(عمال إنقاذ باكستانيون يحملون يوم أمس جثة عثر عليها وسط أنقاض فندق تعرض لهجوم في بيشاور)
بيشاور (باكستان)/14 أكتوبر/روبرت بريسل: أظهرت الكاميرات التي تثبتها أجهزة الأمن الباكستانية يوم أمس الأربعاء أن الحواجز الموجودة عند مدخل أكبر فندق في مدينة بيشاور والذي تعرض لهجوم ليل الثلاثاء أنزلت قبل أن يقتحم المتشددون الساحة الأمامية للفندق ويفجروا شاحنة ملغومة مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل من بينهم اثنان من العاملين الأجانب في الأمم المتحدة.وصعد متشددو طالبان الباكستانية هجمات القنابل في المدن منذ بدأ الجيش في ابريل هجوما في وادي سوات معقل الحركة المتشددة والمناطق المجاورة له إلى الشمال الغربي من العاصمة إسلام أباد لتطهيرها من المتشددين.ويقول الجيش إجمالا أن نحو 1300 متشدد و105 جنود قتلوا وهو ما جعل الولايات المتحدة التي تحتاج لدعم إسلام أباد المتواصل للمساعدة في القضاء على تنظيم القاعدة والقضاء على دعم المتشددين لطالبان الأفغانية تشعر بالرضا التام عن إصرار الحكومة والجيش الباكستاني على مواصلة الهجوم على وادي سوات.فالولايات المتحدة قلقة من احتمال انزلاق باكستان النووية إلى حالة من الفوضى إذا وسعت طالبان الباكستانية من نفوذها واستمرت في التقدم صوب العاصمة إسلام أباد.وأعلن الجيش الباكستاني يوم أمس الأربعاء انه شن هجوما على مواقع المتشددين في بانو بعد أن تسلل نحو 800 منهم إلى المنطقة المتاخمة لمنطقة وزيرستان القبلية وهي معقل أخر لطالبان والقاعدة.ومن شبه المؤكد أن تعزز اللقطات التي أظهرتها كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة المخاوف على امن باكستان.وأصدرت الوكالات التابعة للأمم المتحدة بيانات قالت فيها أن خمسة من العاملين فيها هم ثلاثة باكستانيين ورجل صربي وفلبينية قتلوا في الهجوم الذي وقع ليل الثلاثاء على فندق بيرل كونتننتال الذي ينزل فيه علية القوم والأجانب الذين يزورون بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي.وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الهجوم.وقال المكتب الصحفي لبان في بيان “مرة أخرى يسقط موظفون للأمم المتحدة بين ضحايا هجوم إرهابي شنيع لا تبرره أي قضية.”وذكر قاضي جميل وهو مسئول شرطة رفيع أن تسعة أشخاص قتلوا في الهجوم وان فرق الإنقاذ تفتش عن ناجين أو ضحايا. كما أصيب في الهجوم أكثر من 60 من بينهم بريطاني ونيجيري وألمانية تعمل في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).وأوضح مسئول بالأمم المتحدة أن نحو عشرة موظفين للأمم المتحدة كانوا يقيمون بالفندق. وتقدم الأمم المتحدة مساعدات إغاثة لأكثر من 2.5 مليون نازح بسبب القتال في سوات وفي أماكن أخرى في شمال غرب باكستان، ولا يتضمن عدد القتلى المتشددين القتلى ولا المفقودين في الفندق المدمر.وتضاربت التقارير عن أعداد القتلى وأعطى بعض المسئولين أرقاما أكبر عن الخسائر في الأرواح.وصرحت السلطات الباكستانية بان متشددين شنوا هجوم الثلاثاء بالأسلحة النارية وشاحنة ملغومة، وأشار مسئولون امنيون أن المتشددين شقوا طريقهم بإطلاق الرصاص من خلال موقع امني عند بوابة فندق بيرل كونتننتال في بيشاور بشمال غرب البلاد وفجر انتحاري شاحنة ملغومة أمام البهو.وتحطمت كل نوافذ الفندق ودمر معظم واجهة المبنى. وقالت الشرطة أن القنبلة حوت 500 كيلوجرام من المتفجرات وهو كم مماثل لذلك الذي استخدم في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة أودى بحياة 55 شخصا في سبتمبر من العام الماضي على فندق ماريوت بإسلام أباد.وأحدث الانفجار فجوة قطرها ستة أمتار وعمقها متر.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير غير أن طالبان حذرت من إجراء انتقامي بسبب الهجوم على سوات وظهر تكتيك عسكري جديد لإشراك مسلحين يفتحون الطريق أمام المفجر الانتحاري.ونوه دينيس بلير المدير الأمريكي للمخابرات الوطنية في واشنطن يوم الاثنين أن الجيش الباكستاني يحقق مكاسب في هجومه لان التأييد الشعبي للعملية يتزايد.وذكر بلير أمام حشد من مسئولي المخابرات “للمرة الأولى تلقى عمليات الجيش الباكستاني في ذلك الجزء من العالم دعم الحكومة والشعب. هذا مختلف حقا عن الماضي عندما كان الجيش لا يلقى تأييدا يذكر.”ويوم الثلاثاء تحرك الجيش الباكستاني لمساعدة ميليشيا موالية للحكومة تقاتل طالبان في المنطقة الشمالية الغربية بعد الغضب الذي آثاره هجوم يشتبه أن طالبان شنته على مسجد الأسبوع الماضي وقتل فيه 40 شخصا.وكان موقف ميليشيا سكان القرى الأحدث في سلسلة من المواقف التي ينقلب فيها السكان على طالبان في الأسابيع الأخيرة مما يبرز تحولا في الرأي العام.وقال رحيم جول وهو ضابط شرطة كبير أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش الباكستاني هاجمت المتشددين الذين كان يحاصرهم مقاتلو الميليشيا في قرية في منطقة دير العليا.وأكد جول أن المزيد من الناس ينضمون إلى الميليشيا وإنها تحقق تقدما بعد اشتباكات كثيفة وان جنودا نصبوا مدافع المورتر على الأراضي المرتفعة أعلى القرية. وقالت الشرطة والجيش أن حوالي 25 متشددا قتلوا في المعركة.ويقول الجيش أن القوات طهرت أغلب وادي سوات من طالبان ولكن الجنود ما زالوا يواجهون فلولا من المقاومين. وأعلن الجيش يوم الثلاثاء أن 14 من المتشددين وأحد الجنود قتلوا في سوات خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.وهناك توقعات بان يحول الجيش الباكستاني اهتمامه لمعاقل أخرى لطالبان منها منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية على حدود أفغانستان بعد الانتهاء من عملية سوات.وأوضح ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان وباكستان أن الرأي العام الباكستاني أصبح إلى جانب الحكومة بشكل متزايد وجدد مطالب بأن تقدم دول غربية أخرى المزيد من المساعدات للنازحين.وأضاف أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أكثر من 300 مليون دولار لازمة النازحين في باكستان مقابل أقل من 200 مليون دولار من باقي العالم. وتخاطر الحكومة بخسارة الدعم الشعبي مالم يتم الاهتمام بمشكلة النازحين.