أحراش الوحدة العدني .. من يطهرها ؟
عيدروس عبدالرحمنوحدة عدن .. كان صرحاً من جمال فهوى ، وحدة عدن .. حضارة سادت ثم بادت بفعل فاعل ، سنتطرق اليه لاحقاً، اما الذنب فلم يرتكبه الوحدة واما عن قاتليه فهم ابناؤه والدخول في هذا الشأن دخول انتحاري لعش الدبابير .. واقتحام حالة السكون المتهالك للاسوأ .. دفع عشوائي لمنطقة كبيرة من الاحراش الكثيفة المليئة بكل شيء بالقوارض ، بالطفيليات ، بالوحوش الكاسرة ، والافاعي وغيرها ، من عوامل التهلكة والطرق السريعة المؤدية للموت . ومنذ سنوات عدة ومواسم سابقة ، عاش ، وعانى ، وحدة عدن من امراض وفيروسات ذاتية وداخلية ، قلعت وحطمت ذلك الهرم الاخضر ، حجراً حجراً ، حتى صار بعد ذلك الوقت ، اجوف ، خاوياً ، وادرانه واوساخه ، اكبر واقوى ، من حالة وقدره مقاومة ذلك الجسد على الديمومة والحياة ، واقسى من استمراريته على مقاومة المرض والخبث النابع من جوفه ، ومن ذاته .ولكي لانستمر في تقليب صفحات الالم والقنوط ، كان نادي وحدة عدن احد ابرز واهم شواهد الاثبات التي وضعت رياضة بلادنا متطورة بسرعة الالة المنظمة ، كان وحدة عدن ، يمثل علامة الجودة والامتياز الرياضي عموماً مبتدأ وخبر ، فنجم مثل خالد عفاره ، كم سنين واصل حفاظه على ذلك الالق الجميل وهو احد بذور وغروس خضراء ، الاحمدي ، عزيز سالم ، وقائمة طويلة من الاسماء ، فقط تحتاج لكتاب في الكرة وبقية الالعاب ، وحدة عدن وذات مرة رفد الفرق الوطنية بـ 17 لاعباً بمختلف الفئات ، ولعب في الدوري بتشكيل جديد خارج عن لاعبي الفرق الوطنية .وحدة عدن ، لوسار بشكل طبيعي ، لبلغ منصات التتويج للفرق الممتازة اكثر من مرة ، وليس لاستطاع العودة للاضواء ، الاخضر العدني ، لم يكن فقط ، منجماً لنجوم كرة القدم ، ولكن في الطاولة ، في السلة في الطائرة وفي ام الالعاب ، وما ادراك ما أم الالعاب ولكلا الجنسين والاهم من ذلك في تفريخ وصناعة الكادر الاداري ، الرياضي ، القيادي ، لمختلف الالعاب وللرياضة عموماً ، وحصر مايقارب الثلاثين عاماً الاخيرة ، يلاحظ ان الكوادر الخضراء هم اصحاب النصيب الاكبر ، للرياضة عمومها وخصوصها ، وحتى اليوم .. ولكن ، لماذا جاء الخطر من مكمنه؟ .. لماذا اصابع الاتهام تشير الى ان حاميها حراميها ، ان سبب بلاء ومصيبة وحدة عدن في رأسه القيادي ، ليس اليوم ولكن طوال سنوات ظهور الحالة واستفحالها وعدم الخلاص منها .سلالات تركيةوعلى طريقة ، ومن الحب ماقتل ، عاش وحدة عدن مشكلته الغرامية ، عانى الاخضرالعدني، من حالة غريبةجداً، وهي ان الانتماء الاخضر له صك واحد هو مجلس الإدارة فمن هم خارج المجلس ليس منهم في شيء فريق ونادي الوحدة، وكل مجالس الادارات السابقة واللاحقة، إذا استمر الحال كما هو عليه.. تعتبر الإدارة هي فاتيكان النسور الخضر وماغيرها ، مخادعون ، ودجالون على الابواب والارصفة ، كذلك برزت حالة هي الاغرب ان اعضاء مجالس الادارات السابقين ، تصوروا ، ينتقلون من احجار بناء وتشييد ، الى معاول هدم وتثبيط ، وبمسألة حسابية سهلة يكون السقوط والتراجع سيد الموقع ، لان اي مجلس اداري جديد حتى وان بلغ اعضاؤه العشرين ، لن يكون قادراً على مواجهة طابور وكتائب المجالس الادارية السابقة ، كما لايمكن ان تلغي من وجدانه انه جاء الادارة للعمل والبناء وليس مكافحة ومصارعة الادارات السابقة.المسألة الاخطر وبيت القصيد ان وحدة عدن..وياسبحان الله انقسم حزبين رياضيين كبيرين، كلاهما يحب النادي حتى الثمالة، لكنه ذلك الحب التركي، وكلاهما يموت ويخسر كل مايملك حتى لايفوز الاخر بمقاعد الادارة وان فاز شمر السواعد وكتل القواعد، واضرم المواقد، لإفشاله وتفنيد وكشف عيوبه واخطاءه حتى ورقة التوت اياها، الخط الفاصل بين العودة والصورة.هذان الحزبان وحسب التصنيف المجازي، هما حزب الدجاجة، وحزب البيضة، وليس من وجد اولاً، ولكن من لديه حقوق الطبع والتوزيع لقيادة الاخضر، ومن الوريث الشرعي للجلوس على عرش الوحدة، حتى وان كان ذلك الجلوس على صرح من خيال فهوى.الكارثة، نكرر الكارثة، ان كل حزب من هؤلاء بكوادره، بعقوله، يمثلون برامكة، وباشاوات للرياضة عموماً، وقادرون على قيادة نادي الوحدةواللي خلفوه ومئة نادي غيره..إذا سمح لهم الحزب الاخر وترك لهم الساحة، وإذا تخلصوا، هم من عقدة الضرب بالمليان على الخصوم والتمترس دفاعاً عن الهجمات المضادة.والادهى والامر انه لايوجد وحداوي واحد، لم ينخرط في احد هذين الحزبين حزب الدجاجة أم حزب البيضة، مع مناصري الاستاذ اوضد مشجعيه، مع المعارضة او ضد الشرعية البابوية..وان صادف وحدث مالم يكن في الحسبان وظهر واحد بأنه مع الوحدة، صنفه الطرفان، بأنه مارق، وخارج عن الملة الرياضية، وحاربه الاثنان لان كل واحد منهما يدعي بأنه مع الطرف الآخر.ولاينطبق ذلك على الكوادروقيادات واعضاء مجالس الادارات، بل وصل إلى حضيض اللاعبين والعابهم والجماهير ومقاهيهم.وان كان الوجع في الرأس فمن أين تأتي العافية، وإن كان الخلل في الإدارة في الاجهزة المتعاقبة على قائمة المجلس الاداري، فهل يمكن ان تكون هناك مخارج وحلول..وقبل الإجابة على ذلك نود تأكيد مايلي:-ان ماحدث ويحدث لنادي وحدة عدن، يعطي الجميع قناعة راسخة ودليلاً لايحتاج لذكاء أوعبقرية ان كل ماحدث لهذا النادي ويحدث.. وسوف يحدث لم يهز ولم يسقط البنيان، نادي الوحدة عريق، ضارب جذوره بالارض والفيحاء وجامع ابان، وضواحي مدينة الشيخ عثمان، لوكانت عشرة أندية اخرى غير وحدة عدن، لباعت تاريخها وشواهدها(الكؤوس والتروس)في الشارع العام ولما قامت لها قائمة.. ولكن!ولكن وحدة عدن، بحر متلاطم، بلاساحل ولاميناء ولافنار يهدينا ويهدي الآخرين سواءالسبيل. وهذا إعتقاد راسخ ان مكان ومكانة هذا النادي المفروض ان يكون بين قوسين[منصات التتويج]وإستعراض سريع أوبطيئ لما حدث للوحدة العدني من عشاق الحب التركي خلال السنوات الخمس عشرة الاخيرة، يثبت انه نادي عظيم ومناجم متعددة ومختلفة.. وكلما زدنا فيه تقطيعاً ازداد قوة وإحتمال على البقاء، وتخلى مؤقتاً عن مسارات البطولات، بإعتبار ان البطولات لها شروط ومستلزمات غائبة مؤقتاً وحالياً عنه.فلاعب مثل رأفت الاصبحي ألم تصدر بحقه فتاوى(فنية) نكرر(فنية) بأنه لايصلح حتى لجمع كرات التمرين الاخضر، أين هو الان ناهيك عن القوائم التي دفنت قبل ان تقول..ياهادي..وقبل ان تبدأ البسملة..وانظروا لكل من خرج من الروابي الخضراء لمناطق واندية الوحدة كيف صاروا واين اصبحوا بإختصار..ماهو الحل؟!الوصفة.. يادكتورمعرفة الداء الطريق الوحيد للعلاج، وطالما ان الاتفاق العام والخاص ان الوجع في الادارة، عفواً في الادارات وإنشطارها بين الدجاجة والبيضة، فوحدة عدن يحتاج اولاً قيادة للنادي من خارج النادي..ومن غير المنتسبين للنادي، ولم يلدأويترعرع في الحظيرة الخضراء..ولو كمرحلة إنتقالية.فالرئيس الوحداوي القادم ومجلس إدارته اومفاصل الادارة الهامة عندما تكون اوتأتي من خارج الحظيرة الخضراء، ليست لها علاقة كبيرة أوقليلة بحكاية الدجاجة والبيضة، وهذا يعطيها هدنة وتفرغاً من مواجهة الحروب لبناء وإعادة صياغة الرياضة والالعاب الرياضية في النادي..وستكون اكثر نجاحاً لو انها أكلت الدجاجة.. وقلت البيضة، على الاقل حتى يتخلص الاخضر العدني من فيروس ومرض انفلونزاالطيور، عفواً الدجاج والبيض.والبداية أونقطة الانطلاق من قيادة محافظة عدن ممثلة بدكتور الرياضة العدنية، العزيز يحيى الشعيبي محافظ محافظة عدن هذا الذي لم يأت من الحظيرة الخضراء وليست له علاقة باي حزب سوى حزب الاغلبية والمصلحة العامة، كما ان البداية تكمن في العزيز العقيد عبدالله قيران ، ليس باعتباره مسؤول أمن عدن مع اهمية ذلك وإنما باعتباره رئيساً فخرياً للنسور الخضر، وتؤكد سيرته الذاتية انه لاينتمي لاسوار مدينة الشيخ عثمان، ورئاسته الفخرية دليل وإثبات حالة حب صادق ومخلص لخدمة رياضة عدن، ووحدتها..المنطلق الثالث يتحدد في مأمورمديرية الشيخ عثمان، العزيز حامد لملس، واثبتت التقارير انه من شبوة، ولديه فؤوس وسيوف لتقطيع اشجار الشوك والصبار في الاحراش الخضراء.وإختيار هؤلاء نابع من إرتباطهم الوثيق وصلته العميقة بالنادي ومسؤلياتهم العامة والخاصة لخدمة الوحدة وإخراجه من حالة وغرفة العناية المركزة..وحبذا لو يتصدى لذلك بدعم وإسناد من البقية اقلهم مسؤولية واقربهم التصاقاً بالنادي.تطور ومعافاة وحدة عدن، نهوض شامل وكامل الدسم في رياضة عدن عموماً، فزيادة التنافس يولد الإبداع والتميز.وكلمة اخيرة لجماهير وحدة عدن ومحبيها، ونحن في مقدمتهم، ارصدوا حركة ومسار هذا الثلاثي القادر على حل إشكالية نادي الوحدة، واوقفوهم في الطرقات بكل ادب وترحاب.. ياسيدي الفاضل متى تبدأ جراحة القلب المفتوح للوحدة..ولن يرفضوا ذلك لانهم اكثر دراية من الكثير.. ويعلمون ان سؤالكم له علاقة بتحريك الدماء وتدفقها للدماغ.. وكلما شاهدناهم اشرنا لهم بتسريع الحل. وكفى.