عبدالقوي الأشول ابتسامة .. كتاب جديد للباحث عبدالواسع بن شيهون ، يأتي هذا الإصدار من سلسلة .. بن شيهون التي أخرجت للقارئ على مدى الأعوام الماضية . في كتابه الجديد وعبر موضوعات متنوعة في كتاب أنيق يحتوى خمسمائة ورقة من الحجم المتوسط حاول أن يصل إلى أكبر شريحة من القراء عبر سلسلة موضوعات تخاطب الجوانب الدينية ، الإنسانية والروحانية في البشر بأسلوب ربما نجح الكاتب من خلاله وعبر لغة حوار خفيفة هادئة رصينة مستنده في معظم الأحيان إلى نصوص قرآنية مدعمه .. نجح في ممارسة حوارية عقلانية مع قارئة معيدة .. إياك إلى فطرته الربانية مذكرة بضعفه البشري الذي لايستدعي معه الغرور أو المكابرة أو تخطى ثوابت القصيدة والحياة تحت أي مسمى كان في حين نجد لأشجان الغربة وديارها الموحشة ، ونوازع الروح التي ترنو إلى أفق الديار مواضع الأحبة والأهل في ربوع الوطن نجد لذلك حيزاً نراه تارة ضمنياً وتارة أخرى مباشراً في شرح متاعب الغربة ومحطات العمر التي تنقضي أجملها بعيداً عن الديار والأهل قدراً لم يجد إزاءه كاتبنا بداً لماذا؟ لان اختيار درب الإيثار والتضحية من اجل إسعاد الآخرين يستدعى ركوب خطوب وأنواء الحياة واقتحام صعوباتها ، وصولاً إلى تحقيق أو إصابة قدر من الرزق الذي يكفل لهؤلاء عيشاً كريماً معتبراً أن آهات وأحزان الغربة رديفه لمن أختار هذا الطريق وتلك المسالك شديدة الوعورة والأنواء والكد والسهر .هكذا بدأ .. عبدالواسع بن شيهون في صحراء مترامية الأفق والأطراف .. بدوي تجيد التعاطي مع مكونات هذا الفنية وريما إخضاعه لخدمته أو اقل تقدير الاستفادة القصوى من مكوناته الربانية المتنوعة ! فالصحراء على مافي هيأتها من تجهم تحتضن في نهاية المطاف ثرواتنا أحلامنا ، تاريخنا وهي مصدر نماء وخصب موعود بالحياة والتجدد. بلى إنها أي (الصحراء) أو هذه المدن العامرة هي امتداد أوجزء ، من امتدادات هذا الأفق أو هذا اليته المترامي الأطراف متقلب الأنواء المحتضنة تحت رمالها الذهبية كتوزاً لا حدود لها. شذرات بن شيهون .. تحمل نفس يوميات رجل أستوققضة الحياة يمعانيها، الكون بعجائبه، الإنسان والمدينة .. الجمل والصحراء الجبل والسهل وحركة مخلوقات صغيرة ضعيفة بدت عوالمها أو هي أممها عجيبة بل مدهشة للعقل المتأمل.وعلينا تخيل جمال يوميات رجل غادر في سن مبكرة أحضان الأم والقرية شعياً نحو الرزق في دروب الغربة ؟ هي بلاشك تحمل محطات صادقة ومرويان بنفس قصصي واقعي مسيرة حزن جلية .. وآهات مستبدة لكنها تقاوم بالشباب الإيماني الراسخ والصبر الذي امتحن الله به أنبياءه ورسله. هي خلاصات استشفها قلم مبدع يهدف تقديمها لقارئه على هيئة عظات ونصائح بل إنها تجارب بشرية إنسانية يمثل توثيقها واحداً من الجوانب الثقافية الهامة وهي مع مرور الأزمنة تكتسب عمقها ومدلولاتها لدى الأجيال باعتبارها تصويراً صادقاً لأحاسيس بشرية في زمن ما .. قد يغيب هذا المنعطف الزمني كثيراً من مكوناته وينصهر في خضم هذه المدينة التي تيتلع عذرية الحياة والكون دون رحمه أوشفقه . بن شيهون .. قادر دون شك على مثل هذه الالتقاط والمجسات الحساسة أو هي مفرطة الإحساس عميقة الشعور مع الاقتران بالجانب الديني الذي مثلت استدلالاته حجر الزاوية في تلك اليوميات الرائعة .. قادر هو دون شك على الإيغال أعمق في سماء الإبداع والعطاء .. والانتقال من موضوعاته ذات النفس القصير إلى نفس روائي يكون من خلاله قادراً على بلوغ غايته وتجسيد فكرته ولا أشك إن مثل هذا العمل لو حالف صاحنا الحظ في أخراجه .. سيشكل بداية انطلاقة حقيقية لأدب روائي يرتبط بالمهجر ومعاناته نجاحاته وأشواق هؤلاء من فارقوا الديار والأمية إيثار افهم لإسعاد ذويهم وأخيراً .. هل ترى الأحزان تبتسم .. يا رجل . مثل هذا التفاؤل الجميل والنفس المتدثر ضياء ونور الإيمان هو باعث هذا القدر من الحب الصادق والنظرة التفاؤلية للحياة .. كتاب مدير بالقراءة دون ريب .فشفافية الروح الإنسانية وارفة ظلالها .. خصيبة جوانبها لينةعريكتها متناهية في قناعاتها .. ونوازع الخير حين لا تزاحمها نوازع أخرى .. تكون مشرقة تغزل خيوط أبكارها الذهبية في أفق الحياة والناس معاني الإنسانية والإخاء والمحبة والعطاء والإيثار .. بل وحتى معنى الإبداع المتصل بذراتنا المخاطب أعماقنا .وأنت يا أخي .. تمتلك حساً ثقافياً وعمقاً إيمانياً رائعاً وقدراً من التأملات التي تنجدك في الغرض عميقاً في ثنايا الحياة وناسها لتغترف لنا معك من روافدها الغربة ومن عمق أحزانها تستشف عمق الابتسامة والحياة وأنت .. رائع ومبدع في جذوره أملك ورودهات أحلامك وأمانيك ووضاءة محياك المبتسم .. وفي أعماق المحيطات وظلماتها تبتسم كنوز اللؤللؤ ، كماهي الابتسامة في أعماق أحزاننا وأفراحنا جاهزة فما أجمل وأروع من يسعون لإبراز جوانب الخير في الإنسان وأنت بإذن الله وأحد من هؤلاء .