ليس من الشعب الاميركي بل من شعوب أخرى ومنها الشعوب الإسلامية
عدنان أبو زيد/ موقع (ايلاف)رافق فوز باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية الكثير من الشائعات التي نادرًا ما رافقت مرشحي الانتخابات الأميركية، لكن الغريب أن مصدر هذه الشائعات أو النبوءات ليس الشعب الأميركي الذي بدا منشغلاً بانتخاب رئيسه بطريقة حرة وديمقراطية وبوسائل علمية حضارية بل شعوب أخرى ومنها الشعوب الإسلامية اقل ما يقال إنها ليست طرفًا مباشرًا في عملية انتخاب الرئيس الأميركي. ولعل من الظاهرة الغريبة أن يقرن البعض عملية انتخاب رئيس اسود للولايات المتحدة بظواهر طبيعية أو دينية مما يفسر عمق الاهتمام العالمي بالشأن الأميركي من جانب، وقدرة الإعلام على التعبئة وتوق الشعوب ومنها الشعب الأميركي الى التغيير على يد الرجل المخلص، على الرغم من أنه كان اقل مصدرًا للشائعات الميتافيزيقيات الانتخابية. [c1]ظهور الإمام المهدي [/c]ولعلّ من أهم النبوءات التي رافقت اوباما ما بشرت به جماعة دينية شيعية عن قرب ظهور الإمام المهدي، وبحسب الجماعة فإن من علامات ظهوره أن رجلاً أسود طويلاً سيحكم الغرب، حيث نشرت مجلة «فوربس» الأميركية الخبر نقلا عن منتديات شيعية وإيرانية. ومرجع هذه النبوءة بحسب مجلة فوبس كتاب «بحار الأنوار» الذي يعود للقرن السابع عشر لمحمد باقر المجلسي في العهد الصفوي، ويتضمن حديثا للامام علي بن أبي طالب عن أن رجلا أسود سيحكم الغرب ويقود أقوى جيش على الأرض يسبق ظهور المهدي الذي يأمل الشيعة أن يعجل الله بفرجه. وبحسب الكاتب أمير طاهري فان ثمة مصادفة مثيرة للانتباه في اسم الرئيس الأميركي المقبل فاسم «باراك حسين» تعني «مباركة الحسين» باللغة العربية والفارسية، وأما أوباما فتعني بالفارسية «إنه معنا» (أوباما). لكن الشيخ حسين المديني وهو إمام شيعي في هولندا قال لـ «ايلاف» إن العلامات الصحيحة لظهور المهدي كثيرة لكنها محددة وقابلة للقياس، لكن الظهور حالة غيبية لا يمكن ربطها مباشرة بظهور رجل اسود يحكم الغرب. وأضاف أن هناك بعضًا من يجهل نظرية الإمام المهدي فيتفنن في التأويل، من دون الرجوع إلى نصوص العلماء. [c1]زنوج العراق ينتفضون على كلمة «عبيد»[/c] وابتهاجًا بفوز اوباما فرح آلاف العراقيين «السود»، الذين يطمحون بالحصول على حقوقهم السياسية والاندماج بالمجتمع العراقي، بأن يحكم العراق، في يوم ما رئيس أسود. ويتركز وجود ( السود ) في مدن عراقية جنوبية، لا سيما في البصرة، حيث يمتد وجودهم إلى بداية تأسيسها عام 14 هجرية، عندما استقدمهم ملاكو الأراضي من إفريقيا للزراعة. ويأمل كريم خساني وهو اسود أن يتخلص العراقيون من ( عنصريتهم ) اتجاه السود حيث يطلق عليهم لقب ( عبيد ) ويزاولون الأعمال الدنيا. ويامل خساني في ان يدير السود شؤونهم بأنفسهم وان يكون هناك من يمثلهم في الحكومة. وان يُسنّ قانون يعاقب من يطلق صفة ( عبيد ) على زنوج العراق. وبحسب خساني فإن زنوج العراق يعدون انتصار اوباما نصرًا لهم. ودارت بين زنوج العراق شائعة أن ( اوباما ) له جذور في العراق، فبعض زنوج العراق قدموا من إفريقيا أيضا ومن كينيا حيث الوطن الام لوالد اوباما. ونقلت وسائل الإعلام عن جلال ذياب أمين سر حركة تدعم مطالب ( زنوج العراق ) قوله « أن السود في البصرة ابتهجوا بهذه المناسبة التاريخية، من خلال تبادل التهاني وإحياء حفل موسيقي لاعتقادهم بأن فوز أوباما لا يعني أنه أصبح رئيسًا لأميركا وحدها، وإنما قائدًا للسود في جميع أنحاء العالم»، مضيفا أن «حركة العراقيين وجهت رسالة تهنئة إلى الشعب الأميركي شكرتهم على انتخابهم باراك أوباما»، وأضاف أن «أوباما سيحرص على إعلاء شأن السود في الولايات المتحدة، وبالتالي سوف ينعكس ذلك على دول أخرى يعاني فيها السود من الاضطهاد».[c1]أوباما يقسم على المصحف الشريف[/c] وفي الولايات المتحدة تناقل الناس الكثير من الشائعات ( السلبية ) لفوز اوباما. منها تكذيب اعتناقه المسيحية، ورفضه ارتداء دبوس في سترته بالعلم الأمريكي، إلى جانب أنه لم يؤد يمين القسم على الإنجيل في مجلس الشيوخ. إضافة إلى أن أوباما ليس من مواليد أميركا ورفض وضع يده على صدره أثناء تلاوة «عهد الولاء» وهي صلاة قصيرة ينشد خلالها النشيد الوطني. وبحسب موقع ( سي أن أن ) فأن شائعات انتشرت تفيد أن ميشيل زوجة اوباما استعملت تعبير «ناصع البياض» في إشارة عرقية، لكن موقعًا مؤيدًا لأوباما يؤكد أنه لا يوجد أي تسجيل فيديو يبرهن على أن ميشيل استعملت هذا التعبير، على الرغم من أن عددًا من المدونين على شبكة الانترنت يزعمون أن هذا الفيديو موجود. وتقول شائعة أخرى إن اوباما يخفي شهادة ميلاده في محاولة لتأكيد أن اوباما لم يولد فوق الأراضي الأميركية. وتقول معلومة أخرى إن اوباما مسلم وانه تربى مسلماً وانه أقسم على المصحف الشريف عندما انتخب للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، في إشارة إلى أن والد اوباما وهو حسين اوباما مسلم كيني. وروج مناهضون لاوباما أيضا أن بعض العبارات التي وردت في كتابي اوباما «أحلام من أبي» و«جرأة الأمل» لها دلالات عنصرية منها عبارة تقول... «وجدت العزاء في التمريض إلى تفشي الشعور بالضيم والعداء ضد جنس أمي». وبدت كل هذه الشائعات مقلقة إلى درجة أن أكبر تكتل عمالي في الولايات المتحدة قرر تدشين حملة رئيسة لدحض الشائعات الدائرة حول أول مرشح أميركي أسود للسباق الرئاسي. وحين اقترب موعد الانتخابات الرئاسية انتشرت شائعات كثيرة تقول أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما مسلم، و»مرتبط بإرهابيين». وأثرت هذه الشائعات كثيرًا إلى درجة أن 12% من الناخبين اعتبروا اوباما مسلما. [c1]صورة أوباما على القمر [/c]وحسب ( سي ان ان ) فإن عدد الشائعات في الرسائل الإلكترونية المتعلقة بأوباما كبير جداً، ويتمحور معظمها حول كونه مسلماً، وهناك على الأرجح ما بين 15 و20 شائعة حوله يتم تداولها بصورة أكثر من غيرها. ويعزى شعبية الشائعات المتعلقة بأوباما إلى حقيقة أنه يشكل ظاهرة بحد ذاته. أما أهالي قرية كوغيلو الكينية التي ينحدر منها باراك أوباما فقد رأوا صورته في القمر، واقسم البعض منهم أنهم رأوه يبتسم لهم من السماء. وعاشت القرية الواقعة على شواطئ بحيرة فيكتوريا غرب كينيا أوقات إثارة منذ بدأ «ابنها» المراحل الأخيرة في السباق نحو البيت الأبيض. وذبح الأهالي هناك ثورًا كبيرًا وأقاموا الولائم بعد إعلان فوز باراك.