صباح الخير
عبدالفتاح علي البنوس لم يكن غريباً على فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - موقفه الوطني المنبثق من حرصه على معالجة القضايا التي تهم الوطن وإزالة الرواسب والتراكمات التي طغت على المشهد السياسي في البلاد والمعمعات التي يتبادلها اطراف العمل السياسي بألوان طيفهم المختلفة -، ان يلتقي باطراف اللعبة السياسية في السلطة والمعارضة وجهاً لوجه في لقاء حميمي سادته الصراحة والمكاشفة وطغت على مجرياته المصلحة العليا للوطن والبحث الجاد عن ايجاد وسائل ممكنة تمثل القاسم المشترك الذي تلتقي عنده كل الاطراف .يأتي ذلك في الوقت الذي لاتزال احزاب المعارضة ماضية في اساءاتها لشخص الرئيس القائد وتحاول عبر طابور طويل من الكتبة والصحفيين للنيل من الانجازات التي تحققت للوطن في عهده الميمون والتقليل من شأنها وتعمدها نقل صورة مشوهة للأوضاع العامة في البلاد من خلال تقارير وتصريحات لقياداتها في وسائل الاعلام والقنوات الفضائية العربية غير واقعية تختلف - جملة وتفصيلاً- عن الوضع القائم والواقع المعاش .إلاّ أنّ حرص القائد على المضي بقيادة دفة السفنية اليمانية الى بر الامان علاوة على ماتميز به من حكمة ورجاحة العقل وترفعه عن الصغائر وايمانه المطلق بأهمية الحوار وضرورة تجذير الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية المصحوبة بحرصه الشديد على انجاح كرنفال الاستحقاق الانتخابي القادم المتمثل في الانتخابات الرئاسية والمحلية - كل ذلك دفع به الى أن يجمع الاطراف كلها على طاولة الحوار الجاد مستعرضاً معهم الرؤى والافكار المقدمة وذلك لبحث مدى فاعليتها في خلق حراك سياسي يمهد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة تسودها الشفافية والمصداقية ويحكمها النظام والقانون ويضبط ايقاعها الوعي الجماهيري باهمية هذه التجربة ومصداقية تعاطي الاحزاب مع متطلبات المرحلة التي تتطلب ان يتنافس الجميع وفق رؤى وبرامج تلامس هموم المواطنين وتلبي طموحاتهم وتطلعاتهم بعيداً عن المناكفات السياسية والمماحكات الحزبية التي في الغالب مايدفع الوطن ثمنها غالياً . وحريٌّ هنا بجميع الاحزاب ان يكونوا عند مستوى المسؤولية والثقة التي منحوا اياها وان يستثمروا حرص الرئيس على ايجاد ارضية للحوار الوطني البناء وسعيه الدؤوب للم الشمل وتوحيد الصف والتقارب في وجهات النظر والاحتكام للعقل والمنطق والقانون من خلال جلسات الحوار الهادف التي يرعاها فخامته بصورة مستمرة فالمرحلة تتطلب تضافر الجهود وتغليب المصلحة العليا للبلاد .واجدها فرصة ان اكرر مناشدتي هذه المرة لاحزاب (اللقاء المشترك) في خضم هذه الظروف للعمل على استغلال المناخات الديمقراطية المتاحة فيما يعزز من هذه الفسحات بعيداً عن التجاوزات ولغة الاساءة والاسفاف غير المنطقية والتي تدخل في بعض الاوقات إلى حد القذف والتشهير وكيل التهم والافتراءات التي تزرع شرور الفتنة والفرقة بين أبناء الاسرة الواحدة وهو الامر الذي يتنافى مع الاهداف المتوخاة من الاخذ بخيار الديمقراطية والتعددية السياسية كأسلوب رائد وحكيم لادارة شؤون الحكم في البلاد . وفي نهاية المطاف لابد ان نعي حقيقة أكدها فخامة الرئيس في لقائه مع الاحزاب ولايمكننا تجاوزها وهي انه مهما اختلفنا وتباينت الآراء ووجهات النظر فإن الحوار وليس غير الحوار هو السبيل الامثل لازالة التباينات وتقريب وجهات النظر التي مهما تشعبت وتعددت حلقاتها الا ان جلسات الحوار كفيلة بانفراط عقدها وتذويبها ولن يستدعي ذلك سوى القليل من الوقت والجهد والارادة وهي الاهم .