تشمل تأثيرات وأهدافا غير معلنة
القاهرة/14اكتوبر/وكالة الصحافة العربية:لا يزال الحديث موصولاً حول مشروع قناة البحرين في إسرائيل، والتي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وذلك عقب موافقة البنك الدولي علي تمويل هذا المشروع، وما أعلنه وزير المواصلات الإسرائيلي مؤخراً عن اتفاق مع الأردن علي مشروع مشترك لإنشاء خط سكة حديد يمتد من إسرائيل إلي العراق ودول الخليج عبر الأردن،مما يمثل تهديداً خطيراً يبرز عدة تهديدات أمنية واقتصادية تضر علي المستوي القومي والقطري ينبغي التنبيه لمخاطرها والتحسب جيداً لمواجهتها مبكراً.ولايدرك الكثيرون أن هذا المشروع كان أحد أحلام - أو نبوءات- الزعيم الصهيوني تيودور هرتزل التي طرحها وإن كان بشكله الحالي مختلف عما جاء في كتابه “الأرض الموعودة” ونشره عام 1902، حين تحدث عن قناة لوصل البحر المتوسط “من هاديرا” بالبحر الميت ، وبعد ذلك بسنوات وضع عدد من المهندسين البريطانيين والألمان مشروعات لمد نفس القناة من البحر المتوسط إلي البحر الميت ولكن بغرض توليد الكهرباء، كما نوقش في المؤتمرات الصهيونية التي عقدت بعد ذلك.وفي الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد قيام إسرائيل عام 1948، قام د. والتر لودرميلك - الخبير في التربة ويطلق اسمه حالياً علي كلية الهندسة الزراعية في معهد التخنيون الإسرائيلي- بتقديم اقتراح تنفيذ المشروع بمسار بين حيفا والبحر الميت.وفي عام 1977 قامت الحكومة الإسرائيلية بتشكيل لجنة تخطيط لدراسة ثلاثة اقتراحات لربط البحرين الميت والمتوسط، وعرض آخر بربط البحر الأحمر بالبحر الميت عند إيلات، وكانت النتيجة النهائية لتوصيات هذه اللجنة التأكيد علي أفضلية مشروع توصيل البحر الميت بغزة، باعتبارها الأكثر جدوي اقتصاديا أما اقتراح توصيل البحر الميت بإيلات فقد اعتبرته اللجنة هو الأسوأ والأقل من حيث الجدوي الاقتصادية، وينبغي أن نضع في الاعتبار أن غزة في هذه الفترة من السبعينيات كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 1967.وفي الثمانينيات وعن طريق البنك الدولي قامت شركة “هارزا” للهندسة- وهي شركة أمريكية مقرها في شيكاغو- بعمل دراسة للمشروع حتي عام 1996، وهو تاريخ آخر دراسة أجرتها هذه الشركة لمشاريع كان معظمها يهدف إلي توليد الطاقة لإسرائيل، لكن في دراسة عام 1996تم تغيير جوهر المشروع وهدفه، حيث استبدل بقناة ربط البحر الميت بالبحر المتوسط، بقناة أخري تربط البحر الميت بالبحر الأحمر، كما تم تغيير الهدف من المشروع ليتحول إلي استهداف تحلية مياه البحر بواسطة الطاقة الكهربائية المنتجة من المشروع، ويرتبط هذا التغيير الحاد في جوهر المشروع وهدفه اتفاقية السلام التي وقعت آنذاك بين الأردن وإسرائيل، والتي يوصي بذلك البند العشرون فيها، وشجعت عليه أيضا خطة عمل كوبنهاجن التي تضمنت 35 مشروعاً كان أكبرها مشروع “خطة تطوير وادي الأردن” من خلال اللجنة الاقتصادية الثلاثية والتي تضم الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل وذلك في عام 1993 وفي عام 1994 أقرت المجموعة الخامسة- والمسماة مجموعة العمل الإقليمية للتنمية الاقتصادية في اجتماعها بالرباط هذا المشروع، ثم أعلن رسمياً إحياء هذا المشروع في القمة العالمية للتنمية المستدامة التي عقدت في جنوب أفريقيا في عام 2002.وفي جلسات مؤتمر المنتدي الاقتصادي العالمي الذي عقد في الأردن في عام 2003 وفي مايو 2005 عقدت عدة اجتماعات ضمت وزير البنية التحتية الإسرائيلي يوسف بارتيسكي، ود· أفيشي بريمرمان رئيس جامعة بن جوريون بالنقب، ووزير الري الأردني، وقد استهدفت الاجتماعات مناقشة ثلاث نقاط رئيسية هي : أولاً: هل المشروع ممكن تنفيذه من الناحية التقنية، ثانياً: ما التكلفة المالية للمشروع؟، ثالثاً: ما الجوانب السلبية للمشروع؟وبالطبع لم يكن الجانب الإسرائيلي بحاجة إلي هذه الدراسات فقد أجري دراسات كثيرة وعميقة حول المشروع طوال السنوات الماضية، ولكنه كان بحاجة إلي تسويق الفكرة القديمة، خاصة بعد أن روج لها شيمون بيريز نائب رئيس وزراء إسرائيل في كتابه المعروف “شرق أوسط جديد”، حين تحدث عن مجالات التطبيع في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية في إطار توقيع اتفاقيات سلام معها.فكرة المشروع وأهدافه من وجهة النظر الإسرائيلية يعتبر البحر الميت - بحيرة لا قيمة لها، تشكل جزءًا من الحدود بين إسرائيل والأردن، شديدة الملوحة، إذا تبلغ نسبة الملوحة بها تسعة أضعاف ملوحة المحيط، ولذلك تنعدم فيها وحولها مظاهر الحياة، وتتزايد الملوحة بها باستمرار رغم أن نهر الأردن يصب بها بعض مياهه العذبة، وكذلك جداول مائية أخرى، ويمتد البحر الميت بطول حوالي 85كم فاصلاً الأردن عن إسرائيل، وبعرض 18 كم في المتوسط، كما يقع مستواه تحت سطح البحر بحوالي 399 متراً، ولذلك يعتبر أكثر الأماكن انخفاضاً في العالم.[c1]دراسة علمية[/c]وتتحكم الحقائق العلمية والجغرافية في هذا المشروع، فوادي عربة ارتفاعه يتراوح بين 100 و200 متر عن سطح البحر ولذا فإن أي مشروع يستلزم أن يتم حفر قناة تسير من إيلات علي خط الحدود الإسرائيلي- الأردني بطول عشرة كيلو مترات ثم ترتفع المياه بواسطة طلمبات عملاقة إلي أعلي لتتحول في مواسير أو أنفاق داخل الجبال، من خلال ترعة صناعية، وذلك بطول إجمالي للقناة التي ستربط البحرين الأحمر والميت يبلغ 320 كم، وعبر هذه القناة سيتدفق 2 مليار متر مكعب بشدة من مياه البحر الأحمر إلي البحر الميت شديد الانخفاض، ثم تمر المياه عبر طلمبات إلي الجانب الأردني حتي تصل إلي البحر الميت·وتسعي إسرائيل إلي الإسراع في بدء تنفيذ هذا المشروع لخدمة عدة أهداف، منها ماهو معلن ومنها ما هو خفي، أما المعلن منها فيتمثل في انقاذ البحر الميت من الجفاف بعد أن جفت مصادر المياه العذبة التي كانت تصب فيه، حيث حولت إسرائيل %92 من المياه التي كانت تذهب من الأنهار إلي البحر الميت لصالح استخداماتها الزراعية، خاصة نهر الأردن، وبحيث يعود منسوب المياه الذي كان عليه بداية القرن في غضون 20 عاماً من بدء تشغيل المشروع.كما تضمن إسرائيل من خلال المشروع صناعة تحلية المياه ووجود عميل دائم يعتمد عليها في الحصول علي احتياجاته من مياه البحر المحلاة، ففي المخطط الإسرائيلي أن تقنع إسرائيل كل من الأردن والسلطة الفلسطينية بشراء المياه من خلال منشآت تحلية المياه التي سيتم إنشاؤها علي امتداد القناة.أما الأهداف غير المعلنة لهذا المشروع فتتمثل في حصول إسرائيل مجانا بموجب هذا المشروع علي مياه لتبريد مفاعلاتها النووية الجديدة التي تنوي إقامتها في النقب، حيث تنوي إسرائيل إقامة مفاعل في هذه المنطقة بعد أن بلغ مفاعل ديمونة سن “الشيخوخة” وتعدي العمر الافتراضي 20 سنة ليصل إلي 34 سنة· بالإضافة إلي السيطرة علي مزيد من مياه أنهار الأردن واليرموك ومياه الضفة الغربية العذبة، بينما تزود الأردن والفلسطينيين بمياه بحر محلاة، وذلك عبر خمس محطات تحلية مياه، وهذا سيوفر لإسرائيل المياه العذبة التي تحتاجها لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تجذب 2-1 مليون مهاجر جدد، وتساعد علي إعادة توزيع السكان المكدسين في المنطقة الساحلية ووسط إسرائيل، وبما يقلل المخاطر الأمنية التي قد يتعرضون لها من قصف الصواريخ العربية والإيرانية- هذا إلي جانب مشاريع زراعية وصناعية، يتم تصدير إنتاجها إلي الخارج للدول العربية المجاورة في إطار عمليات التطبيع المستمرة في العلاقات·· وأيضاً خلق صناعات إسرائيلية جديدة كصناعة تحلية المياه وضمان عميل دائم يعتمد علي إسرائيل، حيث ستبيع للأردنيين والفلسطينيين المياه المحلاة بنسبة الثلثين إلي الأردن والثلث للفلسطينيين بسعر دولار و30 سنتاً، بينما تبلغ التكلفة الفعلية للمتر المعكب من مياه التحلية 25 سنتاً للمتر المكعب.[c1]تناقض الحقائق [/c]أسئلة معلقة تكشف حقيقة الأهداف الإسرائيلية رغم الواجهة البراقة لهذا المشروع فإن تجاهل إسرائيل حقائق علمية واضحة تطلق علامات استفهام كبيرة حول تمسكها بهذا المشروع حيث تؤكد هذه الحقائق العلمية أن نقل مياه البحر المتوسط أكثر جدوي وأوفر اقتصاديا، وتتمثل هذه الحقائق في الآتي:1ـ إن متوسط درجة الملوحة في البحر المتوسط 25 جراماًفي اللتر، بينما تبلغ ملوحة مياه البحر الأحمر 43 جراماً في اللتر- أي أن ملوحة البحر الأحمر تزيد %72 علي ملوحة البحر المتوسط.2- أما ما تزعمه إسرائيل من انقاذ البحر الميت ليكون مصدراً للسياحة فإن الخبراء ينفون ذلك لأنه في حالة نقل مياه البحر الأحمر الأكثر ملوحة إليه سيتحول لون مياه البحر الميت إلي اللون الأبيض، ثم الأحمر الدامي نتيجة تفاعل بكتيريا الحديد، وهو ما ينفي الحديث عن ضرورة الاستفادة منه سياحياً وشق قناة وأنقاض من إيلات علي البحر الأحمر وعبر وادي عربة إلي مدينة سدوم علي البحر الميت ستكون مسافتها 320 كم وعبر أرض بهاصخور نارية يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلي أكثر من 200 متر، وهو ما سيزيد تكاليف شق القناة إلي أكثر من 50 مليار دولار، لذلك فإن تسديد قروضها لن يكفيه عائدها بالكامل لعشرات السنين.[c1]الأهداف الحقيقية[/c] إصرار إسرائيل علي تنفيذ مشروع شق القناة من البحر الأحمر إلي البحر الميت رغم الصعوبات السابق ذكرها مقارنة بشق القناة من البحر المتوسط إلي الميت، يؤكد نظرية المؤامرة في هذا المشروع، كما يؤكد أيضا صحة الأهداف الإسرائيلية غير المعلنة للمشروع والسابق الإشارة إليها، خاصة أن هذا المشروع بوضعه الحالي يرتبط بمشروعات استراتيجية إسرائيلية أخري تتمثل في الآتي:1- ما أعلنه وزير المواصلات الإسرائيلية في فبراير 2007 علي الاتفاق مع الأردن علي مشروع لإنشاء خط سكة حديد يمتد من إسرائيل إلي العراق ودول الخليج، وإنشاء منظومة للنقل الإقليمي، يكون محورها الأساسي إسرائيل، ويقتضي المشروع إنشاء خطة سكة حديد أكثر تطويراً بين حيفا وعفولة وبيسان، ثم يربط هذا الخط بخط السكة الحديد الأردني في منطقة معبر الشيخ حسن، ومن هناك إلي العراق ثم من العراق إلي دول الخليج العربية، والهدف واضح وهو نقل البضائع الواردة من مختلف دول العالم في شمال البحر المتوسط إلي تلك المنطقة من موانئ إسرائيل علي البحر المتوسط إلي العراق ودول الخليج عبر الأردن، وهو ما يوفر حسب دراسات المشروع آلاف الكيلو مترات من طريق مرور هذه البضائع عبر قناة السويس. وقد جاء تجاوب الأردن مع المخطط الإسرائيلي المذكور ارتباطا بما يمكن أن يضخه المشروع من عائدات ومزايا مادية يحتاجها الاقتصاد الأردني بصورة كبيرة وغني عن القول ما يحمله هذا المشروع من مخاطر علي عائدات قناة السويس وبالتالي الاقتصاد المصري.2- مشروع إسرائيلي آخر لنقل بترول غرب سيبيريا الروسي عبر إسرائيل إلي شرق آسيا، وذلك باستخدام خط تيب لاين الإسرائيلي القديم وهو مشروع يشكل تنافسا حاداً لقناة السويس ، وبالتالي يطرح تحديات جديدة أمام الاقتصاد المصري.ناهيك عن المخاطر الأمنية والبيئية التي قد تصيب مصر من شق قناة مائية تربط البحر الأحمر بالبحر الميت وتوليد الكهرباء منها وما يستتبع ذلك من إقامة مجتمعات عمرانية متاخمة للحدود المصرية·إقامة مفاعلين نووين إضافيين في منطقة النقب يتم تبريدهما بمياه القناة المقترحة، سيؤدي إلي مضاعفة حجم الوقود النووي الذي تحصل عليه إسرائيل عدة مرات، فإذا كان مفاعل ديمونة الحالي بعد أن زادت طاقته من 26 ميجاوات إلي 70 ميجاوات ثم بعد ذلك إلي 150 ميجاوات ينتج حالياً 45 كيلو جراما بلوتونيوم سنوياً، فلنا أن نتصور حجم ما يمكن أن ينتجه مفاعلان نوويان يعمل كل منهما بطاقة 1000 ميجاوات في المستقبل، فإن إسرائيل في حالة بنائها المفاعلين النووين الجديدين في النقب سيكون لديها من الوقود النووي الصالح لبناء أسلحة نووية ما يمكنها من بناء مئات من القنابل ورءوس الصواريخ النووية، ناهيك عما سيترتب علي ذلك من زيادة حجم النفايات النووية الناتجة عن هذه المفاعلات، والتي ستزيد من تلوث البيئة في منطقة البحر الأحمر كلها.لايمكن استبعاد استكمال المرحلة الأولي من المشروع - وهي قناة تربط البحر الأحمر بالميت، بمرحلة ثانية للمشروع توصل البحر الميت بالبحر المتوسط، وبما يشكل منافسة خطيرة لقناة السويس التي تعتبر أحد الموارد الرئيسية للعملة الحرة بالنسبة للاقتصاد المصري، وبما يسلب مصر أحد مصادر قوتها الاقتصادية· أن اعتماد الأردن والفلسطينيين علي مياه تحلية مياه البحر التي تبيعها لهما إسرائيل بأسعار مرتفعة، سيجعل إسرائيل تضع يدها علي مصدر رئيسي للحياة وهي المياه العذبة الصالحة للشرب والزراعة، وبتحكم إسرائيل في هذا المصدر الحيوي للحياة، سوف تشكل عامل ضغط شديد علي الشعبين الأردني والفلسطيني.كما أن تدفق حوالي 2 مليار متر مكعب سنوياً من مياه البحر الأحمر إلي البحر الميت سيحدث تأثيرات بالغة الخطورة علي كنوز وثروات البحر الأحمر في المنطقة المصرية، حيث مناطق الشعب المرجانية وحدائقها التي لاتقدر بثمن، والأسماك الملونة النادرة التي ازدهرت بها جنوب سيناء سياحياً، إذ ستتغير الخصائص البيئية للبحر الأحمر وتياراته المائية، مما سيحدث تدميراً للشواطيء والأحياء المائية والشعب المرجانية التي تعيش في بيئة البحر الأحمر منذ آلاف السنين.ولما كان من المعروف أن القشرة الأرضية في منطقة البحر الأحمر بشكل عام غير متماسكة ورقيقة، الأمر الذي عرضها في الماضي لعدد من الزلازل والهزات الأرضية الخطيرة، لذلك فإن نقل 2 مليار متر مكعب من مياه البحر الأحمر سنوياً إلي البحر الميت عبر القناة المقترحة، وإسقاطها من ارتفاع يزيد علي 200 متر سيزيد من اضطراب القشرة الأرضية وتشققها التي ستتأثر بها جميع بلدان المنطقة كما حدث في الماضي.[c1]أمن قومي[/c] دخول مشروع قناة البحرين إلي حيز التنفيذ بعد قبول البنك الدولي بتمويله، يفرض علي الجهات المسئولة في مصر أن تكون في منتهي اليقظة للآثار السلبية الأمنية والاقتصادية لهذا المشروع علي مصر وأمنها القومي ، خاصة علي المدي البعيد، ذلك أن مسائل الأمن القومي لأي دولة لا ترتبط بما هو واقع أو متوقع في المستقبل القريب فقط، بل يجب استشراف التهديدات التي ستقع في المستقبل البعيد·أن التحرك السياسي المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام لمواجهة مخاطر مشروع البحرين مبكراً، مطلوب وبشكل فوري لاحتواء هذا المشروع وإيقافه أو تحجيمه، خاصة أن الوضع المتأزم في الشرق الأوسط يتطلب من الجميع منتهي اليقظة لما يجري خلف الكواليس·فدق ناقوس الخطر من هذا المشروع في وسائل الإعلام وفي مجلس الشعب والهيئات والمؤسسات الحكومية والشعبية، يعتبر واجباً قومياً يساعد صانع القرار السياسي في مصر علي التحرك بإيجابية لمواجهة مخاطر هذا المشروع وغيره من المشروعات الإسرائيلية التي تستهدف الإضرار بمصالح مصر وتقويض أمنها، والمخطط لها منذ زمن ولتقرأ ماكتبه الزعيم الصهيوني القديم “جايوتنكي عام 92 9 1 عن ما سماه “الكومنولث العبري” الذي تضم إسرائيل في مفهومه الأراضي شرق وغرب نهر الأردن، بما في ذلك حقوقهم في المسجد الأقصى ولكن جابوتنسكي لم يتحدث فقط عن حق اليهود في المسجد الأقصى ولكن تحدث أيضا عن الكومنولث العبري الذي تشكل فيه إسرائيل قوة إقليمية عظمى مسيطرة يدور في فلكها دويلات عربية ضعيفة ومنقسمة طائفياً ومذهبياً وعرقياً، تهيمن عليها إسرائيل سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهو ما تجد انعكاساته اليوم فيما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان والسودان من حروب أهلية، وما يستتبعها من تقسيمات عرقية وطائفية تحقق أحلام جابوتنسكي الذي تنبأ بها منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً.