بوينس ايرس/14 أكتوبر/ من كيفن جراي: ستصبح السيدة الأولى في الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أول رئيسة منتخبة في البلاد بعد الفوز بسهولة في انتخابات الرئاسة التي اعتبرت بمثابة استفتاء بشكل كبير على النجاحات الاقتصادية التي حققها زوجها الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر. وأعلنت فرنانديز فوزها بالانتخابات التي جرت الأحد في الوقت الذي أوضحت فيه النتائج الرسمية حصولها على أكثر من 40 في المائة من الأصوات وتقدمها بشكل كبير على أقرب منافسيها بشكل كاف يجعلها تتفادى خوض جولة إعادة الشهر المقبل. وبعد فرز نتائج ثلثي اللجان الانتخابية تقريبا حصلت فرنانديز على 43.6 في المائة من الأصوات وتلتها في المركز الثاني النائبة السابقة إليسا كاريو بحصولها على 22.6 في المائة واعترفت بهزيمتها. وقالت فرنانديز وسط أنصارها الذين كانوا يهتفون لها عند مقر حملتها الانتخابية في رسالة أشارت فيها أيضا إلى التحديات التي تواجهها "هذا فوز لكل الأرجنتينيين." وأضافت مشيرة لفوزها الانتخابي "بدلا من وضعنا في وضع مميز فهو يلقي على عاتقنا بمسؤوليات أكبر والتزامات أعظم." ويطلق على الزوجين كيرشنر في الأرجنتين "آل كلينتون الجنوب" في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلينتون التي تطمح لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل عن الحزب الديمقراطي. وكانت المحامية فرنانديز (54 عاما) أحد أبرز مستشاري زوجها. ويأمل الأرجنتينيون أن تسير في نفس المسار الاقتصادي الذي سلكه زوجها. وينسب كثير من الأرجنتينيين لكيرشنر فضل انتشال البلاد من أزمة اقتصادية كبيرة في عام 2001-2002 واستخدام النمو ونسبته ثمانية في المائة لتوفير وظائف وزيادة الرواتب والمعاشات. وقالت ربة منزل تدعى بيتي كوادروس وتبلغ من العمر 54 عاما "ستحذو كريستينا حذو كيرشنر... ستفعل ما لم يتمكن من تحقيقه بعد وستقود البلاد للأمام." إلا أن فرنانديز ترث من كيرشنر أيضا القلق المتزايد بسبب ارتفاع نسبة التضخم ونقص الطاقة والاعتقاد السائد بين بعض الأرجنتينيين بأن آل كيرشنر ربما حصلوا على الكثير من السلطة. وقال المحلل السياسي انريك زوليتا بوسيرو "من ناحية فازت بالتأييد ولكن من ناحية أخرى هناك رسالة واضحة بأن بعض القضايا بحاجة إلى التعامل معها." وأوضحت نتائج استطلاعات آراء الناخبين عند خروجهم من لجان الاقتراع أن كاريو المناهضة للفساد والتي اعتمدت في حملتها الانتخابية على تعهدات بتقوية مؤسسات البلاد الهشة حصلت على صوت من كل أربعة أصوات في شتى أنحاء البلاد وحققت نتائج طيبة وسط الناخبين من أبناء الطبقة الوسطى والطبقة العليا في العديد من أكبر المدن الأرجنتينية. وقال المحلل سيرجيو بيرينزتين "هناك قطاع من الرأي العام خاصة في المناطق الحضرية يعبر عن استيائه من كيرشنر وزوجته." وكثير من التأييد الذي حصلت عليه فرنانديز جاء من الطبقات الفقيرة والعاملة في بوينس أيرس أكثر مدن البلاد ازدحاما بالسكان وفي الأقاليم الشمالية الفقيرة حيث يرجع كثيرون الفضل لكيرشنر في توفير وظائف. وفي الكلمة التي ألقتها بمناسبة الفوز ناشدت فرنانديز الأرجنتينيين مساندتها قائلة "نعلم أن من الضروري تعميق التغييرات ولكي نحقق ذلك نحتاج إلى حشد أكبر عدد من الأرجنتينيين لمساعدتنا."