مع الأحداث
منى شداد المالكي أجرجر خطوي متثاقلة نحو ما يدعونه ( مدرسة) وهي في أغلب الأحوال مبنى مستأجر، محاط بأسوار عالية تحجب عنه الهواء والنور في الصباح المشرق! بحجة المحافظة على تلك الجوهرة المكنونة, والدرة المصونة, التي أصيبت بهشاشة العظام، ونوبات الربو المتكررة, جراء الخطأ في تشخيص حالة الحماية المطلوبة من قبل أطباء، أقصد حراس الفضيلة الأشاوس!! وساهمت حقيبتنا المدرسية العتيدة في الإجهاز على عمودنا الفقري والذي اشتكى من عتاد ما تحمل تلك الجوهرة المكنونة. وتكمل الدرة المكنونة، كنت أحلم ويحق لي الحلم بمساحات خضراء للركض أو المشي على أقل تقدير وبحصة رياضية أمارس فيها قليلا من التمارين الرياضية لأنني لا أملك ما يكفي للاشتراك في ناد صحي، وعندما صرحت بأحلامي تلك لمعلمة النشاط استرجعت وشهقت وهي تعنفني (استغفري الله وتعوذي من الشيطان). بدأنا طابورنا الصباحي المهيب كالعادة بإذاعة مكررة ترتفع فيها الأصوات بالوعد والوعيد والتهديد والعقاب والتحذير من ذئاب بشرية ووحوش متربصة، وفي الختام نهدأ على صوت يعدنا بالحماية الدائمة وبالتفكير عنا في مجابهة الأخطار، وما عليك أيتها الجوهرة إلا إظهار الخوف والضعف الدائم وعدم الخروج عما نريد وبذلك تضمنين مكانك الصحيح المرضي عنه مجتمعيا!! بعدها تعلن مديرتنا الموقرة التي مرت كل قريباتي بدءاً من خالتي الكبرى وعماتي وأمي على إدارتها المجيدة وهي مازالت هناك على كرسيها الاحتكاري بجدارة، تعلن أسماء الطالبات اللاتي حاولن فقط الخروج عن الأوامر لتنزل بهن العقاب على رؤوس الأشهاد. بعدها يتحرك الطابور المجيد لحضور الحصة الأولى بدون النشيد الوطني والذي أعلنت أبلة... أن ترديده لايجوز!!! فأتحسر على وطن يجحده أبناؤه ويبكون على مواطن أخرى غيره!! وفي الحصة الأولى تدخل أبلة.... لتلقنا على طريقة الكتاتيب من مناهج عفا عليها الدهر وتطلب السموحة، تدخل مكفهرة مزمجرة يعلو ذلك الوجه الصبوح علامات السخط والغضب لا ندري سببا ولكن ندفع الثمن عند السؤال عن معلومة حصلنا عليها من الشبكة العنكبوتية، فإذا صراخها يعلو وتذكرنا بأيامها الدراسية الحافلة، (أنا عندما كنت في مثل سنكن كنت وكنت وكنت) لم تع أبلة.... أن كل شيء حولها تغير وهي الوحيدة التي بقيت على حالها. تعبت من تذكر حال مدرستي ولكن ما صعب عليَّ نسيانه هو حضور أمي عندما أتت لتسأل عني وعن مستواي التلقيني الببغائي كيف قابلتها مديرتي ومعلماتي (بعض معلماتي )كان الاستقبال لا يليق بصرح تعليمي يطلق عليه مجازا مدرسة ولكن نظرات أمي كانت كافية أن أطلب منها ( أدع لنا أمي أن يصلح ربي الحال).. ابنتكم.[c1]* عن /جريدة ( الوطن ) السعودية[/c]