بعد عشرين عاماً ودون سابق إنذار
[c1]ماجد الهتاريأستاذ بمعهد الفنون[/c]الفنان التشكيلي المعروف الذي كان يوماً من أبرز التشكيليين الشباب الذين يشار إليهم بالبنان وحفروا أسماءهم في الصخر وخاضوا المنافسات المختلفة مع هامات لها صولات وجولات في ساحات الفن التشكيلي اليمني.ولكنه ما أن وجد فرصة للبحث عن أي وسيلة لتحسين مستواه المعيشي، خصوصاً أن ظروفه المعيشية آنذاك كانت في غاية الصعوبة حتى انطلق للعمل في جانب الدعاية والإعلان الذي لا يبعد كثيراً عن مجاله التخصصي.وليته لم يخض تلك التجربة ـ حسب ما يقول ـ التي لم تزده إلا هماً ولم تترك شيئاً في حياته الا حصدته، والتهمت من عمره أجمل أيامه .. وبعد معارك قاسية بين فر وكر وجد نفسه وحيداً في تلك الصحراء دون أي زاد ولا متاع ولا حتى سلاح يستطيع معه النوم قرير العين في ظلمة لا متناهية .. فما كان منه سوى التفكير ملياً في البحث عن الاستقرار من جديد .. ولم يكن له بد من اتخاذ القرار الذي طال انتظاره وهو العودة للريشة والألوان .. والتشبت بها حتى الجنون أو الرحيل للأبد إلى المجهول، خصوصاً أن تراثه الفني الذي أضاعه منذ أمد لم يوثقه له أحد أو حتى يحتفظ هو ببعض منه ولو من باب الذكرى.فبدأ البداية الثانية، بعد أن أغلق كل تفكير قد يشده من قدميه للاستمرار في عمل الإعلان التجاري الأجوف من المعنى ومن الفائدة على حد سواء .. فأمتطى جواد اللوحة الفنية والألوان التي يتلذذ بانسيابها على سطح تلك (البالتة) التي تمسك بها يده المنهكة حتى من حمل نفسها. وكأن تلك القطعة الملطخة بالألوان (كنمجة) تئن بالنغم الحزين للأيام الجميلات الخوالي التي كانت فيها لوحاته تملأ كل الأنحاء والمعارض والقاعات الفنية داخل الوطن وخارجه.عاد ذلك الفارس المثقل بكل هموم الدنيا ليخوض النزال، فعانق ريشته بعد أن غمسها في طيف ألوان حياته لتتراقص على لوحاته الجديدة التي أنكب على غزلها بخيوط ألوانه الزيتية مكونة من الإبداع ما يجعلك تتبسم تارة وتسبح تارة أخرى تأملاته وتجلياته في لوحة أخرى تتمتع من خلالها بشعاع أمل قادم من أنامل يشد بعضها بعضاً لتتحفك بما لا تتوقع من الجمال الفني والإبداعي.ولم تكن عودته بالشيء الهين .. إذ كيف له أن يستخرج تلك الأدوات التي كان قد غمسها في نعش ذكرياته ودفنها في أعماق رمال الزمن الذي يبتلع كل شيء التي أكل من مكوناتها الدهر وشرب.ولكنها محاولة علها تساعده للعودة لالتقاط ولو جزء من ذاته .. فبدأ الرسم، يعانق اللوحة تلو الأخرى وكأنه يسابق الزمن، فكان له ما أراد وأنتجت أنامله التي كانت أن تذبل كماً من (القناديل) التي بدأت تشع بالأمل لديه وتضيء له بداية الطريق ولو ببعض من بصيص الأمل لمواصلة مشواره الحقيقي بلوحات متميزة ودون سابق إنذار وكسر جدار الصمت بعد عشرين سنة عجاف من التوقف خاض فيها أصعب المعارك وأشرسها ينتصر حيناً على الدهر وينهزم في أغلب الأحيان أمام ذاته وفنه وطموحاته.إنه ذلك المنتصر المهزوم الذي عاد ليفتح أهم وأروع صالة للحب اللامتناهي للفن التشكيل الفنان محمد كليب، بالتأكيد منكم من يعرفه أكثر مني وفيكم من سيساندني في شد أزره لمواصلة مشواره الكبير.[c1]الاسم: محمد كليب أحمد عوضمن مواليد عدن ـ 5 يناير 1964معضو إتحاد الفنانين التشكيليين الشباب بعدن (سابقاً)عضو قيادي في جمعية التشكيليين الشباب في عدن (سابقاً)شارك في عدد كبير من الفعاليات الوطنية والمعارض الفنية والعربية والعالمية ..حصل على دبلوم فنون من إتحاد الشباب العالمي أثناء مشاركته في المهرجان العالمي الثالث عشر للشباب والطلاب في بيونج يانج 1989م.من الكوادر الفنية لشركة مصافي عدن.