نص
محمد حسين بيحاني جميع الأنوار خافتة من حوله .. تحسس جسده.. نفخ في الهواء ونظر إلى السماء . وبحديث الحوار مع الروح والنفس الذي يلامس ويعانق العقل والقلب والمحملة بالشجن الصادرة من معجم .. من مشاش النفس والروح .. من ألف المحبة .. من قواميس لا يعرفها إلا هو وحده ولا أحد سواه .- هل يمكن للإنسان ألا يرى نفسه إلا في مرآة أو صفحة بحر أو ظل قمر على الأرض ؟ سائلاً نفسه بدهشة !! دقيقتان مزيدة بثلاثين ثانية . في أثناء المدة المشار إليها .كان يتطلع إلى ساعة الحائط المعلقة أمامه ، كما كان في أثناء المدة المشار إليها بين وقت وآخر ، يحول نظره بتقلبات نظرية ، فيتحول ناظراه ويتشاغل بأشياء أخرى ينظر إليها ، كأنما يضع حداً لمباراة العيون .. كان من اللافت أن الشيب قد تسلل إلى رأسه ، والوجه قد ذهب عنه بهاؤه الذي كان فيما مضى من الأيام . نهض في عجالة محدثاً نفسه .. محدثاً روحه وهو يعلن أن الوقت قد أنصرم منه جزء كبير ، ثم تحرك مسرعاً وهو يردد كلمات لم تسمع منها واحدة .