د. زينب حزامنالت رقصة البرع التي تعد من الفنون الشعبية اليمنية إعجاب جمهور الفن اليمني في عدة مهرجانات دولية ومنها المهرجان الدولي الذي أقيم في القرية الفرعونية بمصر.وتعد رقصة البرع من الفنون الشعبية اليمنية المشهورة في صنعاء وعدن ولحج وأبين وغيرها من المحافظات اليمنية، وتعتمد على رشاقة الحركات الراقصة للفنانات الشعبيات والفنانين الشعبيين، وهي لوحة فنية تترجم العادات والتقاليد بحركة رقيقة وفنية على أنغام آلات المزمار والطبل والدف وغيرها من الآلات التي تصاحب هذه الرقصة التي تحمل قيمة تاريخية وتلفت أنظار المشاهدين إلى هذه اللوحة الفنية الراقصة والأزياء الشعبية الجميلة التي ترتديها الراقصات والحلي الذهبية والفضية والأقمشة الحريرية الملونة بالزخارف والقطع المتلألئة بالألوان المتنوعة التي تزين الراقصة، والزي الشعبي اليمني الذي يرتديه الرجل في هذه الرقصة الشعبية.[c1]الفنون التطبيقية اليمنيةتعكس الوجه الحضاري في التراث اليمني[/c]اشتهرت اليمن منذ العصور القديمة بالفنون ومنها الرقص والموسيقى، وتمثل الفنون اليوم أحد أوجه التنوع والتفاعل الأصيل في الثقافة اليمنية، كان ذلك إبداعاً فنياً وجدانياً أو عطاء علمياً تطبيقياً يمثل العادات والتقاليد أو من أنماط الحياة الأخرى.وتمثل رقصة البرع جزءاً من التراث الشعبي في معظم المناطق اليمنية وخاصة في الريف وهذا ناتج عن اهتمام الناس بالمحافظة على تراثهم بعكس المدينة التي طغت عليها الثقافة الأجنبية.واللافت للنظر أن سفر الفرق الشعبية اليمنية قد قل في الآونة الأخيرة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، ولكن هذا لا يعني تجاهل الفنون الشعبية وإقامة المهرجانات الثقافية والفنية المحلية والاتصال الثقافي الدولي حتى تتطور علاقاتنا مع الشعوب الأخرى ثقافة وفناً، وحتى نوضح لدول العالم أجمع أن شعبنا يحب العلم والثقافة والسلام والحرية وأن الفنون الشعبية جزء من التراث العربي والإسلامي الخالد الذي يعبر عن حضارات الدول العربية والإسلامية ونحن في مشاركتنا في المهرجانات الدولية نقدم الفنون الشعبية وجوانب شتى من حياة المجتمع اليمني وخصوصاً التراث الحميري.ومثل أي مجتمع تختلف الفنون الشعبية من منطقة إلى أخرى ففي العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن نجد ألواناً من الفنون الغنائية المرتبطة مباشرة بحياة البحر والتغني بجمال مناظر البحر والجبال والنوارس وأشهرها رقصة الصيادين والشرح المنتشرة في الأعراس والحفلات الشعبية، ويصاحب هذا الرقص رائحة البخور والعود ورائحة أزهار الفل والمشموم والورود الحمراء والبيضاء التي تزين أعناق النساء والرجال معاً.إن الفنون الشعبية اليمنية نتاج المجتمع اليمني وامتداد للماضي والحاضر فالتقاليد والعادات والقوانين والعلاقات الاقتصادية والسياسية والفنون والملابس والأذواق والمأكل والمشرب واللهجات وخصائص الفكر الإنساني ليست وليدة الحاضر ولكنها حصيلة تجارب وخبرات تمثل شخصية الإنسان في المجتمع اليمني فهي السيادة والهوية اليمنية... وأن الثقافة والفنون هي الوجه الحضاري للشعوب.[c1]رقصة (الرزحة)[/c]تعد رقصة الرزحة من الفنون الشعبية اليمنية، ويقوم بتأديتها رجال ونساء يشكلون صفين، وهي من الرقصات المشهورة في الريف اليمني أيام جني المحاصيل الزراعية مثل الحبوب وهذا يدل على الخير.. وفي هذه الرقصة (الرزحة) يتقابل صفان من الرجال والنساء يرقصون على إيقاع منظم بدق الرجل اليمنى بالأرض ويسير الصف المقابل له مقترباً منه ثم يعود إلى الخلف حتى يصل إلى موقعه السابق على إيقاعات الطبول وإيقاعات الأغاني الشعبية، وعلى سبيل المثال تقوم رقصة الرزحة في محافظة لحج على إيقاعات الأغنية اليمنية المشهورة في هذه المحافظة التي كتبها الشاعر اليمني الراحل أحمد فضل القمندان في ربيع أخر سنة 1354هـ يقول مطلعها:يا عجيبي عجيبي عجبهاش عقلي وقفّى وهبالمخرص بقرط الذهببت ساهر مع السامرييا مكحل طويل الهذبيا مؤصل عريق النسببس قل لي أشوه السببيا مسلي على خاطري.[c1]رقصة (الشرح)[/c]وهي من الرقصات الشعبية اليمنية، يرقصها الرجال والنساء معاً وتؤدي على طبلة الهاجر والمراويس، وهذه الرقصة سريعة الخطوات، ولرقصة الشرح ألوان مختلفة، وبإطلاق الألحان تختلف الأوزان الشعرية، إلاّ أنه يظل واحداً، ومن أشعار وأغاني هذه الرقصة:قال بو فضل سالم سبتك وامهيدعدمتني الفيد ذي قدني من العصر شوفهكود بوبكر با يحكم عليّ بفيدباليد وش همّ سالم لا تقصت شوفه.[c1]رقصة الحناء[/c]وهي من أشهر الرقصات الشعبية اليمنية في الأعراس والمناسبات، ويقف الراقصون بشكل دائري وكل يمسك من بجواره بكلتا يديه من الخصر ويتوسط هذه المجموعة المغني والعازفون وأصحاب الطبول (المراويس والهواجر) وامرأة تحمل البخور في طست به قليل من الحبوب وعدد من البيض، وتبدأ الرقصة على إيقاع وصيحات الإيقاع والمغني يردد أغنيته المشهورة (واعلى امحنا) وهي من قصائد أحمد فضل القمندان:واعلى امحنا.. واعلى امحناسعد يا مسعود فاح عرف العوداسقني الصهباء دمعة العنقودتجلي الكربة تشفي المارودجلّها يا الله يا كريم الجودبالمبرح قاتنا والمثناسعد يا مسعود فاح عرف الندفي السمر لاقانا أصيل الجدذا كحيل العينين وردي الخديا سمرتا به طيب واتجددكلما طاب أحبابنا طبناواعلى امحنا... واعلى امحنا.
|
رياضة
رقصة البرع من الفنون الشعبية
أخبار متعلقة