صباح الخير
لا يخيل على اي لبيب ووطني انها الوحدة ،وحدة الوطن والمصير ،وحدة التراب الوطني ،وحدة الشعب والقيادة، وحدة الاخوة ووحدة الهدف لأنه عبر العصور لا تنهض الامم ولا تزدهر وتتقدم الدول ولا تقوم الحضارات الا بالوحدة والامثلة كثيرة في التاريخ ولا يخفى على كل وطني حريص على وطنه وشعبه. لكني استذكر واياكم مثالا واحدا وهو عندما كنا قبائل ممزقة ومتناحرة تغزو بعضها البعض وتنهب بعضها البعض جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخالدة وهدانا الله للاسلام فتوحدت هذه القبائل واقامت امبراطورية مترامية الاطراف اساسها العدل والمساواة والتسامح . لاشك في ان تجربة الوحدة بين شطري الوطن الحبيب مرت بأزمات وعوائق ومشكلات كثيرة يتحمل تبعياتها كل فرد من ابناء الوطن الغالي وانعكست آثارها السلبية على مختلف جوانب حياتنا ولكن الوحدة اغلى واعز من ان تتأثر بهذه الازمات والمشاكل وان تكون هذه المشاكل والازمات المدخل لضرب الوحدة وان يستغل الانتهازيون والمنتفعون وتجار التنظير وعلم السفسطة الكلامية ابناء شعبنا الطيب لضرب الوحدة .حرية التعبير والرأي يجب أن تكون مكفولة لكل مواطن ولكن ليس حرية التدمير والتكسير واشعال النيران في الممتلكات العامة والخاصة فهذا ما لا يقبل به شرع ولا دين .إن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها لا تحل بالهدم والتشطير ولكن بالوحدة بين ابناء الوطن الواحد والحرص على البناء والتطوير وسعي كل مواطن الى التقدم والازدهار .فإذا كانت لدى أي فئة من فئات المجتمع مطالب ومظالم فلها كل الحق بإيصالها إلى ذوي الشان واولي الامر بالطرق السلمية والديمقراطية حيث اخترنا الديمقراطية منهاجاً للحياة ونمارس حقنا بالانتخاب من مجلس محلي الى انتخاب رئيس الجمهورية والدستور يكفل لكل فرد حقه في التعبير وابداء الرأى .وإذا كان استشراء الفساد و المحسوبية و الرشوهة و سوء الادارة من اسباب التذمر والشعور بالظلم والمهانة ادى الى خروج فئات من الشعب الى الشارع فهذا لايعني ان نسمح للمتربصين بوحدة الوطن ان يستغلوا هذه الاحداث من اجل مصالحهم و اهدافهم الشخصية الضيقة .انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه و سلم (كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته) فانه يقع على عاتق كل مسؤول في وطننا الحبيب ان يتعامل بحلم و صبر واناة وتفهم لفئات الشعب المظلومة والتي ترى ان لها حقوقاً وواجبات لم تقدم لها من الدوله لسبب او لآخر وان يتعامل بحزم ومسؤلية مع كل مسيئ ومستغل لهذه الاحداث المؤسفة و كل متربص و عابث بوحدة الوطن .وأخيرا أقول حمى الله شعبنا ووحدته .