- منذ عشرات السنين وجهاز محو الأمية وإداراته في المحافظات والمديريات يديره رجال ولم تصل المرأة إلى رئاسة الجهاز سوى مرة واحدة، وأمس الأول عينت أول امرأة في منصب نائب رئيس الجهاز وهي بشرى زايد، وكانت قبلها امرأة في الإدارة العامة للجهاز بالعاصمة وسبقتها أخريات في محافظات أخرى، لكن معظم الرؤساء والمديرين وما دونهم وصولاً إلى المشرفين والموجهين والمعلمين لا يزالون ذكوراً، ويتولون مهمة موضوعها مكون من الإناث حيث أكثر من 95 % من الملتحقات بمراكز محو الأمية إناث.وليست المشكلة في الرؤساء والمديرين والمساعدين الذكور لأنهم ذكور، بل لأن أولئك في الغالب لا يحسنون إدارة الموارد البشرية والمادية، وهم يلتهمون المخصصات المالية من دون إحراز أي تقدم في مجال محو الأمية.. ففي أحسن الأحوال يصل عدد الدارسين والدارسات في فصول محو الأمية إلى مئة وعشرين ألفاً، وهو عدد لا يساوي عشر عدد الأميين الذين يلتحقون بالأمية سنوياً.- جربوا تأنيث قطاع محو الأمية وتعليم الكبيرات، ليس لأن الأنثى كرئيسة ومديرة ومشرفة وموجهة ومعلمة تحسن التصرف في إدارة الموارد المادية والبشرية كما تفعل في بيتها فحسب بل لأن تأنيث قطاع محو الأمية سوف يشجع النساء على الالتحاق بمراكز محو الأمية للتعلم واكتساب المهارات التي يكسبن منها عوائد مالية لتحسين معيشة أسرهن.إن النساء العاملات في أجهزة الدولة إلى الآن هن الأقل فساداً ومخالفات والأكثر التزاماً بمسؤولياتهن العامة، فلنجرب تمكينهن من قطاع محو الأمية وندعهن يتعاملن مع بنات جنسهن.قبل فترة حصل جهاز محو الأمية على قرض من البنك الإسلامي قيمته ثمانمائة ألف دولار تقريباً بغرض تنفيذ حملة لمحو الأمية في العاصمة وأخرى في شبوة بهدف محو أمية أربعين ألف أمي وأمية خلال عامين، وقد تم إنفاق القرض خلال العامين لكن بدون حملة وبدون محو أمية لا في شبوة ولا في العاصمة.- إلى جانب هذا التأنيث المطلوب، مطلوب أيضاً إعادة دراسة تجربة محو الأمية في الجنوب قبل الوحدة، فقد كانت ناجحة بكل المقاييس بل والرائدة في المنطقة العربية كلها، وتصوروا لو أن طالباً أو طالبة من المتخرجات من الثانوية علمت فرداً واحداً في السنة ماذا سيحدث، في حين أن أكثر من مائتي ألف طالب وطالبة يظلون بعد التخرج من الثانوية بلا دراسة طيلة عام، فلماذا على الأقل لا تكلف متخرجات الثانوية بمحو أمية نساء في مناطقهن، بل يمكن أن تقوم كل طالبة بمحو أمية عشر نساء في السنة مقابل أجر معين ودون حاجة لفصل دراسي إذ يمكن إتمام ذلك في بيت خريجة الثانوية أو أي مكان متاح.
جربوا تأنيث محو الأمية
أخبار متعلقة