المانيا / متابعات:فرض العديد من الدول الأوروبية حظرا على التدخين وبالتالي فإن الفرصة مواتية أمام المدخنين للإقلاع عن هذه العادة ولكن يجب عليهم أن يدركوا أنه دون مساعدة المتخصصين فإن المهمة ستكون أصعب بكثير، وتظهر الاحصائيات ان ما بين واحد الى اثنين في المئة فقط من المدخنين يتمكنون من الاقلاع عن التدخين بالاعتماد على انفسهم. وفي المانيا على الاقل، يتراجع عدد المدخنين بسرعة ويرجع ذلك في الأساس إلى أن عدد المدخنين الجدد ضئيل جدا. وقال مسئولون في المركز الاتحادي الالماني للتوعية الصحية في كولونيا إن عدد الشبان المدخنين انخفض في ربيع العام الحالي الى ادنى مستوياته على الاطلاق. وتوضح الارقام أن نسبة المدخنين المنتظمين في الفئة العمرية من 12 الى 17 عاما انخفضت الى 18 في المئة. ويعني الفشل في الاقلاع عن التدخين من خلال الاعتماد على قوة الارادة وحدها ان المدخن اصبح مدمنا للسيجارة. وتقول كارين يودر المتخصصة في علوم الصحة والطبيبة النفسية بمدينة كيل شمال ألمانيا: "النيكوتين مادة منبهة قوية للغاية وأحد أكثر العقاقير التي تسبب الاتكال" مضيفة أن ادمان النيكوتين يحدث على نحو اسرع من ادمان الهيروين او المخدرات الاخرى لان النيكوتين يؤثر على معدل الأيض (التمثيل الغذائي) في المخ. وتنشط هذه المادة آليات المكافأة في المخ وتطلق المواد الكيمياوية التي تعطي الشعور بالارتياح. ونتيجة لذلك فإن المدخنين الذين لا يشعلون السيجارة يتعكر مزاجهم. وتمثل جلسات العلاج الجماعي التي تحمل عناوين واعدة مثل "كيف تقلع عن التدخين نهائيا" الطريقة الاكثر فعالية للاقلاع عن التدخين. وتجتمع مجموعة من المدخنين مع احد الاستشاريين الذي يقوم بادارة الجلسة. في البداية يكو ن الهدف تحليل عادات التدخين للمشاركين في الجلسة. وقالت كارين يودر إن "الفكرة تتمثل في ان توضح للناس انهم مدمنون بالفعل" مضيفة أن ذلك يعني في حالات كثيرة تدمير الاوهام المرتبطة بعادة التدخين. ولا يكون لدى الاستشاري متسع من الوقت لبحث بدائل النيكوتين مثل اللصقات والمواد التي يتم رشها والادوية الاخرى. ويمكن ان تخفض هذه المواد الرغبة في التدخين ونوبات الصداع التي تحدث عادة كجزء من اعراض الاقلاع عن التدخين التي تدمر الاعصاب على الرغم من ان المدخن يدرك انه لم يعد يحتاج الى السجائر ويصبح اكثر ميلا للعلاج. ومع ذلك فان هذه البدائل ليست فعالة على المدى الطويل لانها لا تستطيع ان تقلل اعتماد الجسم على النيكوتين وتواصل تزويد الجسم بالنيكوتين الذي يحتاج اليه. والامر نفسه ينطبق على الادوية التي تستخدم كعلاج بديل للنيكوتين والتي لا يتم صرفها إلا بتذكرة طبية. ويخفض عقار الزيبان أو عقار تشامبيكس الرغبة الملحة في النيكوتين ولكن أعراضهما الجانبية غير محببة. ومن بين هذه الاعراض الجانبية الارق ونوبات الفزع والشعور بالدوار. ويقلل عقار تشاميبكس الاعراض المصاحبة للاقلاع عن التدخين ويجعل المدخنين الذين يتناولونه يشعرون بانهم مرضى اذا قاموا بتدخين سيجارة. ومن بين الاثار الجانبية للعقار صعوبة النوم والشعور بامتلاء البطن بالغازات والصداع والغثيان. وتقول الخبيرة كريستيان كروجر من "معهد ابحاث العلاج" في ميونيخ ان هذه العقاقير تناسب المدخنين بشراهة الذين من المحتمل ان يتعرضوا لاثار بدنية وعقلية حادة اذا اقلعوا ببساطة عن التدخين بشكل مفاجئ.
النيكوتين 'يكافئ' المخ ليمنعك من الاقلاع عن التدخين
أخبار متعلقة