غضون
* في اليومين الماضيين كنت في قريتي بالقبيطة بحضرة أمي وأبي هناك، وبعد أن أديت واجب الطاعة وفروض الولاء عدت على عجل من الطريق نفسه.. الطريق من الوهط إلى ما قبل سوق السبت «مركز طور الباحة» سالك ومريح باستثناء مسافة لم تعبد ولم تزفت منذ 19 سنة وهي المسافة الفاصلة بين أول محطة بترول ومركز المديرية، ومن مركز طور الباحة إلى المفاليس هناك شبرا زفت وثلاثة أشبار تراب ومعدات شق كانت ساكنة في الذهاب والإياب.. أما من المفاليس إلى القرية فوادي «السبد» كما هو منذ خلق الله الأرض في تلك الستة الأيام!* في القبيطة أشياء تفرح القلب وأشياء تورم «الكـ ...ل».. الجفاف مشكلة أزلية والبنات مكلفات بمد منازل أسرهن بالمياه بصفائح محمولة على الرؤوس أو ظهور الحمير، ومن مسافات بعيدة حتى أن البنت تشرب نصف دبة الماء في الطريق من شدة الحر والتعب، في هذه الأيام بدأت هذه المعاناة تخف بفضل موسم الأمطار وليس بفضل الحكومة التي أهدرت مراراً مواسير مياه طولها عشرات الكيلومترات لمشاريع مياه أخفقت فيها مرة بعد مرة.. الإيجابيات في القبيطة تأتي من الجهة الأخرى.. فهناك طريق معبدة ومزفتة بدأت من الراهدة ووصلت إلى عيريم قلب القبيطة، وهناك شبكة كهرباء تم توصيلها إلى كل بيت تقريباً ولكن التيار الكهربائي لم يسر في روحها ونرجو أن تضاء البيوت الآن وعدم تأجيل الاحتياج إلى الانتخابات القادمة إذا كانت هناك انتخابات!!* يؤسفني أني لم اعتذر لرئيس تحرير هذه الصحيفة ولقراء هذا العمود، ذلك لأني شغلت قبل سفري وتقطعت بي السبل أثناء وجودي في القرية..* ملاحظة.. بالنسبة لحامل ماجستير العلوم الاقتصادية وبكالوريوس قانون عام، قد جربني عبر بريدي الألكتروني.. أنا أقول ما هو سديد وأفعل ما هو حميد ولا يشرفني التعاطي مع الوضيع والخسيس واللئيم.