وزيرة السياحة الباكستانية رداً على فتوى (طالبانية) لعزلها :
اسلام اباد / متابعات قالت وزيرة السياحة الباكستانية، نيلوفار بختيار، إنها لا تخاف من تهديدات الأصوليين الذين طالبوا بإقالتها بعد أن شاهدوا صورتها وهي تحتضن معلمها المخضرم الذي يبلغ من العمر 71 عاما في فرنسا مرحبة به عند هبوطها إلى الأرض بعد القيام بقفزة بالمظلة. وقالت في تصريح نشره أمس صحيفة «الشرق الأوسط» إنها لا تخاف من الأصوليين لأن زملاءها في الحكومة والرئيس مشرف والشعب الباكستاني يؤيدها،يجئ ذلك في الوقت الذي فرضت فيه السلطات الباكستانية حراسة مشددة على وزيرة السياحة بختيار،بعد زعم الأصوليين المتشددين أن أفعال الوزيرة انتهكت تعاليم الإسلام وخالفت القيم الاجتماعية المتمثلة في الفصل بين الجنسين.حيث شكل امير المسجد الأحمر محكمته الإسلامية الخاصة يوم الجمعة الماضي وأمهل الحكومة شهرا كموعد نهائي لتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وهدد بالقيام بعمليات انتحارية .وردت الوزيرة الباكستانية بختيار على طوفان الانتقادات الذي انفجر ضدها من التيار الأصولي المتشدد والقوي «أنا لا أعترف بأي فتوى ضدي، فالمحكمة غير الشرعية لم تتحرَّ الحقائق وأصدرت الفتوى المزعومة دون أي أسس».وقالت إن الذين أصدروا الفتوى ضدها ليس لهم درجات علمية شرعية تؤهلهم لذلك»،مضيفة أن «الإسلام لا يسمح بالتشهير وقذف الناس. وأنا شاركت في عرض مظلي وقفزت من ارتفاع 6000 متر لتأمين صناديق مالية للأطفال الذين تأثروا بزلزال 8 أكتوبر 2005 في منطقة (أزاد كشمير) الباكستانية». وأضافت: «أنا فعلت ما كان يتوجب عليّ فعله بإخلاص ولا أخاف إلا الله»،متابعة قولها: «لم أفعل شيئًا ضد تعاليم الإسلام، فأنا أفضل تدينًا من هؤلاء الذين ينتقدونني؛ لأنني عانقت رجلاً يبلغ من العمر 71 عامًا». وقالت إن المرأة تحت حكم الرئيس برويز مشرف حققت كثيرا من الانجازات، ولكن هناك بعض فئات المجتمع يريد إرجاع المرأة الى الصفوف الخلفية.وشددت بختيار على أنها ستستمر في تطبيق سياسة الرئيس مشرف «للتحديث المستنير للبلاد»، وقالت: «لن أخاف من هذه الفتاوى غير المعترف بها، بل سأقفز ثانية مع المظليين لو سنحت لي الفرصة مرة أخرى».ووقعت الأزمة أثناء زيارة الوزيرة بختيار لفرنسا للمشاركة في معرض «زوروا باكستان» السياحي بهدف الترويج للسياحة في البلاد، حيث شاركت الوزيرة على هامش زيارتها في عرض مظلي؛ لجمع تبرعات للمتضررين من زلزال أكتوبر 2005. والطلب الذي جاء في الفتوى الأصولية هو أحدث تحد لحكومة الرئيس مشرف من المسجد الأحمر المؤيد لطالبان.وكان الإمام المتشدد الملا عبد العزيز، إمام المسجد الأحمر في (إسلام أباد ) قال الاثنين الماضي، انه يجب عزلها،زاعما أن «تصرفها غير إسلامي ويتعارض مع قواعدنا الاجتماعية وإنها أساءت للإسلام وتجب معاقبتها "، مهددا بأنه يجب عدم النظر باستخفاف الى مثل هذه النداءات.وكان مسلم متعصب قتل في فبراير الماضي وزيرة بحكومة إقليم (البنجاب) بالرصاص لاعتقاده بأن النساء يجب ألا يشتغلن بالسياسة. وحكم على المسلح بالإعدام الشهر الماضي. ونشرت الصحف الباكستانية صورًا للوزيرة بختيار مرتدية سترة المظليين الملوّنة خلال مشاركتها في قفزة بالمظلة، وظهرت في بعض الصور وهي جالسة أمام مدربها في الطائرة قبل أن تقفز منها، وفي صور أخرى ظهرت وهي تعانق مدربها الفرنسي الكهل الذي يبلغ من العمر 71 عامًا بعدما نجحت في الهبوط إلى الأرض، مما أثار انتقادات كبيرة من الجماعات الإسلامية الاصولية المتشددة.