نص
* مناخ الحرية الفارض نفسه في كثير من الدول المتحررة وما يشهده العالم اليوم من تطور على كافة الأصعدة من أهمها العولمة والتطور التكنولوجي الذي ألغى كثيراً من المفاهيم القديمة وان كان لابد من التعامل مع الموروث القديم وتطويره وبطبيعة الحال كان لظهور الديمقراطية حركة إبراز الحرية والتي تعتمد على الشعارات والخطابات الرنانة وبلادنا حازت على جزء كبير من هذا الاستهلال وان انعكس سلباً على الحركة الوطنية واثر بهذا القدر اوذاك على مسيرة الثورة وبناء الدولة الحديثة ورغم كل المتغيرات فان العصر اليوم هو عصر العولمة حتى أصبحت الدنيا اصغر مما كانت بل والعالم ظهر كقرية صغيرة ولعبت أعداد من القوى العاملة بمختلف اتجاهاتها على هذا التغيير فما الذي لعبه المثقف أو المبدع في زحمة هذا التغيير. * وفي ظل هذا المشهد السريع للتغيير برزت أزمات تتنوع وفق حالة المجتمع وواقعه والنظام السياسي الحاكم والمثقف هو واحد من تلك المجاميع وان كان له واقعه الخاص وفق تنوع عطاءاته الإبداعية والسؤال هل لهذا المثقف دور يلعبه في ظل الواقع ( السياسي / الاجتماعي / الاقتصادي) وهو ما يفرض عليه الواقع لزاماً .. وعلى المثقف أن يعيش الواقع وينخرط في المجتمع وتحسس نبض الشارع بهدف التعبير عنهم وترجمة واقعهم والارتقاء بفكرهم لان الفكر سلوك حضاري راق والمثقف الصادق مع نفسه ومجتمعه عليه أن يتجرد من الحزبية وفكر الحزب المنتمي إليه من منطلق إن الوطن هو حزب الجميع وان المواطن هو صاحب المصلحة الحقيقية في كافة المكاسب والمنجزات المحققة والمثقف السياسي لربما يكون أكثر اثراً من المثقف المنزوي على ذاته دون أن نحدد مستوى الإبداع عند هذا أوذاك فالقراءة العميقة للواقع هي الأصدق في تعميق الفكر العام والالتفاف الجماهيري نحو التطور والنهضة والإبداع واهم الخطوط الرئيسية تنطلق من الحوار والمنطق وإنكار الذات والشخصية. * أمامنا عدة نقاط وتساؤلات نتمنى من الجميع المشاركة الفعالة لإثراء هذا الموضوع والخروج بحلول قد أسهم بتنشيط الحركة الثقافية وانتشالها من الركود.. وبمنطقية لتغيير الفراغ السائد سوى بتعمد أو بتكاسل وهل هذا الواقع محلي أو إقليمي أو عربي وهل بالفعل نحن بحاجة لحركة ثقافية متطورة وهل الثقافة سلوك بيئي متوارث بتقمصه المثقف وفق مستوى المناهل المحددة والممكنة عبر تواجده المحلي أو وفق ظروف حياته العملية من خلال ( الاغتراب) أو الدراسات العليا التي تمتد لسنوات في ذلك البلد العربي أو الأوروبي فيضيف لثقافته ويخلق نوعاً أجمل. * ونتساءل هنا بحذر شديد من هو المثقف ؟؟؟ هل من يجيد رص الكلمات والتعبير عن ذاته في الحوار أو في إبداع من الإبداعات التي يمارسها وهل يفترض أن يطور من معارفه وفق متطورات العصر حتى يسهم بفعالية بالواقع المعاش وهل الثقافة سلوك أو فكر وهل انعزال المثقف من الواقع المحاط به سلبي أو ايجابي ولماذا وما أهم ما دفعه إلى ذلك وهل توجد حلول مقنعة وقانعة لكل الأطراف إذا كان النظام الحاكم أو الحزب هو المهيمن على مجريات الأمور هل ينصاع له المثقف أو الرفض وصنع عالمه الخاص للانطلاق وفق مصالح الناس وترجمة ذاته بصدق وواقعية؟. * ونتساءل حول الفعاليات المكرسة للاحتفال بالأحداث الوطنية هل للمثقف دور فيها أم أنها تخضع لولي الأمر بإظهارها كدعاية إعلامية وبهرجة سياسية بعيداً عن الواقع وصرف مبالغ خيالية تحتاجها الحركة الثقافية أكثر من حاجتنا ( للشرح ورقص البرع) ويكون فيها المثقف هامشياً المثقف الصادق مع نفسه أما مثقف السلطة والخاضع لولي الأمر فهو يطافح وراء ( البيستين) التي لا تكفي لسد جشعه وبدوره ايضاً يحقن المثقف والمبدع بحقن الإحباط هل نحتاج لمثل هكذا عشوائية باحتفالات ترضي الكباش السمان .. تلك الصرفيات ببذخ لا تعطي فرصة للمثقف الواعي من المشاركة الفعالة في عملية التغيير للواقع وانتشال الوطن من المرارة وتعديل دفة سفينة أهداف الثورة فالمتسولون وأدعياء الثقافة أعطوا فرصة للجهات المختصة بوضع المثقف القادر على بلورة الرأي العام وتعميق ولاء المواطن للوطن على رصيف ( طبل واكذب) وإلا موت جوع أما المثقف القوي الشجاع لا توثر عليه مخالب ( طاهش الحوبان) ولا الخوف ( من جنية العقبة). * يدفعنا كل هذا إلى كيف تحرك منظمات العمل المدني والاتحادات الإبداعية لدور المثقف مثل - اتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن واتحاد الصحفيين اليمنيين ونقابة الفنانين والمنتديات الثقافية والجمعيات لوضع حلول لكثير من المشاكل والأزمات والمشاركة الفعلية حتى على الصعيد السياسي.. كيف للمثقف أن يشارك بفعالية وتماسك ومصداقية وما وضعناه أمامكم هو موجز لواقع يحتاج لكافة الآراء نريد مصداقية وشفافية في طرحكم وإعطاء الموضوع حقه لإنقاذ ما وصل إليه المثقف والمبدع ولا نبالغ إن لم نقل الإنسان؟.