مع الأحداث
كالعادة فإن الانتخابات الأمريكية جاذبة اهتمام العالم، فالكل معني بهذه الانتخابات وبمن سيفوز برئاسة البيت الأبيض، ولا عجب فأمريكا هي الدولة العظمى في هذا القرن، وقرارات البيت الأبيض لها تأثير على جميع أنحاء المعمورة. لكن هذه الانتخابات حملت طابعا ميزها عن سابقاتها هو حجم التأثير النسوي على مسارات هذه الانتخابات الأخيرة فالمرأة لعبت دورا مهما وفاعلا، وتكاد تكون هي البطل الحقيقي، والكرت الذي حرص كلا الحزبين على استخدامه بفاعلية لكسب المعركة من خلال استقطاب تأييدها. فالصوت النسائي هو الذي جعل من هيلاري المنافس القوي والند الصعب أمام أوباما، وفوزه عليها عدّه بعض المحللين؛ فوزا برئاسة البيت الأبيض. وقد أدرك جون ماكين مدى قوة تأثير صوت المرأة على هذه الانتخابات، وأنه الكرت الوحيد الذي قد يغير حتمية فوز أوباما، لذا عمد إلى اختيار سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا. وقد كان الأمر مفاجئا للجميع وقد بدا أنها خطوة غير مدروسة، فسارة بالين غير مؤهلة لهذا المنصب فلديها قصور كبير في السياسة الخارجية بالإضافة إلى انتمائها إلى التيار المحافظ والمتشدد. ماكين يعلم كل هذا وأكثر ولقد أصر على اختيارها شريكة له في حملته الانتخابية ونائبة له في سدة الرئاسة، نعم أصر على ذلك لأنه يعلم أن صوت المرأة هو منقذه الوحيد من فشل محتوم. وبالفعل فبعد إعلان سارة بالين نائبة له استطاع أن يستقطب مؤيدين (مؤيدات) من المعسكر المضاد، ففئة ليست بالقليلة من النساء من أتباع الحزب الديموقراطي والمساندات لهيلاري أعلن بأنهن سيمنحن أصواتهن إلى الحزب الجمهوري بعد هزيمة هيلاري وعدم قيام أوباما باختيارها نائبة له . وأبعد من ذلك فإن أوباما علق على هذا الاختيار الذكي بقوله «إنه مؤشر جديد على سقوط الجدران القديمة في عالمنا السياسي». لكن ما يثير الاهتمام هنا، كيف أن الرجل العربي يهتم بالانتخابات الأمريكية ورموزها، في الوقت الذي يبدي إعجابه ببطلاتها ونجاحاتهن للدخول في سباق الوصول إلى سدة الرئاسة، لا يلتفت إلى المرأة التي بجانبه ولو بنظرة تقدير.. وكأن المرأة هناك من جنس آخر. في الحقيقة، المرأة هي المرأة في كل الأماكن لكن ما يجعلها مكرمة ولها الحظوة في مكان، وليس لها قيمة في مكان آخر، هو إدراك المجتمع لقيمة المرأة ودرجة احترامه لحقوقها . ترى متى يدرك مجتمعنا ذلك؟ [c1]*عن/ جريدة ( الوطن ) السعودية[/c]