الأمم المتحدة / 14 أكتوبر / رويترز:كشفت وثيقة تسربت حديثا أن مبعوثا سابقا للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط استقال من عمله الشهر الماضي وسط إدعاءات مريرة بأن سياسة الأمم المتحدة في المنطقة أخفقت لأنها خاضعة لمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.وفي تقرير سري صدر لدى انتهاء مهمته صب الفارو دي سوتو جام غضبه على رباعي الوساطة في الشرق الأوسط الذي يتألف من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وذهب إلى أن المنظمة الدولية ينبغي ان تنسحب منها.وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الأربعاء الماضي إن التقرير يعبر عن وجهات نظر شخصية لدي سوتو وشكك في صحة ما خلص إليه المبعوث السابق من أن رباعي الوساطة أصبح "عرضا هامشيا".ودي سوتو دبلوماسي من بيرو وعمل في السابق في السلفادور وقبرص والصحراء الغربية وأمضى عامين في الشرق الأوسط قبل أن يستقيل في مايو الماضي لينهي مسيرته بالأمم المتحدة التي استمرت 25 عاما. وحل محله البريطاني مايكل وليامز.ويتألف التقرير الذي يعج بالشكوى المريرة من 53 صفحة ووجه إلى عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكشفت عنه للمرة الأولى صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي وأوضح دي سوتو في تقريره انه استقال لشعوره بخيبة الأمل لكونه لم يلق أذنا صاغية من أحد.وفي الوثيقة المؤرخة الخامس من مايو القى دي سوتو باللوم على قيود قال انها فرضت عليه من قبل المركز الرئيسي للامم المتحدة بشأن التحدث إلى الحكومة الفلسطينية التي تتزعمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو إلى سوريا.وشجب دي سوتو العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حماس عقب فوزها في الانتخابات الفلسطينية العام الماضي وقال إن إقرارها الفعلي من جانب رباعي الوساطة كانت له "عواقب مدمرة" على الفلسطينيين.وكتب يقول "الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي فيما يتعلق بالهدف المفترض لإقامة كيان فلسطيني يعيش في سلام مع جارته إسرائيل كانت لها تحديدا الأثر المضاد."وتابع "الحياد أُطيح به على نحو لم يسبق له مثيل منذ بداية 2007."وعبر بان في تصريحاته للصحفيين عن الأسف أن تقرير دي سوتو تسرب لكنه استدرك بقوله "أود أن أوضح ان هذه وجهة نظر شخصية. ولا أوافق على رأيه ان رباعي الوساطة نوع من عرض هامشي."وقال إن رباعي الوساطي "تم تنشطيه" ولاحظ أن الرباعي سيلتقي في اجتماعه القادم في مصر في وقت لاحق من هذا الشهر بمسؤولين من مصر وإسرائيل والسعودية والأردن وقطر وسوريا والجامعة العربية ومسؤولين فلسطينيين.وانتقد دي سوتو بشدة حركة حماس بسبب ميثاقها الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل وانتقد أيضاً محمود عباس الرئيس الفلسطيني الذي يعارض حماس بسبب قيادته الضعيفة وغير الفعالة كما انتقد فشل الفلسطينيين في وقف هجمات النشطاء على المدنيين الإسرائيليين.لكنه حمل أيضاً على السياسات الإسرائيلية وقال إنها تبدو "مصممة على نحو خاطئ لتشجيع النهج المستمر للنشطاء الفلسطينيين." وحذر من أن هدف إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية ينزلق بعيدا.وشن دي سوتو هجوما لاذعا على ما سماه "النزعة الموجودة لدى صانعي السياسة الأمريكية... للخوف من أي تلميح بشأن استياء إسرائيل والانقياد والخضوع بوقاحة أمام أي جمهور مرتبط بإسرائيل."لكنه وجه قسطا كبيرا من انتقاداته للأمم المتحدة نفسها حيث قال إن "الإشادة تكون للعلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة وتحسين علاقات الأمم المتحدة مع إسرائيل."وقال دي سوتو "لا أعتقد بصدق أن الأمم المتحدة تقدم أي خدمة لإسرائيل على الإطلاق بعدم التحدث بصراحة إليها عن جوانب تقصيرها فيما يتعلق بعملية السلام."وقال الدبلوماسي البيروفي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ينبغي أن "يعيد النظر جدياً" بشأن استمرار عضوية الأمم المتحدة في رباعي الوساطة الذي قال إنه أصبح "عرضاً هامشياً" و"إلى حد كبير مجموعة من أصدقاء الولايات المتحدة."وقال دي سوتو انه يأسف لان نصيحته للأمم المتحدة لم تحظ باهتمام. وقال "خلصت إلى أن جهدي الكبير الشاق لن ينجح."