مقتل جندي لبناني باشتباكات مخيم نهر البارد ووساطة إسلامية للحلّ
بيروت / وكالات:عاد الهاجس الأمني إلى الحياة اللبنانية، بعد يوم حافل شهد انفجاراً في مراحيض إحدى الجامعات شمالاً، والعثور على ثلاث سيارات مفخخة شرقاً. ذلك في وقت لا تزال المواجهات مستمرة بين الجيش وجماعة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، أدت إلى سقوط قتيل للجيش، ما يرفع عدد قتلى الجيش في هذه الاشتباكات إلى 46 حتى الآن.على الصعيد الأمني، انفجر أصبعا ديناميت أمس الخميس في فرع جامعة سيدة اللويزة في الكورة شمال لبنان، من دون ان يؤدي لوقوع إصابات, حسبما قالت مسؤولة في الجامعة الخاصة.وأضافت المسؤولة، التي طلبت عدم كشف اسمها، ان أصبعي الديناميت انفجرا في مراحيض الجامعة قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش)، مشيرة إلى ان الجيش تفقد مكان الانفجار.وشرقاً، عُثر على 3 سيارات مفخخة، بعد يوم على اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، يحوزون أسلحة ومتفجرات. وبناء على اعتراف الموقوفين الثلاثة، قامت القوى الأمنية بمداهمات في قرية بر الياس في سهل البقاع حيث عثرت على السيارات.وكان الرجال الثلاثة الذين القي القبض عليهم يحوزون على وثائق هوية مزورة وأجهزة كمبيوتر وخرائط لمدن لبنانية وأجهزة للرؤية الليلية. كما عثرت القوى الأمنية أيضاً على متفجرات في حقائب إضافة إلى بنادق ورشاشات حديثة.أما في جديد الاشتباكات الدائرة منذ 20 مايو بين الجيش اللبناني وجماعة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، فقد واصل الجيش صباح أمس الخميس قصف مواقع مجموعة فتح الإسلام بالقذائف الثقيلة، وذلك بعد ليل من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تدخلت فيه للمرة الثانية المروحيات العسكرية.وأسفرت اشتباكات أمس عن مقتل جندي لبناني، وجرح 3 آخرين، ليرتفع مجموع قتلى الاشتباكات إلى 115 شخصا بينهم 47 جنديا و38 مسلحا.جاء ذلك في وقت سعى إسلاميون لبنانيون إلى استسلام مقاتلي "فتح الإسلام" التي تستلهم نهجها من تنظيم القاعدة. وقال زعيم جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن ان عنصرين من الجبهة ذهبا إلى مخيم نهر البارد لإجراء محادثات مع القائد العسكري لجماعة شاهين شاهين.وقال يكن أن مقاتلي الجماعة "وصلوا إلى طريق مسدود، وليس أمامهم سوى الاستسلام"، معتبراً ان "الشيء الوحيد الذي سيقنعهم هو الشرعية والحجج الدينية".لكن لم تتضح فوراً نتيجة محاولة الوساطة، علماً أن مساعيٍ سابقة قامت بها قيادات فلسطينية فشلت في إنهاء القتال.وكان متحدث بإسم جماعة "فتح الإسلام" شاهين شاهين هدد بنقل المعارك إلى "أبعد بكثير" من نطاق مخيم نهر البارد، إذا استمر الجيش بقصفه "التدميري". وقال شاهين "إذا واصل الجيش تركيز الهجوم وعمليات التدمير (...) سيكون لردنا طابع آخر وسننقل المعركة إلى ابعد بكثير من نطاق مخيم نهر البارد" بدون ان يعطي تفاصيل إضافية.واتهم الجيش اللبناني بأنه "جماعة متطرفين تورطوا في المشكلة بدون ان يتوقعوا شراسة مقاتلينا".وعزا قصف الجيش "التدميري" إلى مخطط لدى الحكومة اللبنانية لإزالة قسم من مخيم نهر البارد أي الامتداد العمراني خارج المخيم الذي أنشأته الاونروا عام 1948.وقال "لدى السنيورة أجهزة أمنية تعرف قدراتنا ولكنها تخفيها عن الجيش من اجل المزيد من توريطه" حسب قوله.