عميد شعراء الدحيف ..أبوبكر باسحيم
محمد بن ناصر العولقي :ان شعر ابي بكر باسحيم في هذه المرحلة (مرحلة عودته الى البحر مرغماً) قد اصبح ازهى واجمل واعمق حيث ينتقل الشاعر من استخدام لغة الخطابية والمباشرة والتصفيق العفوي التي ميزت شعره في مرحلة العفوية الثورية السابقة كما راينا الى فضاءات الرمزية بما تقتضيه هذه الانتقالة من استخدام لغة الايماء والرمز وماتشتمل عليه من عمق وحكمة وفطنة واشراق، وجاء الحزن والتذمر لينسج هذا الشعر بالنسيج الحقيقي للابداع الناتج عن المعاناة وينفحه بنكهة المشترك الوجداني للانا الجمعية ، وبغض النظر عما اذا كان المرء متفقاً مع رؤية الشاعر او مختلفاً معه في بعض التفاصيل الا انه لايملك الا ان يتعاطف معه، ويشعر به وبانينه خصوصاً ان شعره جاء مستوفياً شروط الجمال والروعة والابداع والحذق.. فانظر اليه كيف اصبح يعبر عن تذمره من الوضع الكائن سياسياً حينذاك وحنينه الى ايامه الاولى التي انتهت برحيل رمزه الثوري في يونيو 1978م.ورى الليلة الدنيا عليها ضباب [c1] *** [/c]وابليس لاقلت كلمة شلها من لساني ولاسرت في الدحقة سفاني تراب[c1] *** [/c]مغمض العين لاراحد ولاحد يراني وشمس المغيضة محتفي في السحاب[c1] *** [/c]كم لي ترجاش ياشمس المغيضة تباني كتب لي التعاسة والشقا والعذاب[c1] *** [/c]ونا اسعد الناس زين الخلق زاكي المعانيشجعوني على السرقة ويد الطلاب [c1] *** [/c]ماكان ذه عادتي ولاصفات اليمانيبعدما راح معصور الطرف والشناب [c1] *** [/c]غذاي بالرطل وانا كنت درج جوانيوقد فرضت عليه ظروف المرحلة الجديدة ان يتكلم بالرمز حيث كانت السلطة لاتسمح ولا تتسامح مع أي صوت معارض او منتقد، ولكنه الرمز الذي يشيع في داخل المتلقي معرفة مضاعفة ويوسع مساحة الوعي والاحساس بانين الشاعر وهمه ومعاناته التي هي في كثير من الاحيان مشتركة بطريقة او بأخرى مع هم ومعاناة المجموع:والمنيحة علينا قد كلوها الذياب[c1] *** [/c]والراعية عامدة المعزوب تلعب هدانيياكريم العطاء تفتح لنا مية باب[c1] *** [/c]بافك بابي وبسمع صاحبي لا دعانيعادلي قلب ينبض من نبيض الشباب[c1] *** [/c]حتى ولا الشيب داهمني وداهم مكانيوهكذا يستمر متذمراً محبطاً ساخطاً من انقلاب الزمن ، وجفوة الواقع الذي اصبح يرفضه بعد ان كان الرمز عنصراً فعالاً من عناصر بنائه وتشييده، ويستخدم في هذا الرفض حذاقته الشعرية التي كان من ابرز دعائمها فيقول في قصيدة ( عنبرية) موظفاً اسم حارته السكنية (كود عنبر) معادلاً رمزياً للوطن او بالاصح الشطر الذي كان يسمى وطناً حينذآك:زوجوا " العنبرية" زوج ماترغبه[c1] *** [/c]هل باتكون العلاقة بينهم مستطيبةوذي ماتحب الزوج باتتعبه[c1] *** [/c]ون جاب ماجاب ماشي تبصره ذي يجيبهزوج ماحد سبق حبه ولأجربه[c1] *** [/c]وقام بوها يزوجها جعل له مصيبةخطروها بيضة ليلة المحجبة[c1] *** [/c]كوى لبن عمها وكبشها في الزريبةلامقطر ولايدات متخضبة[c1] *** [/c]وثوب لاعطر له يروح ولاشم طيبهوفي قصيدة "نصيحة" يقول مستخدماً نفس الرمز:روحوا " العنبرية" خازية مستليم[c1] *** [/c]مترددة من زواجه " باخرش" مستحيهقلت: يازوج هذا من طباع الحريم[c1] *** [/c]اصبر عليها وخليك الاذى والاذية قال : سوت .. وسوت قلت : ولدة غشيم[c1] *** [/c]ماسوته يعتبر في الغشم ماهوه خطيةون تبالك نصيحه صدق من باسحيم[c1] *** [/c]حسن سلوكك مع ام البنت والكوبريةقال: باشاور العاصي وعبدالكريم[c1] *** [/c]قلت: ذولا معك ساعة وساعة معيهقال: والحل؟ قلت: الحل اعمد فهيم[c1] *** [/c]هذي نصيحة وناوش همني وش عليهكما يقول ايضاً في قصيدة " بنت بوعنبر" في نفس السياق:مريضة بنت بوعنبر ومعدية[c1] *** [/c]وهذا الملف يحمل لها تقريركواها المصعبي كية ورا كية[c1] *** [/c]ولكنه فشل في الكي والتجبيروكل ماحين قالت آح ذا بيه[c1] *** [/c]تعبتوها عسى لاصار فيكم خيرومن بعد الفشل قالوا الحراميه[c1] *** [/c]بها سيد سقاها المحو والتسحيروهية للآن لأميت ولاحيه[c1] *** [/c]وذه ليام في الانعاش والتخديرونابيدي الدواء لو يسمحوا ليه[c1] *** [/c]ويعطوني امان الله في التعبيرلقد اختار الباسحيم الرمز المناسب تماماً لايصال مايريد التعبير عنه من موقف الى الناس في قصائد مرحلته الثانية هذه المعجونة بالتذمر والسخط والحزن، فهو لم يستخدم المرأة بالمطلق رمزاً كما جرت العادة عند الشعراء غيره بل خص وحدد وكان مبدعاً ومتميزاً في هذا التخصيص والتحديد، فعندما يكون قاصداً بالمرأة " الوطن" يختار لها صفة الشباب كما يختار لها انتماء قريباً منه، فيجعلها " عنبرية" نسبة الى حارته السكنية" كود عنبر" بشقرة وهي محاذية تماماً لساحل بحر العرب كما تحاذي المحافظات الست التي كان الوطن حينها يتكون منها ساحل ذلك البحر من عدن الى لمهرة، كما يجعلها مثلما رأينا أما" مكرهة على الزواج او " مريضة" بينما يختار لنفسه صفة " ابن العم" الجاهز للزواج منها:خطروها بيضة ليلة المحجبة[c1] *** [/c]كوى لبن عمها وكبشها في الزريبةاو صفة القادر على علاج وجعها لو منح الفرصة:ونابيدي الدواء لو يسمحوا ليه[c1] *** [/c] ويعطوني امان الله في التعبيرويريد الشاعر بهذا الاختيار المجازي الرمزي الايحاء للمتلقي بان الوطن قد اصبح في وضعه السائد منذ ذلك الحين يعيش تحت وطأة اللاشرعية والفشل رغم شبابه...اما عندما يريد الشاعر استخدام رمز المرأة قاصداً بها السلطة أو قوى النفوذ المسيطرة فإنه يبقي للرمز صفة الشباب ولكنه يختار له اسماً بعيداً عنه فمرة يختار الكنية " بنت سالم" عام 1989م:ومرة اخرى يختار اسم " سميرة " 1978م:مريضة بنت سالم والمرض مزمن[c1] *** [/c]تنصفها وخلاها كما المشلولزقر من حيث مايوجع ومايحسن[c1] *** [/c]عليها عرقل السيرة ونطق القولحد عشر عام تتوجع وتتونون[c1] *** [/c]ولاتختر تداركها ولامسئولوايضاً:ياسميرة مكانش ماسكة بوحجر[c1] *** [/c]وناذقة بابننا مولى البداة النويرةلومتش ياسميرة لومتش في عمر[c1] *** [/c]ي امس حبش وشل الحالية والمريرةوكذلك:ياسميرة ثيابش بال فيها البسم[c1] *** [/c]ماشي معش خير من بعدالبسم ياسميرةوجسمش نحل والرأس كله ورم[c1] *** [/c]وحالتش حال وانت في الحياة الضريرةوبعد المربى اكلوش الكدم[c1] *** [/c]وبقل كله مشوك من طراف المطيرةوين ذاك الصبا والوجه ذي هوه زخم[c1] *** [/c]واثوب ذي يرتوح من عنبرش لامسيرةويريد الشاعر ان يوحي بهذا الترميز للسلطة انها غير ذات انتماء لهذه الارض وبالتالي فهي منقطعة الجذور عن المجتمع الذي تحكمه ومشلولة ومشؤومة وغذاره وملطخة بالنجاسة والسوء..اما عندما يكون قاصداً برمز المرأة القوى الخارجية الدخلية والاستعمارية، فإنه يختار لهذه المرأة/ الرمز صفة العجوز النحس الطامعة دون ان يعين لها اسماً محدداً على اعتبار تنوع طبيعة التدخل والاستعمار مع انه يقصد بالتحديد الاستعمار البريطاني ثم ماتلاه من تدخل سوفيتي في جنوب اليمن كما في قصيدة " ضاق بي الحال" 1980م:فرحنا بذي شلت براضيلها[c1] *** [/c]لكنها جات ثاني يوم عودة دخيلةوحلت وسوت ذي يحامي لها [c1] *** [/c]وتمسكت في سلب حمة وشيخ القبيلةبعدها الارض مابانت محاصيلها[c1] *** [/c]مسمع بجلجل ولابيني الرعية تكيله والمراكب قبالي صبحها ليلها [c1] *** [/c]ماعادخلت لنا حتى خصار العويلةكلما جيت بذلحها وباكيلها[c1] *** [/c]خايف يقع حد من اصحابي معاها وكيلهواختياره لهذا الترميز والوصف للايحاء ببشاعة وقبح القوتين الدخيلتين خصوصاً الثانية " السوفيتيه" التي لم تبق شيئاً فضلاً عن انها قد استطاعت ان تحمي تدخلها وسيطرتها بمن كان يفترض منهم ان يكونوا اول من يتصدى للتدخل والسيطرة واكثر الناس عنية بالدفاع عن السيادة وخيرات الارض (( اقصد السلطة الوطنية التي حكمت البلاد بعد الاستقلال)).ولكن الشاعر باسحيم رغم هذا الاحباط والحزن والتذمر الواضح الذي خيم على شعره في مرحلة عودته الى البحر والذي استخدم الرمز للتعبير عنه في شعره السياسي خاصة لم يتغير شغفه وحبه وتشبثه بالوكن وتربته وناسه الحقيقيين بل وقضاياه الكبرى والايجابية وبقي وفياً ومحباً ومخلصاً لهذا الشغف والحب متغنياً به بفرح واصرار ويرفض مقايضته باي شيء مهما غلا ومهما نفس، فارتباطه بالوطن التربة والبحر وتشبثه بهما يتوضح في موقف من الهجرة / الفراق/ الهروب/ الثراء كما في قوله:وقتي الزين وايام الصبا قد رحل[c1] *** [/c]وعند ( لصحاب) مالي رونقه واعتمادييرجموني يبوني سير خلي المحل[c1] *** [/c]ونا مولع بهذي الارض شعباً ووادي بابلادي ولو كل من حجار الجبل[c1] *** [/c]واشرب من البحر مابافارقش يابلادي عادني من بلادي مادخلني الملل[c1] *** [/c]وعادني عيش رغم الفقر راضي وهاديوان أعطوني السعودية وأربع دول[c1] *** [/c]ماهي بعيني كما شقرة وقاسم عباديوكذلك قوله في قصيدة " بشراك بالسعد" عام 1981م:قالوا الناس هاجر شل متاعك وشد[c1] *** [/c]حيث الملايين ذي يتبادلوها التجارةلاقد السعد في المهجر جعل لي الرمد[c1] *** [/c]في العين لارا السعودية ولارا الامارةبأكل الحيد بشرب بحر مالح مدد[c1] *** [/c]خير من شخص في الغربة قليل اعتبارهايش باجيب لاهاجرت اربع بند[c1] *** [/c]اوعشرة الآلف اوبابور جيبه كتارةعشت صياد شاركت النجر والحدد[c1] *** [/c]نهار طارت من جبال القطيبي شرارةوقوله كذلك في قصيدة ( الزمان العفن) عام 1983م:لمن بشكتي حالي وسري لمن[c1] *** [/c]يمين بالله متنازل شبر عن سؤاليوباسايرك ياذا الزمان العفن[c1] *** [/c]اما انا بدلك وإلا تحصل بداليوتصعب على الجيرة وفرق الوطن[c1] *** [/c]وإلا عزمت السفر مع طوال الدقالياما الناس الحقيقيون لديه .. الأهل والأصحاب والبسطاء ورفاق الموقف فان ارتباطه وتشبثه بهم يتوضح دائماً في التحيات الاستهلالية التي يبدأ بها مساجلاته الشعرية وكذا في شعره الاجتماعي الحكيم الذي باريج المحبة والاحتفاء باصدقاء وجدانه ومريدية ومن مثل هذا قوله:ان قلت مخصوص خايف كل كلمة تلانيسلامي يعم الناس ماخص حد[c1] *** [/c]بتوسله لاسقط دربي عليه ركانيذاصهيري وذا مني ولي في البلد[c1] *** [/c]وبيح له سر حالي من صروف ألزمانيوذا خزنة اسراري عليه اعتمد [c1] *** [/c]سند.. سند مايباشي وذا لي سند يابخت من له سند[c1] *** [/c]القاع حتى يلانيوذا لابرق بارق وراعد رعد[c1] *** [/c]ابتاليها والبقر يصبح بها لامكانيسرى الليل بادخن بعنبر وند[c1] *** [/c]ذي حبهم حد في اليسرى وحد في يمانيوقوله كذلك:سلامي بكاذيها مع فلها[c1] *** [/c]لهل العنية ولاشي عندهم شيخ حارةجيت بالحبر والدنيا لمن شلها[c1] *** [/c]ماحد مروح من الدنيا سوى ثوب كارةجبركم خير ليه من عدن كلها[c1] *** [/c]ومن المعلا وذي فيها السكك والتجارة عادكم وسط قلبي حل من حلها[c1] *** [/c]وذكركم في لساني ليل والا نهارهوالمحبة الصحيحة باينه في أهلها[c1] *** [/c]ماناكما البعض يا احمد ذي يحبوا فجارةكما يتوضح موقفه المتفاعل مع قضايا الوطن في أشعاره التي قالها في مناسبات وطنية مبهجة للوطن مثل" الاستفتاء على الدستور الوحدوي":-نعم قولها سبعين مرة نعم[c1] *** [/c]بدون تكليف دعني قولها باختيارينعم للشرائع والخلق والقيم[c1] *** [/c]ذي في انتظاره سنة كامل وهوه في انتظارينعم ايها الدستور هذا القلم[c1] *** [/c]وقعت باسمي وباسم اهلي وبيتي وجاريقسم من يحرف فيك كلمة قسم[c1] *** [/c]لشعل شرارة وخلي الكل يشعل بناريوكذا موقفه واستبشاره بخروج النفط لاول مرة في اليمن:-بشروا بنت " بوعنبر" بأول ولد[c1] *** [/c]كم لي وكم للزمن من امة ونا في انتظارهدخوله دخول الخير لهل البلد[c1] *** [/c]هوه بايقوم العمل وبايشيد العمارةمحرم علينا النوم ليلة ولد [c1] *** [/c]كله تكلم وحتى البيت كلم جدارهياسعيدة ومن ساير سعيدة سعد[c1] *** [/c]بشراك بالسعد والجرح التحم بالبحارةياحلى سوي العصفر وسوي الهرد[c1] *** [/c]وتكحلي عوضيني بالتعب والخسارةوكذلك مناسبات وكنية واجتماعية اخرى ظل وجدان الباسحيم متفاعلاً معها رغم حالة الانين والتذمر والاحباط التي اتسمت بها مرحلته الشعرية الثانية هذه مما يعطي الدلالة بان انتقال شعره من العفوية الثورية المشبعة بالحماس والخطابية الى فضاءات الرمزية المحتشدة بالسخط والنقد القاسي لم يكن يعني ابداً بالنسبة للشاعر الباسحيم الانسحاب من افراح وقضايا وعبق الوطن وناسه الحقيقيين بل كان موقفاً فنياً وسياسياً موجهاً مباشرة ضد سلطة الوضع المستجد وتعبيراً عن الذات الحالمة التي شعرت بالصدمة الوجدانية منذ يونيو 1978م هذه الذات التي هي ذات الباسحيم اولاً ثم ذات المجتمع بشكل عام ثانياً..وكما شع هذا الشعر بالحزن واشرق بالرمزية فانه قد امتاز ايضاً بانسيابية وروعة عباراته وقوة السبك واجادة توظيف تعبيرات البيئة الشعبية الساخرة لتصوير الواقع المادي والوجداني الذي اراد الشاعر نقده والتبرم منه كما متاز بجمال الاستعارة وسحر الاسلوب البياني بشكل عام والغنائية وحذق الصياغة الشعرية وعمق المعنى وترصيعه بالحكمة إضافة الى اعتماده على اللفظة الرشيقة الموحية ذات الدلالة النفسية والوجدانية المكثفة والرونق البنائي الزاهي..ان شعر الشاعر الكبير ابي بكر باسحيم في هذه المرحلة ( مرحلة عودته الى البحر) يصلح لان يكون اختزالاً فنياً وجمالياً لصورة الابداع الشعري الشعبي الحقيقي في اليمن، وعلى وجه الخصوص الشعر الشعبي الموضوعي في المرحلة التاريخية التي يعاصرها تماماً كما قد كان شعر مرحلة العنفوان والعفوية الثورية صالحاً لان يكون اختزلاً فنياً وجمالياً لصورة تلك المرحلة السابقة التي تناولناها سابقاً ولعلي لهذا السبب بعينه ركزت التناول/ الاستعراض الذي يشارف نهايته على تتبع شعره الموضوعي الذي كان بالفعل مميزاً ومرتبطاً مباشرة بحياته كما هو في نفس الوقت مرتبط بحياة الوطن ويمثل كذلك الصوت العالي والطاغي على ماسواه في تجربته الشعرية وموروثة الابداعي من دون ان يعني ذلك ان الباسحيم لم يبرع في مواضيع شعره الاخرى والغزل ابرزها اذ ان للباسحيم قصائد كثيرة رائعة في هذا الموضوع سيجدها القارئ في ديوانه ( حارس الجنة) الصادر عن اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين في العام الماضي الذي سيجد فيه القارئ صورة مثلى للابداع والادب الشعبي اليمني.واخيراً اسال الله التوفيق واتضرع اليه كي يمن على الشاعر الكبير المبدع الفنان ابي بكر باسحيم بالشفاء من مرضه ويعينه على هذا الزمن الماكر الذي اصبح المبدع الحقيقي فيه رهين المحبسين: المرض وتجاهل اولي الامر...!! واختم هذه الاطلالة بقول الشاعر الباسحيم الذي يرثى فيه حالته اليوم:من بصرني من الحبان جنب وحد[c1] *** [/c]مالي ارى الوقت عياب والخلان قدهم شوانيفزع الناس وجهي بالتعب والنكد[c1] *** [/c]لاسابني الموت للعيش ماخليتني يازمانيياسقى يوم كان الوجه كاذي وند[c1] *** [/c]معدوم في السوق كله يدور لي وكله يباني[c1]* مصادر ومراجع الموضوع:[/c]1-الدندنات والبحر.. كتابات في التراث الشعبي: محمد بن ناصر العولقي،إصدار اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ومركز عبادي للنشر صنعا..2-شعر دان الدحيف.. تراث مدينة شقرة : كتيب من إصدار منتدى شقرة الثقافي 2003م.3-من رياض القمندان.. كتيب مسحوب على آلة الاستنسل إصدار مكتب الثقافة وفرع اتحاد الأدباء في أبين بمناسبة مهرجان القمندان.4-حارس الجنة: ديوان شعر للشاعر أبي بكر باسحيم إصدار اتحاد الأدباء ومركز عبادي صنعاء 2004م.5-رواه شعبيون ، وشعراء دحيف من أبين منهم: احمد عبادي، محسن باعديل، احمد ناصر جابر وآخرون.