[c1]هل سيضرب بوش إيران ؟[/c]قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية الصادرة أمس الأحد إن إيران أصبحت محط الأنظار في واشنطن، وإن نبرة الحديث عن ضربها ازدادت حدة, كما ازدادت قسوة العقوبات عليها, وتفاصيل التخطيط العسكري لمهاجمتها.وذكرت الصحيفة بالنجاح الباهر الذي حققته تجربة ما أصبح يعرف بـ"أم القنابل" التي تزن 30 ألف رطل، حيث أجريت عليها تجارب في الربيع الماضي أظهرت قدرتها على اختراق الملاجئ المحصنة بشكل كثيف والمدفونة في أعماق بعيدة، وكذلك تدمير القنوات المصممة لإخفاء أسلحة الدمار الشامل.، وأضافت أن هذه القنبلة المعروفة بـ" بيغ بلو" قد يوضع على بعضها وسم "طهران" كما وسمت إيران بعض صواريخها باسم "تل أبيب".وأبرزت الصحيفة الطلب الذي قدمه الجيش الأميركي إلى الكونغرس للموافقة على توفير 88 مليون دولار لتجهيز راجمات الصواريخ بي2 برفوف قوية بشكل يمكنها من حمل هذه القنابل العملاقة.صنداي تايمز اعتبرت أن هذا الطلب لم يأت عرضا, بل هو حسب مصادر القوات الجوية "حاجة عملياتية ملحة مقدمة من طرف القادة الميدانيين".وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت طائرات بي2 تجهز الآن للاستخدام ضد إيران, فقالت إن ذلك قد يبدو منطقيا إذا ما تذكرنا تحذير الرئيس الأميركي جورج بوش من حرب عالمية ثالثة لدى تمكن إيران من الحصول على "المعرفة اللازمة لصناعة سلاح نووي".وقالت إن المتتبعين للشأن الإيراني لاحظوا باهتمام استخدام بوش لعبارة "المعرفة اللازمة" واستنتجوا من ذلك تصميم الرئيس الأميركي على التصرف خلال فترة تسبق بكثير تمكن "الملالي" من الاقتراب من الحصول فعليا على القنبلة.، وأضافت صنداي تايمز أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني زاد من حدة الضغوط على إيران عندما اعتبر الأسبوع الماضي طهران "عائقا في وجه السلام بالشرق الأوسط", مهددا بـ" عواقب وخيمة" إن هي تمادت في برنامجها النووي.ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية واكب طبول الحرب التي سبقت غزو العراق قوله إنه يعتقد أن بوش يخطط لشن عمل عسكري ضد طهران قبل مغادرته الرئاسة أوائل عام 2009, مشيرا إلى أن "الأمور تبدو الآن حقيقية, وأعتقد أن بوش يلوح بالقيام بذلك".، لكنها قالت من ناحية أخرى إنه لا أحد يمكنه الجزم بأن بوش سيضيف جبهة ثالثة لجبهتي العراق وأفغانستان خاصة أنهما أنهكتا الجيش الأميركي.وشددت على أن الماكينة العسكرية الأميركية اللازمة للهجوم على إيران من الواضح أنه قد تم إعدادها, إذ حددت القوات الأميركية ألف هدف لقصفها بشكل مكثف في حال قرار مهاجمة إيران, وتشمل الدفاعات الجوية الإيرانية وقواعد الحرس الثوري, وهو ما ادعى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أنه مجرد تخطيط "روتيني".الصحيفة ذكرت أن المنشآت الإيرانية مدفونة تحت أعماق قد تزيد على 75 قدما, بل إنه من المعتقد أن بعضها مخبأ تحت جبال غرانيتية وفي أنفاق طويلة تشبه جذور الشجرة, ولذلك لا يكفي قصفها بالقنابل الذكية بل لا بد من أن تكون لهذه القنابل قوة تدميرية تمكنها من تدمير القنوات الجانبية بقوة هائلة.وحسب الصحيفة فإن التوقيت أصبح ضاغطا على بوش الذي لم يبق له في السلطة سوى 15 شهرا, وهو مصمم حسب من يثق فيهم على ألا يترك مشكلة إيران النووية لخلفه.، وأضافت أنه رغم اختلاف تقديرات المخابرات حول الوقت الذي تكون فيه إيران قادرة على الحصول على الخبرة المعرفية الضرورية لصناعة قنبلة نووية, فإن تقريرا سلمته الوكالة الدولية للطاقة النووية إلى فرنسا الشهر الماضي يكشف عن أن إيران ستتمكن من إدارة 3000 جهاز طرد مركزي مع نهاية هذا الشهر مما سيفتح الباب حسب الخبراء أمام صناعتها لقنبلة نووية واحدة خلال سنة من الآن.وهذا هو الذي جعل الصحيفة تعتقد أن ساعة الحسم قد حانت, مؤكدة أن كل المؤشرات تدل على أن الوضع متجه نحو مزيد من الأعمال العدائية الدبلوماسية والعسكرية.من ناحية أخرى نقلت صنداي تايمز عن مصادر إسرائيلية وأخرى فلسطينية وصفتها بأنها جديرة بالثقة، قولها إن مؤتمر أنابوليس القادم حول السلام في الشرق الأوسط قد يتمخض عن خطة طموحة لإقامة دولة فلسطينية ونزع سلاح إيران.وحسب خبير إسرائيلي فإن الفكرة تكمن في ربط القضية الفلسطينية بإيران بحيث تقبل إسرائيل إقامة دولة فلسطينية عبر جدول زمني مقبول مقابل طمأنة الإدارة الأميركية لإسرائيل بأن مسألة البرنامج النووي الإيراني ستحل قبل انتهاء فترة بوش الرئاسية.الصحيفة قالت إن قبول إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية ربما يجعل مصر والسعودية تحجمان عن الاحتجاج الصارخ على قصف إيران خاصة أن لدى الدولتين مخاوف من تأثير إيران النووية على ميزان القوى في المنطقة.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]العمل العسكري غير عقلاني [/c]قال ديفد إغناشيوس في مقال كتبه بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس الأحد إن العمل العسكري ضد إيران لن يكون عقلانيا بالنسبة للطرفين الإيراني والأميركي ولكنه لا يستبعد حدوثه، متمنيا على الإدارة الأميركية أن تدرك أنها مع كل خطوة تقربها من الصراع تسير نحو فخ تمت حياكته بشكل جيد.وقال الكاتب إن خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الفضفاض حول الحرب العالمية الثالثة لا يبدو أنه يردع الإيرانيين ولكنه يخيف حلفاء أميركا في المنطقة، إذ إن بعضهم أخذ يتحدث عن الحرب وكأنها واقعة لا محالة.، ولكن إغناشيوس طلب من المتحدثين عن الحرب التريث، ودعا إدارة بوش إلى التوقف عن إصدار التحذيرات والإنذارات التي تفضي إلى العمل العسكري. كما دعا إيران إلى فهم الرسالة التي تقضي بأن الغرب بما فيه روسيا جاد بشأن منعها من إنتاج الأسلحة النووية.ثم حاول الرجل النظر فيما يحدث خلف الكواليس في العاصمتين واشنطن وطهران، معلقا على العمل العسكري بالقول "رغم تلويح بوش ونائبه ديك تشيني بالقوة فإن الولايات المتحدة لا تملك خيارات عسكرية جيدة الآن، والإيرانيون يعلمون ذلك" مضيفا أن ذلك هو الذي جعلهم -أي الإيرانيين- أكثر استفزازا لأنهم يعتقدون أن الضربة الأميركية ستلحق الضرر بأميركا أكثر من إيران.أما خلف الكواليس في طهران -بحسب إغناشيوس- فإن ثمة صراعا سياسيا على السلطة يرفع فيه الرئيس محمود أحمدي نجاد صوته كي يجعل الآخرين يصدقون هيمنته على السلطة، ولكن الحقيقة هي أن هناك مقاومة متنامية لسلطته تبدأ من الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.واستشهد الكاتب بما أسرت له به بعض المصادر من أن حلفاء رفسنجاني أسدوا نصيحة للمسؤولين في أوروبا والشرق الأوسط تفيد بأن نجاد ضعيف وهش.
أخبار متعلقة