واحة الصائمين
أخي الصائم يدعوك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إلى ترويض النفس وتعويدها على شطف العيش وخشونة الحياة وحرمان النفس أحياناً مما تحب وتهوى حتى يسلس قيادها (اخشو شنوا فإن النعم لا تدوم ).فا لجسد مطية الروح والصوم يرهف الحس، ويتعاظم الشعور ويصفو الفكر وتشف النفس.ولهذا أخي الصائم كان ثواب من صام لله إيماناً واحتساباً في أيام شديدة الحر أن يعافيه الله من حر يوم القيامة وأن يغفر له ماتقدم من ذنبه فا لجزاء من جنس العمل إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر ، إنه قياس مع الفارق الكبير جداً أن يقارب بين حر الدنيا وحر الآخرة، وبين مشقة الصوم في أيام حارة ومشقة يوم الحشر الذي لا يستطيع الإنسان إحتمال أهواله الشديدة.إن هذا الكرب العظيم يدفعه عن المؤمن صدق إيمانه وصدق التزامه بدينه وحسن ظنه بالله، وتقربه إليه بالصوم والصلاة وسائر العبادات والطاعات ولهذا ضاعف الله أجر الصائمين وأجزل لهم الثواب كما جاء في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أن الصوم يكون حجاباً بين صاحبه وبين النار، وأوضح أيضاً أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامه فقال (الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القران أي ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان ).فجاهد نفسك أخي الصائم وآتل القرآن وأكثر من الصلوات فهن من أقوى عوامل تزكية النفس وتصفيتها .[c1]عبدالواحد الضراب[/c]