ومنحهم مستحقاتهم واعادتهم الى وحداتهم .. وكما نشر في الصحف الاهلية والرسمية و وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.والآن وكما هو متوقع تماما تغيرت لغة المطالبة من مطالب اجتماعية بحتة الى مطالب سياسية وكلها ان قورنت بمجهر صحيح سنجدها في اوجه الشبه مع تلك وما ذكرناه آنفا.المطالبة سياسية وحزبية والخطاب حزبي وبتوجيه من رؤوس الفتن والانفصال الهاربين ومن بعض ضعفاء النفوس الذي لم يستغفروا الله عن أخطائهم وافعالهم .. هل يظنون ان تلك مسيرات ومسيرات الى متى.. وماذا يريدون بعد في كل العالم بل وفي ما كان يسمى بالشطر الجنوبي من الوطن ان غاب موظف او عامل عن وظيفته 40 يوما يفصل وتشكل له لجنة من الحزب والنقابة والادارة و(اشيد ).. ويحرر محضر يرفع الى الخدمة المدنية ويفصل اما العسكري او الجندي القضاء ومحاكمة مع حلق الرأس وليس كلهم وأكثر ضحية أبناء محافظات أبين وشبوة وعدن قهراً في هذه الإجراءات.مسيرات ومظاهرات وشعارات تضر بسمعة النظام الوحدوي السياسي .. وإلى متى.. حصلوا على حقوقهم .. ماذا إذن يريدون.. يريدون الفوضى وو.. لإحداث القلاقل وخلق حالة عدم توازن والتصنع بالذرائع الواهية والوقحة فهم خاطئون ومجرمون في حق الوطن وأبنائه .. بيان اللجنة الأمنية العليا حدد أن التطاول على الوحدة خيانة عظمى على الوطن.. لكنهم مستمرون في تعنتهم ويعيشون حلم من أحلام اليقظة بالوصول إلى مايريدون وعند حدوث أي مواجهة للدفاع من الوطن سيكونون أول الفارين ولكن هذه المرة إلى اين.. فمن يريد الخير فليعش في هذا الوطن الطيب دون الخدش والأذية ورأسه مرفوع لأبنائه ومن يريد الشر فالنار هذه المرة لم ولن تنطفئ وستحرق رؤوس العصاة وستأكل الأخضر واليابس وستمتد لتشمل رؤوس الفتنة والانفصال إن حدث للوطن أي مكروه .. لأن مايحدث اليوم ليست هي مطالب وإنما مظاهر سياسية وحزبية وانفصالية وقحة وصلفة، وأن من يفكر أن سكوت الدولة دولة الوحدة لهذه المظاهر وتقديم التنازلات الاجتماعية والموافقة على إجراءات توفيقية ناتجة من موقع ضعف: لا.. لن يكون هكذا هذا من قائد الوطن الرجل الطيب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله.. ولكن للصبر حدود ، والنار أن اشتعلت لن تأكل الا رجل واطيها من هؤلاء الانفصاليين الذين يريدون الدمار للوطن.. فهل يستغفرون الله أولاً ثم الوطن ثانياً.. في الوحدة أو الموت ..