جميعهن أجمعن عليها:
القاهرة /14أكتوبر / وكالة الصحافة العربية :بعد أن وصلت المرأة العربية إلي أوج نجوميتها ونالت كل حقوقها بل وأكثر تعلو نبرات رجالية محذرة من نهاية عصر الرجل إذا ما استمر الوضع في هذا الاتجاه مطالبة بحماية حقوق الرجل الذي كان يوماً ما “سي السيد “ وكانت الأمثال الشعبية تعكس قيمة وأهمية الرجل بالنسبة للمرأة فقالوا “ ظّل رجل ولا ظّل حيطة “ ، يبدو أن كل هذا قد نبدد وحل محله فعل إمرأة أنفع من ظّل رجل “ .. فهل حقاً تتعرض مكانة الرجل للانقراض مع تطور الحياة العصرية ومنافسة المرأة المستمرة له في المواقع السياسية والقيادية .. وكالة الصحافة العربية تحاول أن تجد إجابات عن هذا التساؤل من خلال هذا التحقيق :تقول سميحة أيوب : إن الحياة دون زوج مخلص ما هي إلا جحيم ، فلقد شعرت بذلك بعد رحيل زوجي المبدع الكبير سعد الدين وهبة قبل سنوات .. وأنا أترحم عليه وعلي أيامه الجميلة كل لحظة .. وصورته المعلقة علي جدران الصالون تذكرني دائماً بأسعد أيام حياتي مع ذلك الرجل الشجاع، وتضيف أنه .. مهما بلغت المرأة من نجومية فإنه لا غنى لها عن الزوج المخلص لأنه لاحياة بدون رجل وامرأة.أما د. فوزية عبد الستار رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان المصري سابقاً فتري أن الزوج شيء مقدس للزوجة مهما كانت قوة المرأة ونجوميتها .. وتمر الحياة برتابة وملل عندما يختفي الزوج لأي سبب من الأسباب وأعني الزوج المهذب المحترم الذي يقدر مسؤولية الأسرة والأولاد، والأمثلة ظاهرة أمام أعيننا عندما تضطر ظروف الحياة الأب إلي السفر للخارج لتأمين حياة أفضل لأسرته .. يظهر تأثير ذلك علي كل فرد من الأسرة وبالأخص الزوجة. وتتوافق معها في نفس الرؤية د. نوال التطاوي وزير الاقتصاد السابق والتي تري أن ليتم تكون غير المرأة مهما تبوأت من المناصب وجلست علي عرض الوزارة .. ولا يمكن أن يسحب المنصب أنوثتها.. وتقول : إن ضعف المرأة وبكاءها وأحاسيسها المرهفة هي مصدر قوتها ووجودها في الحياة.وتضيف : أنها عندما تبوأت منصب وزيرة الاقتصاد والتجارة الخارجية لمصر لم تحس بأنها تنازلت عن شيء من أنوثتها وحياتها كزوجة أو امرأة ، وأنها ظلت تمارس نفس دورها الأسري من إعداد الأكل وكي بعض ملابس الزوج وتلميع أحذيته أحياناً .. وأن هذا ليس انتقاصاً من حق المرأة ولكن إضافة لها طالما أن الزوج رجل يحبها ويقدرها ويعمل علي إسعادها .[c1]قصص شعبية[/c]وتري د . آمال عثمان وزيرالشئون الاجتماعية السابق أن المناصب أحياناً تشعر بعض النسوة بأنهن أصبحن في مرحلة يمكن للمرأة أن تستغني فيها عن الرجل أو تتقلص أهميته كزوج بالنسبة لها ، وهذا خطأ فادح ومؤسف ، لأن دور المرأة العاملة ومكانتها الاجتماعية شيء وحياتها الأسرية كزوجة لرجل وأم لأولاد شيء آخر ·وبالنسبة للمرأة الشعبية البسيطة التي لم تحقق نجومية وفقدت الزوج بشكل أو بآخر فكيف تكون حياتها؟! فهذه هي قصة زبيدة الفلاحة المصرية التي لم تكن تدرك أنها ستعاني هذه المعاناة بعدأن مات زوجها الذي ارتاح من الفقر والمرض .. بعد أن أكل السرطان عظامه .. ولم يبق منه شيء .. كان زوجها رجلاً فقيراً “ أرزقي “ لايملك سوي أجر يومه ، يعمل في كل شيء ، بعد وفاته وجدت زبيدة نفسها وحيدة .. فرغم ضيق المعيشة مع زوجها إلا أنها كانت تحيا تحت ظله وفي كنفه .. وكانت تردد دائماً “ ظل راجل ولا ظل حيطة “ وبعد وفاته اتجهت إلي العمل كخادمة في البيوت ، طرقت أبواباً كثيرة .. تخرج من بيت لتدخل آخر ، وتعود لأبنائها في نهاية اليوم بقروش قليلة لا تكاد تكفي حاجاتهم الضرورية.تقول زبيدة : إنها تخشي دائماً علي بناتها ، حيث إن الشارع يعج بأبناء السوء وتجار المخدرات .. وحوادث الاغتصاب ، وترتعد خوفاً كلما سمعت عن حادثة اغتصاب تعرضت لها فتاة في الشارع أو وسائل المواصلات .. مؤكدة أن فقدها لزوجها جعلها في معاناة لا تطاق.أما “ أم هاني “ فلم تكن مسكونة بهذه المرارة من قبل أن يدخل زوجها السجن تاركاً لها عائلة هي خمسة أبناء تبحث عن إعالة أو عن معجزة تنتشلها .. من كل هذا الذي تمر به .. بعد فقد الزوج فلا شيء يمثل لها أي ألم .. فلم يكن زوجها عاطلاً .. أو ابن سوء ولكن المخزي أنه ينجرف وراء أهوائه وأفكاره فاتبع رفاق السوء وأدمن المخدرات .. ثم تاجر فيها حتي وقع في قبضة البوليس ودخل غياهب السجن تاركاً لي ولأبنائه ألماً وحسرة لا تنتهي.وتقول أم هاني : إنها اضطرت إلي بيع كل ما تملكه لسد حاجة الأبناء من الطعام والملبس .. اليوم صارت تعاني من الحاجة والفقر.. تبحث عن شخص يقرضها بعض المال يساعدها في إيجاد عمل تربي منه أولادها .. ولكنها كثيراً ما تجد الأبواب موصدة أمامها ونظرات الاحتقار في أعين الناس الذين يعرفون حكاية زوجها المسجون .أما “ صفية “ فهي امرأة تعدت الأربعين بقليل ، مات زوجها “ عصام “ الذي كان يعمل مهندساً في حادث كان قاسياً .. يضربها .. يسبها أمام ضيوفه .. كان عنيفاً ، لذا كانت تكرهه وكم تمنت أن تتخلص منه ، وبعد أن دفنته كان قلبها مفتوحاً لأية علاقة طارئة .. ومن المدهش أن هذه العلاقة جاءتها سريعاً.. فهي إمرأة فاتنة .. جميلة وذات أنوثة طاغية، أعجب بها “ عبدون “ صديق زوجها لم يصارحها عبدون برغبته لكنها بحكم خبرتها لاحظت إعجابه بها ورغبته فيها ،.. فقامت هي بالمصارحة .. وأخبرته بأنها تحبه من زمان ولا تجد غضاضة في صداقته، خاصة أن زوجها مات .. وتم اللقاء بينهما علي فراش الزوج المتوفي .. بعد إعلانهما للزواج.أما “ جميلة “ ربة منزل فتقول: تزوجت منذ خمس سنوات ، كان زوجي حنوناً ذا قلب طيب وأيضاً ساذج يعطيني كل ما أريده .. إلا أنني كنت من داخلي أكرهه لأنه ضعيف الشخصية ، وبعد مرور 3 سنوات سافر زوجي إلي الخارج من أجل زيادة دخلنا وتركني وأطفالي وطالت غيبته وشعرت بالوحدة ، والملل أشعر بأنتي في حاجة ملحة إلي رجل يؤنس وحشتي ، دائماً أقف في “ البلكونة “ أنظر إلي المارة.. إلي رجل معه امرأة يحميها ويعطيها الأمان لأطفالها .. وأعتقد أن الحياة دون رجل جحيم لا يطاق ، وقد وعيت ذلك تماماً بعدما سافر زوجي وغاب عني وعن أطفالي..أما “أم سامي “ الذي سافر زوجها تقول : بعد غياب زوجي أحببت الفراغ وتعودت عليه وعلي الأيام المملة ، في فترة شبابي لم يهتم أحد بمشاعري كأنثي ، حيث إنني تزوجت من رجل يكبرني بعشرين عاماً ، والآن تقدم بي العمر.. فلماذا سيهتم بي الآن ، تعلمت من الزمن أن أعيش دون قلب ودون عقل .. فالحب شيء معيب في مجتمعنا ، والمهم عندي أن تمر علينا الأيام بهدوء ..و” أم عائشة” فتري أن السفر باب رزق ، لذا عندما غاب زوجي للعمل في الخارج ، وجدت نفسي مسئولة عن كل شيء في البيت ، كأنني أقوم بدور الأب والأم معاً .. ولكن البنات يكبرن وفي احتياج لمن يوجههن والصبيان صاروا شباباً يتصرفون علي أنهم كبار من حقهم وحدهم أخذ القرارات.. أحاول أن أكون حازمة وحنونة في نفس الوقت، فالغربة ليست سهلة فالزوج يعاني من أجل لقمة العيش .. ويعيش محروماً من عاذلته ، والزوجة تعيش منهمكة فيدوامة الحياة التي لا ترحم.أما “ ليلي “ فهي إمرأة يؤهلها جمالها الصارخ وأناقتها التي تغلف جسداً ممضوقاً .. بعد زواج استمر ثلاثة أشهر فقط ، طلقها زوجها وأصبحت بلا مأوي وعرفت طريق النوادي الليلية .. التي يسهر فيها طبقة الأثرياء من رجال الأعمال وأسماء معروفة في الفن والتجارة وصلت إلي أرقي الأجواء وتقلبت في أحضان الأثرياء حتي أصبحت نجمة معروفة في تلك النوادي الليلية ، أوصلها هذا الطريق إلي نوادي القمار..وأدمنت القمار وبددت كل ما تكسبه علي موائده .. وأضاف السهر اليومي إلي سنوات عمرها العشرين سنوات وسنوات فظهرت التجاعيد المبكرة من الخمر والتدخين .. ووصل بها الانهيار إلي أن دخلت المصحات النفسية لتعالج فيها نفسها المريضة .[c1]نظرة متخصصة [/c]وعن رأي علماء النفس في أهمية الرجل بالنسبة للأسرة تقول د· سميحة نصر أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة : إنه في حالة غياب الزوج .. فعلي الأم ألا تنشغل بشيء عن أطفالها خاصة في سنوات الطفولة المبكرة ، بل ينبغي أن تتفرغ تماماً لأولادها حتي تبعث في نفوسهم الراحة والسلام ، أما في حالة العلاقات الأسرية المتردية وافتقاد الأسرة للزوج.. وانشغال الوالدين عن أبنائهم وافتقاد هؤلاء الأبناء للرعاية الحقيقية والمشاعر الدافئة.. فإن الأبناء يصابون بأمراض نفسية في سنهم الصغيرة هذا مما يمهد للانحراف وقد يدخل الأبناء دائرة الإدمان.أما د . عفاف إبراهيم أستاذ علم الاجتماع تري أن بعد الزوج يكون له أثر سلبي علي الأسرة .. خاصة الأطفال ، فالأسرة تأثيرها علي الطفل يكون قوياً ، لأنها الحضن الدافئ وهي سياج الزمان والحماية .. فالأب هو العملاق الذي يستطيع أن يصد كل أنواع الخطر . وتضيف : الأم هي الحب الصادق بلا أغراض وافتقاد الأطفال إلي هذه المشاعر يملأ جنباتهم بالخوف والقلق .. وافتقاد الأمان وانشغال الوالدين عن أولادهما .. وتركهم بمفردهم بالاهمال والاحاس بالضياع والشعور بالحرمان · وعن اختيار شريك الحياة في الشريعة الإسلامية يري د · محمد بيومي - الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر -أن علي المسلمة حسن اختيار شريك الحياة ، فأختيار الزوج الصالح ركن أساسي من أركان الحياة الهانئة السعيدة .. والسعادة لن تكتمل إلابزوجين صالحين ، وينبغي للمتزوج أن ينوي بزواجه إصابة السنة وصيانة عرضه .. فقد قال > “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك “ ، وينبغي أن يعرف كل زوج وزوجة حقوق كل منهما نحو الآخر.. وأهمها حسن المعاشرة وأن يسوس رعيته بلين ورفق في غير ضعف .. ويتأدب في كل هذا بأدب الإسلام تفادياً لحالات الانفصال التي تفسد حياة الأسر.