رجل دين قبطي قال إن الرقابة سمحت بعرض فيلم مسيء للنبي عيسى
القاهرة / متابعاتقال الباحث القبطي القمص متياس نصر رئيس تحرير مجلة (الكتيبة الطيبة) إن بعض دور السينما في القاهرة بثت اعلانات عن عرض فيلم "شفرة دافنشي" الأمريكي المأخوذ من رواية بنفس الاسم للكاتب دان براون والتي تتعرض لبعض الثوابت المسيحية المستقرة وكذلك الثوابت الاسلامية حول السيد المسيح.وكانت احدى دور النشر الاميركية وزعت النسخة الانجليزية من رواية "شفرة دافنشي" للكاتب الأمريكي براون بأكثر من 10 ملايين نسخة وترجمت الي 50 لغة بينها العربية . ولبروان الذي كان مدرسا للغة الانجليزية في أمريكا قبل تركه العمل وتفرغه للكتابة ثلاث روايات قبل شفرة دافنشي لم تحقق نفس الشهرة.وأضاف القمص نصر "علمنا أن جهاز الرقابة سمح بعرض الفيلم، ولكن بعض المسؤولين تدخلوا لمنعه، ولذلك لم يعرض في دور السينما حتى الآن، علما أنه كان مقررا أن يعرض في 19/5/2006 في معظم عواصم العالم بعد عرضه في افتتاح مهرجان كان قبل ذلك التاريخ بيومين".ونقل عدد من وسائل الاعلام العربية عن القمص متياس نصردفاعه عن شخصية مريم المجدلية في العقيدة المسيحية، والتي زعمت قصة الفيلم أن المسيح عليه السلام تزوج منها وأنجب ولا تزال سلالتها موجودة حتى اليوم.وقال: "أنا ضد الحجر على الابداع الفني، ولكني من خلال اطلاعي على ملخص القصة للكاتب دان براون، حيث لم أشاهد الفيلم، أرى أنه على الرغم من أن هناك نوعا من الخيال الشيق، إلا أنه يتعرض للثوابت الدينية، ففي بعض الحوارات مثلا ما يفيد أن الانجيل كلام ليس موحيا به، وإنما من بنات أفكار البشر، بغض النظر عن الفكرة الرئيسية في الفيلم وهي زواج المسيح من مريم المجدلية، وهذا بالطبع ضد الثوابت التي نؤمن بها كمسيحيين".وأضاف: "لا يوجد ما يمنع أن نترك فرصة للخيال والابداع، ونحن لسنا ضد حرية الرأي، لكن عندما أجد أن ذلك يعرض الثوابت الايمانية للاهتزاز، فما الفائدة من الحرية والابداع هنا؟".واستطرد: "نحن كرجال دين نقول إن عدم عرض هذا الفيلم سيكون أكثر فائدة، ليس فقط لأنه يحوي أفكارا ضد معتقداتنا ويهز الثوابت الايمانية الموجودة، لكنه سيسبب في أوساط الشباب نوعا من التحرشات، خاصة أن جميع كتب الأديان السماوية تنص على أن شخص السيد المسيح لم يتزوج، فعندما يظهر في الفيلم أنه تزوج ويتم تمثيله بشكل (دون جواني) فمن المؤكد أن يبدأ الشباب في استثارة بعضهم لأنهم هم الذين يتفرجون على مثل هذه الأفلام".وأشار القمص متياس نصر إلى أنه لا يرى أن الوقت الحالي مناسب لعرض مثل هذه الأفكار، مشيرا ً الى ان المسلمين والمسيحيين في مصر رفضوا جميعا الاساءة التي حدثت للنبي محمد في اوروبا ، وعبروا عن امتعاضهم في مسيرات ومظاهرات لأن ذلك يمس استقرار الوطن.وتساءل القمص نصر قائلا ً :"هل تعتقد ان يكون الهدف الوحيد من عرض فيلم، هو مجرد مشاهدة الشباب لأحداثه، ويعرض البعض منهم للسخرية مما يترك غصة في نفوسهم لأن الفيلم يمس ثوابتهم الايمانية وكتابهم المقدس الذي يعتزون به".وأوضح أن الرقابة وافقت على عرض فيلم "شفرة دافنشي" دون أن تعرضه على الكنيسة القبطية لاستجلاء رأيها، مشيرا إلى أن شريطا اعلانيا عن الفيلم عرض في بعض دور السينما، لكن الفيلم نفسه لم يعرض حتى الآن، فقد قيل إن بعض المسؤولين - لم تذكر اسماؤهم - منعوا عرضه لأنه قد يسبب مشاكل داخلية تهدد الوحدة الوطنية للمصريين.وأضاف أن الشريط الاعلاني للفيلم الذي بثته بعض دور السينما في القاهرة كان يوضح أن الفيلم سيعرض قريبا، علما أنه عندما عرض في مهرجان (كان) يوم 17 مايو، كان مقررا أن يعرض في بقية عواصم العالم يوم 19 مايو، أي بعد ذلك بيومين فقط، وعرض بالفعل في عواصم كثيرة، لكنه لم يعرض في مصر.ولا يرى القمص متياس نصر غرابة في اجازة الرقابة المصرية لعرض الفيلم، بسبب ما يسميه بالثقافة السلبية للبعض، وهي ثقافة يصفها بأنها "ضد الأديان الاخرى". قائلا : "على الرقابة نفسها أن تجيب عن سبب تصريحها بعرض الفيلم رغم معارضة الكنيسة ورجال الدين الذين كتبوا أراءهم في الصحف، وقبل ذلك اصدروا في الفاتيكان بيانا بأنه لا يجوز عرضه، وكذلك وقف ضده اخواننا المسلمون والمسيحيون في الأردن ولبنان ومنعوه فعلا".ويشير القمص متياس إلى انه ورد في الفيلم أن الدين المسيحي تم تحريفه والأناجيل الأصلية أتلفت، ومؤلف القصة دان براون عندما سئل عنه، قال إنه درس لوحات الرسام ليوناردو دافنشي - ظهر في عصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي - وأنه درس كيف يعرف الأسرار التي كان دافنشي يضعها في لوحاته، وهي بالطبع أسرار فنية.ويقول براون أيضا أنه من ضمن أسرار ليوناردو دافنشي "أنه وضع في بعض لوحاته ما يفيد أنه كان على مائدة العشاء للسيد المسيح، زوجة اسمها مريم المجدلية يرمز لها بالكاس المقدسة، وهي أشياء ليست موجودة في أية مصادر مسيحية أو دينية اخرى".وقال ان "شخصية مريم المجدلية موجودة في الكتب المسيحية كامرأة خاطئة، يسكنها سبعة شياطين، وأن السيد المسيح رآها، وكل ما ورد عنها في الكتاب المقدس أنها كانت مريضة وشفيت على يد السيد المسيح، ثم ذهبت مع المرميات في باكر يوم أحد القيامة لكي تزور القبر، ولم يذكر عنها أكثر من هذا في الأناجيل سواء بالسلب أو بالايجاب".وقد تعرض الفيلم لطبيعة السيد المسيح ووصفه بأنه شخصية عادية، ويقول القمص متياس نصر "إن له في المسيحية طبيعتين، لاهوتية، وناسوتية. الطبيعة الناسوتية هي تلك التي أخذها من أمه مريم العذراء، لكن المؤلف يركز على الجانب الناسوتي ويصوره بانه شخص عادي ممكن أن تلعب العاطفة دورها معه، مع العلم أنه حتى الكتب الاسلامية تصوره بأنه وجيه في الدنيا والآخرة وانه معصوم".وحول ما يزعمه الفيلم أن المسيح قام بتوكيل مريم المجدلية لرئاسة الكنيسة المسيحية وليس الرسول بطرس ، يوضح القمص متياس نصر "نحن الأقباط الأرثوذكس لا نؤمن برئاسة بطرس ولا رئاسة مريم المجدلية، إنما نؤمن بأن التلاميذ الاثنا عشر للمسيح هم الذين نقلوا لنا الايمان منه".وأضاف أن فيلم (شفرة دافنشي) ليس هو الفيلم الوحيد الذي تعرض لشخص المسيح بل هناك أفلام كثيرة في الغرب تعرضت له ولأشخاص آخرين، وهذا مسموح به في الغرب الليبرالي حيث إن الدين هناك مسألة ثانوية.وأشار القمص نصر إلى إن "الفيلم لا يقول فقط إن المسيح تزوج من مريم المجدلية بل ينص أيضا على أنه انجب منها، وأن ذريته موجودون حتى الآن، وهناك جماعة سرية اسمها (سيون) وهي تعني (صهيون) موجودة حتى الآن. وما دام ورد اسم صهيون في الفيلم فيمكن لك أن تتخيل أبعاد القصة".وقال إنه "يتوقع ردة فعل سلبية لو تم عرض الفيلم في مصر، فهناك أفلام كانت أقل منه بكثير مثل فيلم (بحب السيما) تسببت في مظاهرات وفي دعاوى قضائية، فما بالك بهذا الفيلم الذي يتعرض للثوابت الايمانية للمسيحيين". مشيرا إلى أن اجازة الرقابة لم يصرح بها علنا ولم تنشر في الصحف القومية ولكن الرأي العام علم بهذه الإجازة عبر المواقع الأليمترونية !!