صنعاء / سبأ / سمير الصلوي:أكدت ندوة “دور المثقف في تعزيز الوحدة اليمنية “ على خصوصية وأهمية الدور الملقى على كاهل الثقافة والمثقفين في الحفاظ على المنجز الوحدوي وحمايته في مواجهة الأفكار المشبوهة التي ارتبطت بمصالح مروجيها بالماضي التشطيري. وشدد المشاركون في الندوة التي نظمتها أمس بصنعاء وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء على دور المثقف الهام والمحوري في تصدره الدفاع على القضايا الإنسانية والوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة باعتبارها خيار شعبنا المصيري الذي لا رجعه عنه .وفي افتتاح الندوة ألقى وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية هشام علي بن علي كلمة أوضح فيها ماهية الدور الحقيقي الملقى على كاهل المثقف باتجاه تعزيز الوحدة والوقوف في وجه مروجي الأفكار المشبوهة..وقال: نحن نعلم علم اليقين المصير المظلم الذي ستنتهي إليه مثل هذه الحركات فهي تسير في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعب والمخالف لمنطق التاريخ، فالوحدة قدر اليمنيين و قرارهم المصيري و الرهان على تشظية الوطن رهان خاسر لا محال. وأضاف الوكيل :”هذه الوحدة تشكل الضامن الوحيد لاستقرار اليمن وأمنه ومن المهم البحث بفكر جديد منفتح متوجهة لجيل الشباب الذي تفتح وعيه مع إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتزامنت ولادة نسبه منه مع ولادة دولة الوحدة و هو جيل لم يعرف معنى الانفصال ولم يحسن معاناة التشطير بوجود دولتين في إطار اليمن الواحد.
جانب من حضور الندة
ولفت إلى ما واجهته دولة الوحدة من مشكلات وتحديات بعضها ارتبطت بإرث الماضي التشطيري وأغلبها ارتبطت بتحديات المستقبل وضرورة تحقيق تنمية متوازنة في البلاد كلها بحيث تنضبط مؤشرات التقدم بطريقة متناغمة ودقيقة. ودعا الوكيل الشباب والمثقفين إلى التفكير باتجاه المستقبل الذي يزيح القوى الخاسرة والمتساقطة التي ارتبطت مصالحها بالماضي التشطيري ولم تعد قادرة على اللحاق بركب الثورة اليمنية والوحدة بل أنها تتنكر لشعاراتها التي رفعتها في الماضي. وتحدث في الندوة التي أدارها رئيس فرع اتحاد الأدباء بصنعاء محمد القعود كل من الدكتور حميد العواضي، والدكتور عادل الشجاع، والدكتور عبد الكريم قاسم، الدكتور عبد الله معمر، احمد ناجي احمد، محمد العولقى، علوان الجيلاني، على ربيع، سلطان العزعزي.وتمحورت كلمات المشاركين فيما يفترض أن يكون عليه دور المثقف في تعزيز ثقافة الوحدة وبما يخدم مستقبل اليمن ونمائه في مواجهة الأفكار الهدامة والنزعات المريضة التي تنطلق من مصالح ضيقة وتستهدف امن اليمن و استقراره ورخاءه وإزهاره، وان يرتفع صوت المثقف بالحديث عما يجري في الساحة والمخاطر التي تقع وراء الأحداث التي تجري هنا وهناك، ودوره في كشف الألاعيب والخطابات المؤججة للكراهية والبغضاء، وذلك لما من شأنه الحفاظ علي الوحدة وثوابتها الوطنية.وأوضح هشام علي بن علي إن الخطاب الانفصالي يهدف إلى تحويل الوطن إلى دويلات مناطقية ويستبدل المشروع الوطني الهادف إلى بناء اليمن إلى مشاريع دويلات متحاربة تقوم على أسس قبلية أو مناطقية أو طائفية، مؤكدا إن هذه الدعوات تعطل عملية التنمية والبناء الاقتصادي، وتخلق مناخا مضادا للاستثمار والسياحية.وقال : نحن نعلم علم اليقين المصير المظلم الذي ستنتهي إليه مثل هذه الحركات، فهي تسير في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعب ومنطق التاريخ، فالوحدة اليمنية قدر اليمنيين ومصيرهم والرهان على تشطير الوطن رهان خاسر.ودعا المثقفين إلى التفكير في المستقبل الذي يزيح القوى الخاسرة والمتساقطة التي ارتبطت مصالحها في الماضي ألتشطيري ولم تعد قادرة على اللحاق بركب الثورة اليمنية والوحدة، بل أنها أصبحت تتنكر لشعاراتها التي رفعتها في الماضي , وكان تحقيق الوحدة اليمنية هو الشعار العام الذي يجمع الأحزاب اليمنية كلها . من جهته قال حميد العواضي إن من الطبيعي إن يكون الأدباء والمثقفون في طليعة المدافعين عن الوحدة اليمنية.ودعا المثقفين إلى الخروج من خانة اللامبالاة , وأكد إن اللامبالاة ضمت المثقفين إزاء ما يجري للحديث في الساحة وتعزز الأفعال السيئة , وشدد على ضرورة انتهاء اللامبالاة سواء كانت لأسباب سياسية أو غيرها , وأضاف ان الضحية من إشعال ثقافة الفتن في الأخير هو ابن القوات المسلحة والأمن.وقال إن المثقف عليه مسؤولية أخلاقية للدفاع عن الوحدة اليمنية.وحذر من انزلاق بعض المثقفين في خانة العمل الإعلامي غير الهادف، لان المثقف لديه رؤية أوسع عن الإعلام الباحث عن الإثارة . في حين أشار الدكتور عبدالكريم قاسم إلى أن المثقف اليمني يعاني من التهميش.وتطرق إلى الدور التاريخي للمثقف اليمني في تحقيق الوحدة اليمنية والثقافة الوطنية بكل مكوناتها.وقال إن للأدباء والمثقفين اليمنيين دورا تاريخيا توحيديا يجسد النسيج الاجتماعي الواحد للشعب اليمني.وأضاف ان الثقافة لعبت دوراً تاريخياً توحيدي اًوعرفت اليمن كأقليم جغرافي على مر التاريخ والعصور وان تناوبت عليه التوحيد والتشطير , موضحا انه ورغم قيام الانقسام السياسي وإقامة الدويلات المستقلة على اليمن إلا أن الثقافة اليمنية ظلت موحدة بحكم نسيجه الاجتماعي والثقافي , مؤكدا أن الثقافة اليمنية كانت أقوى من التمزيق وواجهت الاستعمار البريطاني والكيانات العنصرية للسلاطين والنظام المذهبي الإمامي.واستعرض الدكتور عبدالكريم قاسم الأدوار التي لعبها المثقفون اليمنيون على مر التاريخ ومنها التاريخ المعاصر منذ ثورة 1948م , وكذا المؤرخون القدماء الذين تناولوا اليمن كإقليم جغرافي وثقافي واحد . وأعرب عن استغرابه أن يوجد اليوم من يريد العودة إلى زمن التشطير بكل مآسيه ومشاكله، مؤكدا أن الوحدة هي المخرج الوحيد للشعب اليمني من كل مشاكله وإرهاصاته , مشددا على ضرورة مواجهة الفساد الذي ينخر في جسد الوحدة الوطنية . وبدوره طالب محمد العولقي المثقفين اليمنيين بالتركيز على الوحدة الوطنية ودور الثقافة في تحقيق الوحدة وتعزيزها منذ تاريخ النضال الوطني المعاصر والتي تجسدت في كل أشكال العمل الثقافي.وشدد على ضرورة إبراز الوحدة الوطنية والتضحيات التي قدمها أبناء اليمن من مناطقه لتحقيق ثورتي اليمن 26 سبتمبر و 14 أكتوبر سعيا إلى تحقيق الوحدة اليمنية , وذلك في المناهج المدرسية.ودعا إلى الوقوف في وجه الثقافة الاقصائية والانعزالية، وفضح الخطابات العدمية المزيفة . كما تحدث الدكتور عادل شجاع عن الأخطاء الإدارية والسياسية التي رافقت المرحلة الانتقالية للوحدة وما تكبدته خزانة الدولة من أموال, على حساب حقوق الشعب وبرامج التنمية , وشدد على ضرورة محاسبة الفاسدين , وتفعيل دور اتحاد الأدباء والجمعيات المدنية في التصدي لثقافة الانفصال والتشرذم , داعيا إلى إقامة حركة (مثقفون من اجل السلام والأمن والاجتماعي) , أو (حركة اليمن) تشترك فيها بالفعاليات الثقافية والسياسية والاقتصادية للوقوف في وجه تلك الدعوات التي تريد أن تعود باليمن إلى زمن الفتن والحروب الأهلية . واستعرض الدكتور عبدالله معمر المحالاوت التاريخية لتوحيد اليمن خلال التاريخ المعاصر منذ نهاية الاحتلال العثماني , ودعا إلى معالجة القضايا في اطار الثوابت الوطنية , كما ناشد القيادات السياسية بسن قانون الثوابت الوطنية , وتجريم الخروج عليها باعتبارها خيانة عظمي , وقال ان الوحدة والثورة والديمقراطية ثوابت لا يجب المساس بها لان المساس بها فعلا خيانة عظمى للوطن وللدماء التي سالت في سبيل ذلك.