من نتاجات الواعدين
كانت سناء تعيش مع أسرتها في إحدى القرى وقد تركت أسرتها وذهبت للمدينة للبحث عن العمل وهي تتحمل كل عنفوانية الريف ورقة قلوبهم وبعضاً من الصفات الريفية ولكن إلى جانب ذلك كانت قوية الشخصية وذكية وتملك شيئاً من الحنكة، وعند وصولها إلى المدينة أنبهرت بالمدينة والأبنية التي لم تألفها وكثرة الناس، كانت تتحدق بعينها في كل ناحية، أندهشت من تلك الحركة السريعة وأن الكل منشغل في حياته.وتابعت سناء طريقة في البحث عن العنوان المدون لديها حتى وصلت إلى مبنى ضخم "سكن المغتربات" فرحت سناء، ودخلت وأستلمت غرفتها المشتركة مع صديقة لكن من سكان المدينة، وكانت تدعى ندى فتاة تحمل كل صفات المدينة.فهل ياترى سوف تتعايش المدينة المفرطة مع الريف المنغلقة!!في أول لقاء لها دار بينهن حوار شديد وكان لكل منهن وجهة نظر مختلفة عن بعض وكل واحدة منهم تصر على موقفها ووجهة نظرها.سناء تسخر من ملابس ندى ومن درجة تجددها في الكلام، وكذلك ندى لاتحب طريقة لبس سناء ولا حوارها، وقد وجدت سناء عملاً في أحدى المدارس معلمة، وكانت ندى تعمل في احدى الشركات للدعاية والاعلان وذهبت في الصباح لاستلام عملها في ثانوية للبنات، وعند دخولها إلى الفصل وجدت الفصل يضج بالفوضة ولم يكترث لها أحد الا مجموعة قليلة من الفتيات وطلبت من البقية الجلوس، فجلسوا وأعلمتهم بأنها سوف تعلمهم، وأنها جاءت من القرية سعياً وراء العمل وبدأت تشرح لهم القيم والمبادئ الريفية وكيفية الحياة، وكانت هناك مجموعة الفتيات يسخرن من حديثها، وزاولت سناء عملها رغم المضايقات التي لقيتها من تلك المجموعة، وذهبت سناء إلى المديرة واخبرتها عن تلك المجموعة وخاصة "هبه" استدعت المديرة الفتيات وعاقبتهن، وطلبت منهن احضار أولاياء أمورهن واحضرت الفتيات آباءهن ماعدا "هبه" لم تحضر والدها نظراً لعدم وجوده في البلدة، فأستخدمت الحيلة وذهبت باكية إلى "سناء" تعتذر منها وتطلب مسامحتها وسناء في طبيعتها الطيبة قد ساعدتها على ذلك، وعادة الفتيات إلى الفصل، وفي يوم قررت الفتيات الانتقام من "سناء" بما عملته بهن.ادعت "هبه" في اثناء الحصة بأن أصابها مغص شديد في معدتها وتريد أن تغادر الثانوية وطلبت من "سناء" مرافقتها للمنزل أستغلت "سناء" تاكسي وأخذتها إلى الشقة ، ولكن ماذا؟؟ عند دخول المبنى أثاب سناء شعور غريب وسيطرت عليه لكنها رافقتها وواصلت السير إلى أعلى.كانت هبة شديدة الفرح بالايقاع بـ سناء وان مارسمته قد نفد ولم يبقى سوى الجزء الاخير وهو التخلص منها إلى الأبد، وهل قيمها ومبادئها الريفية سوف تساعدها.فتحت هبه الباب وهي تصرخ وتتألم من بطنها وسناء تساعدها حتى أوصلتها إلى غرفتها ونامت على السرير لاحظت سناء سكوناً ولم تجد أحداً من أهلها فأسرعت إلى الغرفة وسألت هبه أين أهلك؟؟ ومع من تعيشين؟؟- هبه: أني أعيش مع أختي الكبرى وهي في عملها الآن.طلبت هبه منها أن تحضر لها شيئاً ساخناً.وذهبت سناء وعندما تأكدت بأن سناء في المطبخ خرجت من الغرفة متسللة واخرجت شاي كان متواري واعلمته بأن السمكة في الشبك!!وانها سوف تنصرف، واعطاها المال وخرجت من الشقة.دخل إلى المطبخ وسناء تحضر الحساء، وأخذ ينظر اليها وإلى قوامها وجمالها الطبيعي الذي لم يرى مثله من قبل وبدأ يقترب نحوها بخطى مثقلة وهي تغني ومنهمكة في الطهو حتى وصلت يديه إلى كاهلها وقبض عليها، صرخت سناء ولفتت فوجدته شاباً قوي البنية يقبض عليها بيديه ويريد ضمها نحوه صرخت سناء ودفعته عنها، من أنت؟؟ ماذا تعمل هنا؟؟ أين هبه؟؟ وبدأت بصراخ هبه!! هبه!! هبه!! أين أنتي أخبرها بأن هبه قبضت نصيبها وانصرفت وان مرضها سبب للأنتقام والايقاع بها، وأن لا يوجد أحد في الشقة سواهما واندفع نحوها ولكنها حاولت الهرب ولكن دون جدوى، ثم امسك بها مرة اخرى بقوة، وحاولت دفعه ولكنها لم تستطع لفتت إلى الخلف وجدت سكيناً اخذتها واغمدتها في صدره ووقع الشاب على الأرض وهو غارق في دمه، تجمدت عيونها وتوقفت دقات قلبها وسكنت الحركة وعم المكان الصمت الرهيب بينما هما كذلك، هبه مازالت تمشي في سلم البناية فسمعت صدى وقوع الشاب على الأرض من الشقة هرعت مسرعة إلى خارج البناية واتصلت بشرطة عن وقوع جريمة.سناء بدأت تتمالك نفسها أقتربت نحوه، وحاولت معرفة هل مازال على قيد الحياة؟؟ ولكن يديها أرتجفت ولم تستطع لمسه.انهارت قواها وجلست بجانبه وهي تصرخ وتبكي، وماهي الا لحظات وحضرت الشرطة واعتقلت سناء وأسعف الشاب.علمت ندى بما حصل وجاءت الشرطة ومعها محامي وجاء كل فتيات ومدرسي الثانوية لتبرئ سناء وامتلأ قسم الشرطة بالطلبة المدرسين وندى ومحاميها.ولكن مشيئة الله فوق كل شيء والشاب لم يمت واعترف بكل ماحصل وأنه ماقد وقع كان بسبب طيش وحقد فتاة لم تتجاوز التاسعة عشرة وأنها لاذنب لها، وأنها كانت تدافع عن نفسها وتمت تبرئة سناء وخرجت من قسم الشرطة وجدت كل البنات والمدرسين وصديقتها ندى في انتظارها فرحت سناء لمحبتهم لها ولكنها قررت العودة إلى الريف لعدم استطاعتها العيش في المدينة وفي اليوم التالي رافق سناء كل من يحبها من أهل المدينة وودعوها وعادت إلى الريف.[c1]الطالبة/ ميرفت مسعود حسن باذيبكلية الآداب تخصص علم اجتماع[/c]