عام جديد
أرى المرء في هذه الحياة كحاكم يراع من الأحلام حيناً، ويستمر مع الواقع وبأمل حيناً آخر ولكن أطياف السرور قليلة.. لأن الحياة مليئة بالصعاب، ونحن الإعلاميين نعاني الكثير من العراقيل في تحقيق طموحاتنا في تطبيق العمل الصحفي بالنزول الميداني للواقع، رغم تعدد الرؤى والمداخل التي ينظر بها إلى دور الصحفي والوسائل الإعلامية فإنها جميعاً تتفق على أن له دوراً كبيراً في بناء المجتمع وتحقيق طموحات أفراده. ولذلك فإن القضايا الإعلامية تحتل مكانة مهمة ليس لدى صناع ومتخذي سياسياته أو المفكرين والمثقفين بل الفنانون والأدباء والكتاب وكل من له علاقة بالصحافة والعمل الإعلامي.ومن هنا ونحن نودع عام 2007م هذا العام الذي حمل العديد من الأحداث السياسية الساخنة ليس في بلادنا بل في جميع أنحاء العالم وهذا يدعونا إلى تطوير العمل الصحفي وخاصة الصحافة الثقافية والأدبية والفنية التي نفتقر إليها في الوقت الحاضر، والاستفادة من تطوير الخدمات الإلكترونية التي تحتاج إلى دعائم لا بد منها، ودراسة نظم المعلومات وقواعد معطيات متطورة تغطي نشاطات معظم الفعاليات الأدبية والثقافية ومعارض الآثار والقطع الأثرية وزيارة المواقع الأثرية والسياحية.إن قدوم العام الجديد 2008م يجعلنا نقف مع الذات، ونقيم أعمالنا الصحفية بشكل عام، والصحافة الثقافية والفنية بشكل خاص، ونتساءل هل الصحافة الثقافية والفنية قادرة بالفعل على الخروج من عنق الزجاجة باستعمال الأظافر، وهل الشعراء والأدباء قادرون على الخروج من دائرة الأحلام والآمال إلى دائرة الأعمال الواقعية والتي يستفيد منها كل فرد في المجتمع اليمني وباختصار من كان فيه ذرة من الإخلاص فكلنا له آذان صاغية.. ولكن ونحن ننظر إلى مستقبل الصحافة الثقافية والفنية نجد نقلة نوعية في الإبداع الثقافي رغم دخول الثورة المعرفية وتطور تكنولوجيا الاتصال التي أصبحت اليوم أداة لنقل الأخبار الساخنة وأصبح الصحفي زورقاً في مهب رياح عالمية عاتية.ويتعرض للأخطار من قتل ومضايقات ولا يجد يد العون تمتد إليه، وهذا ما نلاحظه في الدول العربية بشكل خاص.إن تقديم الدعم للصحفي في بلادنا جزء ضروري من أجل تطوير الصحافة المحلية وربطها بالواقع المعيشي للمواطن اليمني.. فالشفافية المشروعة وتوفر بيئة جيدة للعمل الصحفي بشكل عام والثقافي والفني بشكل خاص. ويقول الشاعر العربي أحمد العدواني في إحدى قصائده الوطنية يصف فيها حال المثقف العربي :“ غرست غصن وردة في وهج النارحتى إذا ما أشتد عودهوألف الخطرطار إلى النجوم واستقروصار حقل أنواريا غصن وردتيقل لي.. ما الخبر؟!يا هل ترى.. عرفت بعض أسراري؟..”إن من واجب كل مثقف أن يساهم في وضع بنية ثقافية يمنية وتأسيس مجلس وطني للثقافة والفنون والآداب. ويكون العام الجديد 2008م عام الخير والسعادة وتوطيد الوحدة اليمنية المباركة والمستقبل الأفضل لأجيالنا القادمة.