( 14 اكتوبر ) ترصد آراء وانطباعات الوفود المشاركة في ورشة تحسين الأحياء العشوائية
عدن / وداد شبيلي :تصوير/ علي الدرب/محمد عوض :يعتبر السكن من أهم العوامل الرئيسية لاستقرار الإنسان وشعوره بالأمن والأمان. ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها معظم الأسر في اليمن اتجه معظمهم لتلبية حاجته إلى بناء منزل يؤوي فيه أسرته حتى لو كان عشوائياً أو يفتقر إلى أبسط الخدمات الفردية من مياه وكهرباء وصرف صحي.ومما لاشك فيه أن اليمن تسعى جاهدة إلى تحسين مستوى معيشة المواطن وتحسين الأحياء العشوائية لضمان حياة مستقرة للمواطن في ظل توفر كافة الخدمات الضرورية, حيث تحتضن مدينة عدن حالياً ورشة عمل إقليمية لرسم اتجاهات تحسين الأحياء العشوائية .ولمعرفة ما تناولته هذه الورشة. التقت الصحيفة بعدد من الوفود المشاركة وخرجت بالحصيلة التالية:تحسين الأحياء العشوائية مهمة الحكومة والمحليات ورجال الأعمال والمواطنفي البداية تحدث الينا الأخ / جميل أنور مدير عام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محافظة عدن, حيث أوضح أن هذه الورشة تصب في اتجاه واحد هو كيفية تحسين العناصر العمرانية في المناطق العشوائية وإعادة توطين السكان خارج مناطقهم العشوائية وذلك من خلال الملاحظة لأوراق العمل التي قدمت خلال اليومين السابقين من الورشة من خبراء في الدول العربية إضافة إلى الخبراء من اليمن.وأضاف أن القرارات والتوصيات التي ستخرج بها الورشة ستصب في المحور الثالث من محاضر الورشة والمتعلق بتشييد مرافق المجتمع وإعادة تأهيلها إضافة إلى المحورين السابقين.وأكد أن الغرض والهدف من الورشة هو كيفية نقل المعلومة من داخل جلسة انعقاد الورشة وتوصيلها إلى كافة أفراد المجتمع في اليمن وهذا يعود إلى الجانب الإعلامي الذي يلعب دوراً هاماً في هذا الخصوص وخاصة أن مثلث القضاء على العشوائية متساوي الأضلاع طرفه الأول هم السلطات المحلية والحكومة وطرفه الآخر رجال المال والأعمال وقاعدته هو المواطن.وأشار الى أن عملية النمو وعملية تحسين الأحياء العشوائية في الإطار الوطني أو الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لابد أن تسبقه أولاً عملية إعداد إستراتيجية النمو الاقتصادي وبالنسبة لعدن تمتلك إستراتيجية تنموية واقتصادية ولها رؤية إستراتيجية من خلال جعل عدن مدينة حديثة ترتكز على مميزاتها النسبية التنافسية من ميناء ومطار ومنطقة حرة إضافة إلى التجارة العالمية والسياحة تعتبر أحد المحاور الرئيسية وهو يخاطب الأحياء والمناطق الحضرية وجاءت هذه الورشة متلازمة مع هذا المحور بجعل منطقة عدن متميزة من كافة المجالات.[c1]تجربة اليمن جيدة في التعامل مع العشوائي[/c]وتحدثت الدكتورة وفاء محمد عبدالمنعم عامر أستاد التخطيط العمراني كلية التخطيط الإقليمي والعمراني جامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية حيث قالت: الورشة ناجحة بجميع المقاييس وخاصة أن تجربة اليمن بوجه عام وعدن بوجه خاص جيدة في التعامل مع العشوائيات بالإضافة إلى أوراق العمل المقدمة في الورشة تعتبر فرصة لجميع المشاركين لتبادل الخبرات والآراء وتبادل التجارب حول هذا الجانب، موضحة أن تجربة مصر مع التجربة اليمنية والتجارب الأخرى ستثمر عن حلول ومعالجات ممتازة وجيدة في حل مشكلة العشوائية ليس في اليمن فحسب وإنما في كافة الدول التي تعاني من هذه المشكلة لوضع الأسس السلمية والصحيحة في هذا الجانب وخاصة أن جميع أوراق العمل المقدمة للورشة ثم انتفاءها بعناية وبدقة والميزة الأساسية فيها أن كل مجموعة نوعية منها غطت جانب من جوانب المشكلة وهي مصنفة بعناية وموضوعة في مكانها بشكل جميل وصحيح. وأكدت في سياق حديثها أن صيغة التوصيات التي ستخرج بها الورشة سيتم توصيلها للبلديات وستكون هناك نتائج ايجابية وخاصة أن الأوراق المقدمة أخذت من خلال تجارب عملية وميدانية فهي ليست أوراق فلسفية بعيدة عن الواقع وهي تجارب ستثمر عن نتائج ممتازة في حل مشكلة البناء العشوائي في عدن بشكل خاص.[c1]سأعرض على المعنيين بعدن تجربة لبنان في التعامل مع العشوائي[/c]أما الأخ المهندس خالد عمر تدمري من بلدية طرابلس في لبنان فقال: الورشة هي أول ورشة شاركت فيها وأول ورشة تجتمع فيها قدرات من دول عربية مختلفة بهذا الحجم في مدينة تعاني من مشكلة العشوائيات السكنية في مدينة عدن مؤكداً أن الورشة تحاول أن تعالج المشكلة من مختلف الجوانب وأرجو أن تكون الأوراق المقدمة تعطي بصيص ولوبسيط للأخوة المسؤولين في عدن لمعالجة العشوائية فيها وفيما يتعلق بورقتي المقدمة هي تتناول تجربة مشكلة العشوائيات في مدينة طرابلس بلبنان وهي تختلف نسبياً عن مشاكل باقي الدول نظراً لما عاناه لبنان من حرب كانت السبب الأساسي في انتشار هذه العشوائية واليوم بعد أن نفض لبنان غبار الحرب عنه قامت بلدية طرابلس بعدة مشاريع حيوية لتحسين أو إزالة هذه العشوائية بكاملها التي باتت تشكل حزام بؤس وضرر كبير حول المدينة القديمة لمدينة طرابلس وجاء المشروع أما بصيغة إزالة العشوائيات المضرة بمحيط المدينة التاريخية مما يؤثر سلباً على السياسة فيها وإما إقامة مباني جديدة طبقاً بتفصيل هندسي بالإضافة إلى تحسين وضع العشوائيات القائمة وتحسين واجهاتها بكل مقوماتها.وهذه التجربة نريد ان ننقلها الى المختصين في محافظة عدن ليستفيدوا منها في معالجة مشكلة الأحياء العشوائية.من جانبه اشار المهندس محمود جميل عبيد مدير ادارة الاشراف في المؤسسة العامة للاسكان والتطوير الحضري في المملكة الاردنية الهاشمية الى ان ورقة العمل التي قدمها الى الورشة تتعلق بتنفيذ العديد من المشاريع من خلال الاستراتيجية الوطنية التي عملتها الاردن للاسكان منها برنامج حزام الامان الاجتماعي المهني بالسكن العشوائي والمخيمات.. واضاف ان البرنامج يتم تنفيذه بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الاعمار الالماني والمواقع التي تم تطويرها هي عبارة عن 13 مخيما بالاضافة الى تحسين مجال البنية التحتية لـ 15 موقع سكن عشوائي ضمن برنامج حزام الامان الاجتماعي ونموذج لهذا المشروع الذي تم تقديمه يشتمل على تحسين عمل البنية التحتية وغيرها من الخدمات المدنية كانت تمثل احدى المناطق العشوائية واليوم هي من افضل المناطق بعد ان تم تنفيذ المشروع فيها.وتمنى ان تخرج القرارات والتوصيات بنتائج ايجابية لتحسين اوضاع المناطق العشوائية وخاصة ان ورقتنا المقدمة بجانب الاجراء التنفيذي والخاص بابقاء المناطق العشوائية القائمة مع تغيير المسميات المتعلقة فيها منها السمات السلبية المتعلقة بالطرق وضيق الممرات واختفاء الخدمات الاساسية للبنية التحتية.[c1]تحسين العشوائي يتطلب جهداً مجتمعياً ودعماً ماليا :[/c]وتحدث أيضا الاخ علي فريج مبارك من الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني في دولة قطر وقال : مشاركتنا في الورشة لاتتعلق بتقديم ورقة عمل وإنما المشاركة من خلال وضع المقترحات من خلال الورقة التي كان يجب اعدادها ولكن الظروف لم تساعد ونتمنى ان هذه المعالجات التي ستوضع سيتم التوصل من خلالها الى حل لهذه المشكلة كخطوة اولية اما الامور العملية التي تتطلب امورا مادية ومجتمعية ولن يتم التخلص منها الا من خلال الخطوة الاولى ثم تليها الخطوات الاخرى.[c1]السكن العشوائي مشكلة عالمية :[/c]الأخ علي مادبو ممثل المعهد العربي لانماء المدن الذي اكد ان المعهد يولي اهتماما لهذه المشكلة باعتبارها مشكلة عالمية حقيقية وخاصة ان موضوع السكن له علاقة بالثقافة وبالتالي حتى العالم والبنك الدولي يريد ان يعرف ما هو دور المدن العربية في حل هذه المشكلة.واضاف ان المقصود من اقامة هذه الورش هو تسليط الضوء على المشكلة وانواع السكن العشوائي وخاصة ان هناك اربعة انواع من السكن العشوائي في العالم العربي واتمنى ان تخرج هذه الورشة بنتائج ايجابية ليس فقط تخدم بناء المجتمع في اليمن وتساهم في تطوره وانما ايضا ان نوصل هذه التوصيات على المستوى الاقليمي والعالمي.الى ذلك قال الأخ فيصل صالح القاسم مسؤول العلاقات العامة في المعهد العربي لانماء المدن ان المعهد يعتبر الجهاز الفني والعلمي لمنظمة المدن العربية ويخدم 400 مدينة عربية وأكد ان مشاركته في الورشة كلجنة فنية حيث اتيحت له الفرصة للتعرف على مستوى التنظيم العلمي للورشة ومستوى المشاركة فيها ممتاز جدا واتمنى ان تخرج هذه الورشة بقرارات تخدم القضية وتساهم في العمل على وضع الحلول المناسبة لها.