الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما (إلى اليمين) يستمع إلى هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي بشيكاجو أول أمس الإثنين
بيروت /14اكتوبر/ اليستير ليون :يسعد اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما لهيلاري كلينتون وزيرة للخارجية إسرائيل لكنه لا يسعد العرب والإيرانيين الذين يتوقون إلى بداية جديدة بعد ثماني سنوات من الكوارث التي سببتها السياسة الأمريكية.وسمى اوباما كلينتون لهذا المنصب حين أعلن أسماء أعضاء فريق الأمن القومي الخاص به في شيكاجو أول امس الاثنين.وكان حديث كلينتون أكثر صرامة من اوباما خلال سعيهما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية وقد انتقدت بشدة دعوة منافسها «الساذجة» إلى خوض محادثات مباشرة مع الأعداء مثل إيران وسوريا وكوريا الشمالية وتعهدت «بمحو» إيران إذا هاجمت إسرائيل.وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت التهنئة لكلينتون على تعيينها.وقال «السناتور كلينتون صديقة لإسرائيل والشعب اليهودي وأنا متأكد أنها في دورها الجديد ستواصل تعزيز العلاقات المتميزة التي تربط بين دولتينا.»وعبر شموئيل ساندلر اختصاصي العلوم السياسية الإسرائيلي بجامعة بار ايلان قرب تل أبيب عن رضا مماثل حيث قال «فيما يخص إسرائيل هذا تعيين جيد.»وتساور الإسرائيليين درجة اكبر من القلق بشأن اختيار أوباما الجنرال المتقاعد بالبحرية جيمس جونز لمنصب مستشار الأمن القومي الذي يعتبره الكثير من مسئولي الأمن الإسرائيليين شديد الانتقاد لسياساتهم في الضفة الغربية.ويسلم الفلسطينيون الذين شهدوا مزيدا من ميل السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل في عهد الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش بإلمام وزيرة الخارجية المقبلة بالقضايا التي كان زوجها بيل كلينتون يتعامل معها خلال ولايتين قضاهما بالبيت الأبيض.وقال نمر حماد مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لن يكون على الفلسطينيين أن يبدأوا معها من الصفر وانه لا يمكن الحكم عليها إلا بعد أن تتولى مهام منصبها.ويرث كل من اوباما وكلينتون نظرة متشائمة تجاه إحراز تقدم نحو تسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولا يتوقع حلفاء واشنطن العرب فجرا جديدا.وقال المحلل السياسي المصري ضياء رشوان إن أي أحد سيكون أفضل من الإدارة الأخيرة لكنه عبر عن اعتقاده بأنه لن يحدث تغيير حقيقي في الشرق الأوسط.وأضاف أن المجموعة المحيطة بأوباما تضم الكثير من الساسة والمحللين الموالين لإسرائيل. وسيركز أي تغيير كبير في السياسة على العراق وربما إيران لكن ليس الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.وتابع رشوان قائلا إن اوباما سيحاول إجراء تغيير كبير في العراق مشيرا إلى وعد الرئيس القادم بسحب القوات في غضون 16 شهرا من توليه مهام منصبه في 20 يناير كانون الثاني وأضاف أن اوباما لن يستطيع إحداث تغييرين كبيرين في نفس المنطقة إذ سيكون هذا انتحارا.وفي السعودية يخفف موقف كلينتون المتشدد من إيران من حدة التشاؤم تجاه حماسها المؤيد لإسرائيل إذ أثار صعود طهران كقوة شيعية إقليمية بمساعدة الحربين اللتين قادهما بوش في العراق وأفغانستان قلق المملكة التي يحكمها السنة.وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل ان منهج الصقور الذي تتبعه تجاه إيران سيكون مرحبا به ومختلفا عن غرائز الحمائم التي يتسم بها اوباما. وأضاف أنها فيما يبدو ستكون وزيرة خارجية قوية وقال انه لا يعتقد أن السوريين والإيرانيين سيعجبهم هذا.وتحرص سوريا على أن تطلق الولايات المتحدة محادثات السلام المتعثرة مع إسرائيل لكن دبلوماسيا على اتصال بمسؤولين سوريين قال إنهم حذرون بشأن احتمالات حدوث وفاق.وقال الدبلوماسي «انهم مدركون أنها كانت أكثر صرامة تجاه سوريا من اوباما أثناء الحملة وأن اوباما نفسه ربما يواصل اتخاذ موقف متشدد من سوريا.»وقال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري الأسبوع الماضي إن دمشق تشعر» بتفاؤل محدود» تجاه الإدارة الجديدة.وتابع قائلا لمسؤولي حزب البعث إن المقربين من اوباما يقولون انه يريد حوارا مع سوريا وهو أمر مهم.ويتوقع البعض في سوريا أن أداء كلينتون سيفوق أداء سابقتها كوندوليزا رايس على الأقل.ويرى المعلق السياسي ثابت سالم أن تركة زوجها في المنطقة جيدة نسبيا وأنها على دراية بالصراعات بشكل أفضل من رايس وقال إن الكلمة الأساسية في هذا الموقف هي «نسبيا».ويقول بعض المحللين أن إيران التي تحدت جهود العالم للحد من أهدافها النووية وتمثل تحديا دبلوماسيا هائلا هي فرصة كبيرة لفريق اوباما وكلينتون.لكن بعد نحو 30 عاما من العداء المحتدم بين الدولتين سيكون من الصعوبة بمكان التوصل إلى تسوية جديدة.وقال محمد ماراندي رئيس قسم دراسات أمريكا الشمالية بجامعة طهران انه يعتقد أن السياسة الأمريكية بحكم الظروف ستضطر إلى أن تضع في اعتبارها تغير ميزان القوى في المنطقة.وأضاف «الولايات المتحدة في موقف أضعف كثيرا بحيث لا يسمح لها بالتنمر على الناس في المنطقة.»واستطرد ماراندي قائلا إن ترشيحات اوباما بما فيها ترشيح كلينتون إلى جانب ترشيح رام ايمانويل الموالي لإسرائيل بدرجة مساوية لمنصب رئيس فريق العاملين بالبيت الأبيض لا تشجع إيران.وقال «التغيير الذي نسمع عنه لم يتحقق. ومسألة أن المحافظين الجدد سعداء باختيار (كلينتون) تبوح بكل شيء. إدارة كلينتون لم تكن شديدة التقدمية على الإطلاق.»