محمية الحسوة البيئية..نشاط ملموس وطموح يصطدم ببعض الصعوبات
مجموعات من الاشجار النادرة في المحمية
استطلاع/محمد فؤاد ــــــ تصوير/محمد عوضرغم عمرها القصير الذي لايتجاوز بضعة أشهر استطاعت محمية الحسوة البيئية تحقيق الكثير من العمل في وقت قياسي يحسب لها رغم شحة الإمكانيات المتواضعة التي تمتلكها الجمعية ولكن حب البيئة والحفاظ عليها كان احد أهم أولويات الجمعية التي سعت لتحقيقها وترجمتها على أرض الواقع .. [c1]لمحة موجزة عن المحمية والخدمات التي تقدمها[/c]تأسست اللجنة التحضيرية لمحمية الحسوة في يونيو 2006م وأشهرت رسمياً في 12 ابريل 2007م وأهم الأهداف هي:- تحقيق التوازن البيئي من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة في المحمية بما يلبي متطلبات المجتمع المستفيد من المحمية وضمان استدامة هذه الموارد وعدم نضوبها.- الحفاظ على التنوع الحيوي السائد في المحمية وتطويره وكذا على الموروث التقليدي.- رفع مستوى الوعي البيئي لدى أعضاء الجمعية والمجتمع بشكل عام وتكوين مثال يحتذي به في كيفية الاستفادة من محميات الأراضي الرطبة والحفاظ عليها واستخدامها في التوعية والإرشاد والبحث العلمي.- رفع مستوى دخل المجتمع المستفيد من محمية الحسوه من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة البيئية الزراعية وزراعة الأصناف المهددة بخطر الانقراض.[c1]تحقيق إدارة مستدامة في محمية الحسوة البيئية[/c]منذ إعلان المحمية نسعى إلى إدارة المحمية الإدارة المستدامة والحفاظ عليها وتنفيذ مختلف الأنشطة من خلال أعضاء الجمعية وبتمويل من الجهات المانحة المختلفة في برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية SNRMP الممول من قبل UNDP وإشراف الهيئة العامة لحماية البيئة ومحافظ محافظة عدن شخصياً بصفته مديراً للمحميات في المحافظة الذي صراحة يوفر لنا كافة التسهيلات المتعلقة بتطوير المحمية علماً بأن له الفضل الأول في إشهار الجمعية.
سرب من الطيور المهاجرة تستعد للهبوط بالمستنقع
[c1] المشاريع التي تم تنفيذها في المحمية [/c]هناك العديد من المشاريع متمثلة بتهيئة المحمية للسياحة البيئية والعمل على إنشاء مشتل لإكثار النباتات المهددة بالانقراض وذات الأهمية البيئية والاقتصادية إضافة إلى موقف لعمل السيارات والعديد من الأعمال التي تنفذ إلى يومنا هذا والتي يجري تنفيذها بحسب خطة إدارية تم وضع آليتها بمشاركة المجتمع المستفيد من المحمية والذين هم أعضاء في الجمعية.[c1]محمية الحسوه و تنوعها البيئي وعلاقاتها[/c]المحمية تشكل موئلاً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية التي بحاجة إلى حماية وهناك العديد من النباتات والأعشاب النادرة التي تتميز بها المحمية وهي بحاجة إلى حماية أيضا في إطار الاستغلال الأمثل والعقلاني للموارد الطبيعية والعمل على خلق فرص عمل دون الإضرار بالبيئة الطبيعية للمحمية.وتوجد لدى الجمعية علاقة جيدة بالهيئات الحكومية ممثلة بمحافظ المحافظة ولجنة تسيير المحميات في المحافظة وكذا المجلس المحلي والمؤسسات الحكومية وجميع الأطراف تسعى إلى تسهيل وتذليل أي صعوبات تواجه المحمية خصوصاً وهي حديثة الولادة.[c1]الصعوبات والعوائق التي تحد من نشاط الجمعية [/c]أهم الصعوبات تتلخص في زيادة أو رفع مستوى المجتمع المستفيد من المحمية بشكل خاص وهذا ما نتوقع تجاوزه بالتنسيق مع برنامج الإدارة المستدامة كونه ضمن خطة إدارة البرنامج للفترة القادمة.[c1]الشكر للأخ المحافظ ومدير الأمن [/c]إلى يومنا هذا لم نتلق أي دعم من أي جهة كانت من القطاع الخاص باستثناء الدعم الذي يقدمه محافظ محافظة عدن وهو توظيف اثنين من أعضاء الجمعية إضافة إلى وعده لنا بإدخال الكهرباء والمياه وسفلتة الطريق إلى المحمية وكذا ماوعدنا به مدير الأمن في المحافظة وهو توفير خيول في المحمية لغرض السياحة البيئية وبهذه المناسبة نوجه الشكر للأخ المحافظ ومدير الأمن على اتصالاتهم الدائمة بنا وكذا تذليلهم كافة الصعوبات التي نواجهها.كما نوجه شكرنا إلى سعادة الأستاذ عبدالرحمن الارياني وزير المياه والبيئة وكذا الأستاذ محمود شيدوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة لمتابعتهم ودعمهم المستمر لأنشطة المحمية. وخلال جولتنا الممتعة بين أروقة الحشائش والنباتات والأشجار الباسقة والمتطاولة في البنيان لم تتوقف أيدي مصورنا الجسور في الكف عن التقاط الصور من جميع الزوايا والأحجام لما رأته أعيننا وسلب عقولنا لسحر الطبيعة والروائح الفواحة المنبعثه من أريج وعبير الزهور الندية وبساتين الفل والياسمين المتدلاة من فوق هاماتنا وكنا نستمع لنسمات الهواء العليل التي مافتئت تدغدغ وجنات وجوهنا بالفعل هي جنه موجودة أمام أعيننا ونحن للأسف لانذهب ونشبع أنظارنا بجمالها الاخاد والمتمثل برقرقة المياه الجارية والحشائش من كلا الجانبين، لوحة ابدع الرحمن في رسم خطوطها .
زوج من الحمير البرية يرعون بالاراضي الرطبة
وكنا نرى الأخضر يحتضن اليابس والسماء تشهد على ذلك ولونت الطيور بأجنحتها المزخرفة سماء المكان كأنها مجاميع من البشر تحتفي بعرس كرنفالي تشهده تلك البقعة الواقعة بين كفتي مدينة عدن الساحرة .وأتناء جولتنا الممتعة لمحنا وبالصدفة الأخ جميل القدسي مدير مركز البيئة بمحافظة عدن فتحدث لنا قائلا « إن هذا اليوم الموافق 22ابريل والذي يصادف اليوم العالمي للأرض كذكرى يقف فيها سكان الأرض ليتذكروا ما ألت إليه البيئة نتيجة تدخلات يد الإنسان وما يجب أن يعمل جراء بعض الأوضاع السيئة التي تعاني منها بعض الأنظمة البيئية، كما إن هذا اليوم أيضا يصادف الذكرى الثانية لتأسيس مركز التوعية البيئية وبهاتين المناسبتين نتمنى من الجميع المساهمة مع المركز في نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع على اختلاف شرائحهم» .كما التقينا بالأخ احمد هاشم وهو يعمل متعاقدا بمنطقة الحسوة الطبيعية ((من اليوم الأول من تأسيس المحمية بدء الدخل والإقبال يزداد من قبل الاخوة المواطنين والسياح بشكل غير عادي ، وبالنسبة للخدمة التي نقدمها تتمثل بعملية الإرشاد والتوجيه للاخوة الزوار ونقوم بعمل جولة من خلال شرح لأنواع الطيور والكائنات المختلفة الموجودة بالمحمية وأهمية الأشجار والغطاء النباتي والمناطق الرطبة لإمكانية تواجدها فيها.وقال( يجب تحسين المنطقة والاهتمام بها من قبل القيادة السياسية بالمحافظة وقد بدلنا كافة طاقاتنا وقمنا بناء ملاعب للأطفال مصنوعة من جذوع النخيل والحبال المحلية والصديقة للبيئة إلى جانب الخدمات الصحية والاستراحات ليقضي الاخوة الزوار راحتهم فيها).وهناك مشاريع قادمة متمثلة ببناء البوفيهات والمطاعم السياحية وأضاف أن الجهة الداعمة للمحمية والمشرفة عليها هي الإدارة المستدامة ومجلس حماية البيئة بالمحافظة.وأشار إلى أن الموارد الطبيعية هي التي دعمت المنطقة والمحمية لتوصيلها لهذا المستوى .وهناك زيارات مستمرة من قبل الأخ المحافظ للمحمية ويتابع بصورة جادة لتطوير المحمية لكي تصل للمستوى النموذجي مما قد تشكله من رافد سياحي حيوي في المستقبل القريب.