الرياض/ متابعات : لم تعد خدمات التوصيل للمنازل تقتصر على المطاعم ولا على التموينات الغذائية، فقد توسعت هذه الخدمات ووصلت إلى صالونات التجميل، التي أصبحت توفر خدمات حقن الخدود واليدين والجسم والوشم وإجراء عمليات إذابة السلويت تحت مسمى أخصائية التجميل، والتي لا تحمل غالبا شهادة طبية متخصصة تصرح لها بمزاولة هذه المهنة التي تمارس في المنازل أو المشاغل دون رقيب.يقول استشاري التجميل، زميل الكلية الملكية الكندية الدكتور أيمن حلمي، إن «هذه المشكلة بدأت تظهر وتنتشر بطريقة غير قانونية من قبل المشاغل التي تستقطب عدداً من الزبائن للكسب المادي فقط، والمشكلة تعود إلى سببين: الأول المضاعفات الناتجة عن المواد التي تستخدم في عملية الحقن، وهي مواد ضارة ومحظورة عالميا ينتج عنها التهابات صديدية وبكتيرية، وأحياناً فطرية، وتستغل المشاغل جهل بعض النساء بخطورة الأمر ، فيقبلن على ذلك من خلال الدعايات التسويقية حول هذه المواد، والادعاء بأنها مواد نباتية ليس لها ضرر. أما السبب الثاني فهو المضاعفات الناتجة عن طريقة الحقن، وانعدام الخبرة في هذا المجال».وأضاف أن «هناك حالات عدة قمت بمعالجتها ، ومنها ما كان في الوجه وفي اليدين، وهناك حالة عالجتها بعد أن حقنت إحدى العاملات في المشاغل مريضة في الجسم بناء على طلبها، فتحول مكان الحقن بعد مرور الوقت إلى خراج ومواد ملتهبة، ونقلت هذه المريضة إلى أحد المستشفيات الكبيرة في الرياض، وتم إدخالها إلى العناية المركزة لمدة طويلة حيث أجريت لها عدة عمليات، ولازمت المستشفى شهوراً طويلة، وحالة أخرى لسيدة حقنتها إحدى العاملات في الساق لتكبير حجمها، فأصيبت بالتهاب مزمن غير بكتيري، ثم تحول إلى مواد متكتلة وقاسية وكأنها حقنت بمادة إسمنتية».وأشار الدكتور حلمي إلى أن عمليات حقن الشفاه أيضا لها آثار سلبية لا تظهر في وقت مبكر. بل بعضها لا يظهر إلا بعد سنة أو سنتين، ومنها ظهور التهابات أو تشوه عند الابتسامة، وكذلك تغير لون الشفاه بشكل غير مقبول.وعن التدخل وناشد الدكتور حلمي بتوعية المجتمع بخطورة هذه المواد ، وأن يمنع الحقن في بعض المشاغل، على ألاّ يتم استخدامها إلا على أيدي أطباء متمكنين وممارسين لهذه العمليات.من جانبها، قالت إحدى المريضات «أ. ب» « إذا كان الخطأ قد يحدث عند الأطباء المزاولين لهذه المهنة بصورة قانونية، فإن هؤلاء العاملات اللواتي يمارسن هذه المهنة تتضاعف الأخطاء لديهن، وذكرت أن الأسباب التي تجعل هؤلاء السيدات يلجأن إلى هذه المشاغل أو يستقبلنهن في بيوتهن كثيرة، وهي هروبهن من المواعيد والانتظار في العيادات، بالإضافة إلى بحثهن عن ما هو سريع ومختصر، ولا يدركن العواقب لهذا الأمر.وتقول إحدى المريضات «ن. س» إن مشكلتها بدأت بالحقن في منطقة (الوجنتين والشفايف) في أحد المشاغل، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بالتهاب، وأضافت أنها أعادت الاتصال بمن حقنتها، فقالت إن الأمر طبيعي جداً، وإن الألم سوف يزول بعد فترة، ولكن الأمر لم يكن ألماً فقط، بل تحول إلى التهاب بكتيري ألزمها بالجلوس في المستشفى فترة طويلة للعلاج.وأضافت أنها سألت هذه العاملة في المشغل، وعلمت أنها لا تحمل شهادة طبية وأنها غير متخصصة في هذا المجال، وقالت إن الموضوع لم يقتصر على هذا الحد، بل إن هذا المشغل الذي تعرضت للحقن فيه، وظف طبيبة نسائية تقوم بعمليات تجميل للنساء المتزوجات في المشغل، بل تصل إلى المنازل.وعن الأسعار أشارت إلى أن «عملية الحقن للإبرة الواحدة (5مل) تصل إلى 2500 ريال، وهي بذلك باهظة ومكلفة جداً، والنتيجة التهابات وتشوهات.وقالت إن إحدى الكوافيرات التي تمارس مهنة الحقن داخل وخارج المشاغل تمارس هذه المهنة منذ سنتين، وإن السيدة المسؤولة عنها جعلتها تصل إلى العديد من الشخصيات وعمل حقن لهن، بل إن لديها زبائن من خارج المملكة.وأضافت أنها تعمل مع أحد المشاغل بنسبة معينة لصاحبة المشغل، وأن هناك عروضاً خاصة لمن تقوم بزيارتها في المنزل، كما أن خدمتها لا تقتصر على ذلك فحسب، بل تقوم ببيع كريمات تجميل وإزالة الكلف والنمش من الوجه، وهي مصنوعة من مواد طبيعية نباتية تقوم باستيرادها من أوكرانيا ومن سوريا.إطار:على ذات الصعيد قالت مديرة الوحدة النسائية بأمانة مدينة الرياض الدكتورة ليلى الهلالي إن «لدينا فريقاً كاملاً من فتيات سعوديات مهمتهن الإشراف على جميع مشاغل الرياض. على الرغم من اتساع المدينة، وفي حال تواجد مشاغل مخالفة للشروط المبنية عليها يتم الإبلاغ عنها فوراً ، وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة، أما فيما يتعلق بالمشاغل التي يوجد بها أخصائية تجميل أو طبيبة تجميل أو طبيبة نسائية تقوم بممارسة مهنتها في المشغل، فإننا نقوم بإغلاق المشغل تماما لأنه يمنع منعاً باتاً أن تمارس الأخصائية أو طبيبة التجميل عملها في مشغل.وناشدت الدكتورة الهلالي المواطنات بالحرص على التبليغ فوراً للأمانة عن طريق الموقع الإلكتروني أو عن طريق الهاتف (4112222)، وأكدت أن هذه الأمور تعتبر من إماطة الأذى عن الطريق، وعلى صاحبات المشاغل الاطلاع على النظام والإلمام به. حتى لا يقعن في أمور كبيرة يحاسبن عليها ويتحملن مسؤوليتها.
كوافيرات في السعودية يتنقلن بين المنازل ويحقن النساء بمواد ضارة
أخبار متعلقة