صديق مقرّب منه يؤكد عودته إلى مصر قريباً
القاهرة / متابعات : يدور جدل في مصر حالياً حول حديث الداعية عمرو خالد في الحلقة الثانية من برنامجه «من قصص القرآن» والذي تبثه عدة فضائيات، عن ذبح الفراعنة لليهود الذكور ما يراه بعض المراقبين وكأنه نوع من إثارة التعاطف مع اليهود، فيما يراه آخرون أنه إسقاط سياسي على الوضع الحالي في فلسطين، في وقت تحدثت مصادر أمنية عن انزعاجها من هذه الحلقات. وقالت مصادر رسمية مصرية لـ»العربية.نت» إن إصرار الداعية عمرو خالد على مناقشة قصة «فرعون موسى» ربما يكون له تداعيات أخرى خاصة أن خالد لم يلتزم بما طُلب منه عندما بلّغ بضرورة السفر خارج مصر واختار لندن. وأكدت المصادر الأمنية ان المشكلة تعود الى بدايات هذا العام، عندما بدأ خالد في التجهيز لقصة فرعون موسى ونشر على موقعه الخاص على الانترنت وطلب مشاركة الشباب في وضع المحاور والتعليق على بعضها، وهو ما كان واضحاً فيه أنه يرمي إلى الوضع الراهن وتشجيع فكرة الخروج على الحاكم.[c1] بداية طرح الموضوع[/c]وكان الداعية عمرو خالد قد طرح على موقعه الشخصي مجموعة من الاسئلة في بداية شهر مايو/ايار الماضي عن سيدنا موسى وطالب زوار المنتدى بالتفكير فى تلك الأسئلة ومحاولة إيجاد إجابات لها، وكان من بين الاسئلة التي طرحها أسئلة عادية من نوعية: «فكر معايا، تخيل إجابات لهذه الأسئلة، لن تجدها فى تفسير هى فقط تحتاج منك تشغيل مخ وإعمال الخيال، لماذا كان فرعون يذبح الذكور ويترك الإناث، هل صحيح لمجرد أنه رأى حلماً أن غلاماً من بنى إسرائيل سيأخذ ملكه؟ هل هذا سبب كافٍ أم تعتقد أن هناك أسباباً أخرى؟ وما فى رأيك الأهداف الأساسية لرسالة موسى؟ هل هي إنقاذ بني إسرائيل أم دعوة فرعون للإيمان أم ماذا؟وأسئلة شائكة مثل: «وأين المصريون في دعوة موسى ولماذا لم يقم بدعوتهم؟ وتخيل معي شخصية امرأة فرعون: ترى أكانت شخصية قوية أم ضعيفة، مسيطرة أم مغلوبة على أمرها؟ ما هي في رأيك حكمة الله في أن يتربى موسى في قصر فرعون؟». وجاءت ردود القراء صادمة؛ حيث ربطت بين وقت إثارة قصة «فرعون موسى» والظروف السياسية الراهنة، والدعوة للوقوف في وجه الحاكم الظالم والخروج عليه ومقاومته. وكانت التعليقات والافكار المطروحة حسب تصريحات مصادر أمنية «العربية.نت» سبباً في قيام أحد ضباط أمن الدولة بكتابة تقرير عنه وعن نشاطه بداية من برنامج «إنسان» الذي يتحدث عن القرى الفقرة، والذي حذر التقرير من أنه قد يضرب مشروع «الألف قرية» الذي يتبناه جمال مبارك، ونهاية بقصة سيدنا موسى، مروراً بمشروع «مجددون»، وتم رفع التقرير الذي حمل رقم 314 لسنة 2009 الى وزير الداخلية وسافر بعدها خالد الى لندن بعد أن طلب منه أن يخفف من بعض ما يقول ويفعل، وهو ما حاول الالتزام به في البداية الا أنه لم يلتزم به في البرنامج. [c1] عودته إلى مصر[/c]من جهته قال الدكتور محمد فتحي، وهو صحافي ومدرس مساعد للإعلام وأحد المقربين من عمرو خالد، لـ»العربية.نت» إنه «لم يحدث أي اتفاق مع الداخلية بشأن ما يقال وما لا يقال.. وإن عمرو سيعود الى مصر في عيد الفطر المبارك، حيث إنه موجود حالياً في السعودية لاداء فريضة العمرة وسيتوجه بعد اسبوع من الان الى دولة الامارات للمشاركة في المسابقة العالمية للقرآن الكريم وعقب عودته الى مصر سيستأنف برنامج مجددون الذي توقف». وأكد فتحي أن البرنامج في الاساس يهاجم الممارسات الاسرائيلية، وهو ما سيتأكد منه الناس في الحلقات القادمة، وبينها الحلقة التي تتحدث عن المسجد الاقصى وأنهم ليس لهم حق فيه، وحلقة أخرى تتحدث عن كيف تسربوا الى الاراضي العربية، وهي حلقات ستكون مفاجأة للجميع من حيث الابهار والتقنيات الموجودة والتي تعتبر نقله في البرامج الدينية، والتي حققت في أول ثلاثة أيام من عرضها أعلى نسب مشاهدة. أما ما يتعلق بالاسقاطات السياسية الموجودة في الحلقات على الوضع الراهن قال فتحي ان البرنامج لا علاقة له بالاحداث الراهنة، فالقصة ذكرها القرآن الكريم وتروي قصة سيدنا موسى كقائد صنعه الله لمواجهة الظلم.ورغم ظهور خالد في بعض البرامج الفضائية لنفي المعلومات التي تتحدث عن طلب الامن مغادرته مصر الا أن مواجهات جمعته مع الصحافيين، خاصة تلك التي جمعته مع رئيس تحرير جريدة المصري اليوم مجدي الجلاد، كشفت ما يتعرض له خالد من ضغوط.وقال الجلاد «فليحلني خالد من الوعد الذي قطعته على نفسي لكشف السر الذي لا يعرفة أحد سوانا، ولو سمح لي الداعية الآن أن أسرد وأكشف هذا السر وأن يحلني من عهدي ووعدي سوف أذكره كاملاً لحسم الأمر»، وهو ما جعل الداعية يتدخل ثانية في الحوار ويقول: «أرجوك.. أرجوك.. أرجوك يا أستاذ مجدى.. أنا أنزع الآن فتيل أزمة فساعدني». وأضاف الجلاد أن ما قاله عمرو خالد من أن الربط السياسي بين قصة سيدنا موسى والأوضاع الراهنة مجرد «بهارات صحافية» غير صحيح، وربما نسي عمرو أو تجاهل أن ما نشرته جريدة المصري اليوم كان مستمداً أيضاً من موقعه الإلكتروني الشخصي والذي فجّر هذه القضية، حيث طرح عمرو موضوع «سيدنا موسى» للنقاش في صيغة أسئلة حوارية وربطت بعض الردود بين هذه القصة والأوضاع التي نعيشها الآن، وهو ما تسبب في حدوث حالة قلق في دوائر رسمية بالدولة من عرض هذه الحلقات.