علي الذرحانيسبق أن كتبت مقالاً في العدد (14881) من صحيفة (14) أكتوبر يحمل عنوان: (خواطر فنان تشكيلي حول القات كظاهرة سلبية في حياة اليمن واليمانيين، وها أنا الآن أكتب مقالاً آخر بالعنوان نفسه ولكن حول منجز عظيم تحقق بإرادة الله عز وجل ثم بإرادة الشعب لأن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فالمؤلف الحقيقي بين قلوب وأفئدة الإخوة المتباعدين هو الله المستحق للشكر والحمد والعبادة .. قال تعالى: (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ) (103) آل عمران .وليعذرني الإخوة المتشبعون بثقافة الغرب والمنبهرون بها لثقافتي الإسلامية واستشهادي ببعض الآيات القرآنية في هذه المقالة وغيرها لإيماني بأن بلدنا بلد إسلامي دينه الإسلام ودستوره مستمد من الإسلام عقيدة وشريعة، فلا تنتظر من كاتب متشبع بالثقافة الإسلامية أن يتحدث عن الوحدة بمنظار كاتب علماني من فرنسا على سبيل المثال ..!!تلك أما عن .. الدليل على أن أمور الدنيا من الدين قول ربنا عز وجل (ومحياي ومماتي لله رب العالمين) بعد ذكره الصلاة والنسك من قوله تعالى: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) (162) الأنعام ـ فإذا لم تكن كل أعمالنا في الحياة الدنيا خالصة لله رب العالمين ومن أجل مرضاته فإن غضبه سيحل علينا والعياذ بالله سواء كانت هذه الأعمال دينية أم دنيوية كالسياسة والاجتماع المدني والخلافة في الأرض والسياسة من الدين بمنزلة الفرع من الأصل خاصة السياسة الشرعية بين الراعي والرعية أو بين الرئيس والمرؤوس وبالعودة إلى موضوع الوحدة عنوان مقالتنا فإن الخالق العظيم سبحانه وتعالى العالم بمصالح العباد والبلاد قد دعانا إلى الاعتصام بحبله المتين وعروته الوثقى ونهانا عن التفرق والتمزق والتنافر والتباعد والتنازع والتشطير حتى لا نفشل وتذهب ريحنا لدرجة أن ربط سبحانه وتعالى بين كلمته التوحيد وتوحيد الكلمة فقال في محكم التنزيل: (وإن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فأعبدون) (92) الأنبياء . فإذا كانت هذا الخطاب الإلهي يأمرنا بالاعتصام وعدم التفرق في أمور الدين فمن باب أولى الا نتفرق في أمور الدنيا الفانية الزائلة التي هي دار ممر إلى حياة أبدية خالدة ودار مقر وفيها نعيم مقيم وبذا نكون قد أرضينا ربنا وأرضينا أنفسنا .من أجل ذلك فقد حاولت كفنان تشكيلي مسلم أن أعبر عن وحدة وطني بلغتي التشكيلية أو لغة البصر من خلال الأعمال المنشورة مع مقالتي هذه أبدأها باللوحة الأولى التي يبدو فيها جسد إنسان متشابك ومتلاحم اليدين وتفاصيل وجهة أحرف الخط اليمني القديم يعتمر عمامة ملونة بألوان علم الوحدة وتعني بالعبارة التالية:وجهي هو واجهتي وعنوان هويتي، وهويتي في جذوري وآثاري وذاكرتي، في أحرف اللغة التي صهرت سبأ وريدان وحضرموت ويمنات في بوتقي، رايتي تاج رأسي وعنوان شرفي مرسومة في قلنسوتي رمز توحد فكري ووجداني الوطني والعقدي، بعد أن باعد الطامع والمستعمر البغيض بين ساعدي ويدي، ثم عادت الروح من جديد إلى لحمة الشمال واليمين من جسدي، فزادتني قوة وتماسكاً في عضدي ونما البرعم الغض الطري بين يدي، لكأنه يزف إلينا بشارة الخير والنماء والسعد في وطن اليمن والخير والوحدة والعزة والقوة والشموخ، ويا جبل ما يهزك ريح .كانت الكلمات التي كتبتها كمفاتيح لقراءة اللوحة الأولى المرفقة هنا مع مقالتي هذه أما عن اللوحة الثانية فهي لأيدي تتجاذب طوق نجاة ملون بألوان علم الوحدة مفترضاً بأن هناك سفينة كل ركابها من شطري اليمن قبل مجيء الاستعمار والإمامة فشطر تلك السفينة إلى نصفين ردحاً من الزمن ثم عاد اليمانيون شمالاً وجنوباً إلى لملمة أشلائهم المبعثرة فوجدوا انه لم يبق من تلك السفينة الا ذلك الطوق الوحدوي الذي تشبثوا به فكانت نجاتهم وبعثوا من جديد .. أما اللوحة الثالثة فهي لعين بشرية حقيقية بداخلها علم الوحدة في إشارة إلى أن الوحدة المباركة في حدقات أعيننا محمية مهما حلم الحالمون بعودة تشطيرنا وتمزيقنا والعودة بنا إلى الوراء في الوقت الذي يتوحد العالم ويتكتل ويتجمع.
|
رياضة
خواطر فنان تشكيلي حول الوحدة
أخبار متعلقة