رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة عدن:
عدن / سبأقال رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة عدن الدكتور /احمد غالب المغلس/أن الإسلام فرض الزكاة لتقليص الفجوة الإنسانية والمعيشية والاجتماعية بين الطبقات الاجتماعية نفسها وتطهير نفس المزكي بعد اكتمال صيام شهر رمضان حيث تكون الزكاة مكملة لما نقص عنده او استنقص منه وعملا بقوله تعالى "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم" فالزكاة "هي اخذ مال من الأغنياء حال عليه الحول وإعطائه للفقراء ليصلح حال المجتمع" .وأشار في حديث صحفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) .. إلى أن مصادر الزكاة كثيرة منها التجارة والزراعة وزكاة الفطر التي قررتها الدولة هذا العام بما يساوي مائة وخمسين ريال للنفس الواحدة.وأضاف أن "الله سبحانه وتعالى قارن الزكاة بالصلاة وذلك بقوله "الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة" كما قال في بداية سورة البقرة بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "الم .. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" والإنفاق هو أداء الزكاة، والزكاة هي إنفاق سخي وأنساني، كما أن الصلاة والزكاة يؤديان نفس الغرض فالصلاة تطهر الروح والزكاة تطهر المال".وأكد المغلس على أهمية وجوب اخذ الزكاة من التجار والمزارعين مع وجود البعدين الإنساني والاجتماعي ووجود مسألة الإقناع وليس الإجبار فقط .. منوها إلى أن الزكاة هي تطهير لما علق بالمال من نقائص آو أمور تأتي على التجار مثل زيادة الأسعار إلى حد غير مقبول.موضحاً ان "الزكاة تأتي لتعادل ما بين زيادة الإرباح الخيالية التي فرضها التاجر وبين عودة ما يمكن إخراجه للزكاة على الفقراء لتعادل الكفة او بما تسمى //المعادل الموضوعي// للقوة الشرائية لدخل السوق حيث يحاول التاجر ان يعطي زكاة ماله لايجاد هذه المعادلة لانه اذا تكدست الأموال عند الاغنياء والتجار لم يبق للفقير شيء مما سيؤدي الى توقف السوق" .. مشيرا الى ان الاسلام جعل الزكاة قضية تجارية لإعادة تحريك المال من جديد مثلما هي قضية انسانية واجتماعية .وبيّن المغلس ان منع الزكاة او التهرب منها او التحايل عليها من قبل بعض التجار له اثار سيئة على المجتمع والفرد لان الزكاة تعالج المشاكل الاجتماعية والإنسانية وتساعد الدولة على تنفيذ الخطط والمشاريع التي وضعتها مقابل ما يعطى لها من زكاة".منبهاً الى ان "عدم اخراج الزكاة يسهم في اعاقة حركة السوق وتعطيل الحياة ويزيد الفجوة بين الاغنياء والفقراء ويؤدي الى حقد وكراهية الفقراء للاغنياء " .واضاف "كما ان لمنع الزكاة مضرات كثيرة اخرى منها اجتماعية ومنها انسانية ايضا، فالجانب الانساني عند التجار انفسهم ينعدم والوازع الديني يضعف ويقل والضمير يتلاشى مما يولد هذا الحقد عند الفقير، اما الجانب الاجتماعي فان منع الزكاة يؤدي الى مشاكل اقتصادية كبيرة للبلاد" واعتبر رئيس قسم الدراسات الاسلامية دور ولي الامر في جباية الزكاة دور اساسي وفرض واجب لان الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قد اعطى لولي الامر الحق في جباية الزكاة .. مؤكدا ان هذا الامر ليس فيه عمليات استثنائية او مجاملات او تضييع للوقت على ان يقوم باعادتها على الفقراء والمساكين ولا تذهب الى غير مصارفها المتمثلة في بناء المدن السكنية لهم وتشغيل الايادي العاطلة واصلاح المستشفيات ومعالجة المرضى.واكد الدكتور المغلس ان الاسلام يقف موقف الخصم من الغلو الذي يعرف بانه ما زاد عن الحد والتطرف وابتعاد الانسان عن الوسطية.موضحاً ان "الغلو والتطرف له اكثر من اتجاه منها عند التجار من خلال زيادة الاسعار بشكل كبير او عند الانسان من خلال العمل براي شاذ عن ما يتعارف عليه الناس تحت غطاء الاسلام من اجل ان يحققا مصالح ذاتية.واشار الى ان التاجر عندما يغالي بسلعته ويزيد من قيمتها الى المستوى الذي يحول بينها وبين المستفيدين فان ذلك يؤدي الى كساد في العمل الاقتصادي والتجاري داخل البلد وتفاقم الظواهرالاجتماعية الشاذة مثل السرقة والنصب والاحتيال.وحذر الدكتور المغلس من الغش الذي يقوم به بعض التجار من خلال زيادة اسعار السلع والاحتكار الذي يمارسه عدد منهم وخاصة في المواد الاساسية كالقمح والدقيق .وحث التجار على عدم المغالاة في الاسعار ومراعاة القوة الشرائية للفقراء والبسطاء من الناس حتى لا تسود الفوضى في المجتمع وتزداد الفجوة بين الاغنياء والفقراء .