أذكر كلما سافرت إلى بلد وعرف الناس أننى مصري يبدؤون على الفور بالقول إنهم يحبون مصر من أجل عادل إمام وأننى محظوظ لأنى من بلد أنجبت عادل إمام، وأول مرة شاهدت فيها عادل إمام كان يمثل دورا بسيطا فى مسرحية أمام “فؤاد المهندس” وهو دور “الإستاذ دسوقى” وكيل المحامى فؤاد المهندس، وكان فى الدور يعتقد أنه أفضل من المحامى، وأنه لولا حصول المحامى على شهادة ليسانس الحقوق لما كان له شأن، وكان يكرر (اللازمة) التى أصبحت مشهورة فيما بعد : “بلد بتاعة شهادات صحيح” لكى ينعى حظه لكونه مجرد وكيل محامى، وظهر من أول وقفة له على المسرح أننا أمام نجم جديد فى عالم الكوميديا، ثم كانت قفزته الكبيرة مع زملائه فى مسرحية (مدرسة المشاغبين) من تأليف على سالم، وأصبح معظم من قام بالتمثيل فى تلك المسرحية نجوما مثل عادل إمام، سعيد صالح، أحمد زكى، يونس شلبى، حسن مصطفى، سهير البابلى، وغيرت تلك المسرحية شكل الكوميديا المصرية، وأصبحت معظم قفشاتها على لسان كل الناس، قفشات من نوع “ إنت المخ وأنا العضلات”،” أبويا يعنى تسرقنى”، “تعرف إيه عن المنطق”، “أبويا إتحرق”، “هو ده الإجتماع إللى بيقلعوا له”، “أنا العشاء أوكى.. بس مش حأقدر أكتب لك جواب غرامى”، “الواد مابيجمعش”، “شفتينى وأنا ميت.. أجنن وأنا ميت”!!وإستمر عادل إمام فى مسيرة فنية رائعة إستمرت أربعين عاما أو أكثر أسعد خلالها الملايين من الكبار والأطفال، وإذا سألت الشعوب العربية فيم جمعها فى السنوات الأخيرة لردت الأغلبية الساحقة “عادل إمام”، وقام عادل إمام بالتمثيل فى حوالى 122 فيلما بالإضافة إلى أنه يقف على خشبة المسرح يوميا لآلالف الليالى يسعد ملايين عشاقه الذين يسافرون إلى القاهرة من المحيط للخليج لكى يستمتعوا بمشاهدته على المسرح وجها لوجه. ومع بداية الإرهاب المسلح وقف عادل إمام فى خط الدفاع الأول ضد جماعات القتل والإرهاب، وأذكر له واقعته الشهيرة عندما أصر على أن يقوم بتقديم إحدى مسرحياته فى أسيوط عندما كانت وكرا لجماعات الإرهاب المسلح والإرهاب الفكرى والإجتماعى، أصر على أن يقدم مسرحيته رغم أنف الإرهاب والذين هددوا بتدمير المسرح فى أسيوط ولكنه جاء من القاهرة وإزدحم مسرحه عن آخره وتمت هزيمة الإرهاب بدون إطلاق رصاصة واحدة، ولو كان لدينا مائة فنان وفنانة فى جرأة عادل إمام لما إحتجنا إلى أى سلاح للقضاء على الإرهاب. إستمر عادل امام فى حربه الجريئة ضد الإرهاب، وأذكر مشهدا له فى فيلم “السفارة فى العمارة” عندما إختطفته جماعة إرهابية وأرغموه على إرتداء حزام ناسف وقالوا له أنه يجب عليه ألا يخشى شيئا ولن يشعر بشئ لأن روحه ستصعد إلى ربها فى السماء مع الشهداء، فقال لرئيسهم: يعنى إنتوا عاوزينى أفجر نفسى وأطلع فوق وتقعدوا إنتوا تحت؟ فرد رئيس عصابة الإرهاب: “أجل”، فرد قائلا: “إيه رأيك نبدل؟”، فرد رئيس العصابة: “ماذا تقصد؟” فقال: “إيه رأيكم إنتو تطلعوا فوق وتسيبونى أنا هنا تحت”!! وبعد كل هذا يجئ واحد مالوش شغلة ولا مشغلة يدعي أنه أمير قاعدة المغرب الإسلامي، وهو جزائري وتفرغ للجهاد كما ترونه فى الصورة المرفقة بهذا المقال وهو متلبس بحالة قصوى من الجهاد، طيب ياعم أبو مصعب :إنت ناوي تجاهد ضد مين بالبتاع إللى شايله على كتفك ده؟ ألم تعرف أن فرنسا قد تركت الجزائر بعد كفاح مرير وجهاد حقيقي وأصبحت تحكم نفسها بأبنائها، هل تريد مزيدا من الشهداء (الأبرياء فى الجزائر)، إذا كان ولا بد من الجهاد فبدلا من أن تقاتل أبناء وطنك بتلك الأسلحة الفتاكة وبدلا من أن تظهر بتلك الصورة السينمائية لماذا لا تحمل متاعك وسلاحك وتذهب إلى غزة مرورا بأحد أنفاقها غزة الكثيرة، وربما لن تتقاضى منك حماس جمارك (إنت بس لما ييجوا يطلبوا منك فلوس قل لهم “مصلحة”)،وأنا واثق إنك بالبتاع الليعلى كتفك ده، حتقدر تدافع عن أهالى غزة ضد العدوان الإسرائيلى. لقد إستمعت إلى تعليق عادل إمام فى برنامج صباح الخير يامصر ردا على من يريد إهدار دمه وقال: “طيب ما أنا كمان ممكن أهدر دمه، بس أنا مش حأعمل كده، أنا حارد عليه بالفن”. وبعدين إيه موضة إهدار الدم، وإحنا ناقصين دم، ما تخللى عندكو شوية دم، كل من هب ودب يهدر دم كل من يختلف معه فى الرأى. أول أمس فى باكستان قامت إحدى عصابات الإرهاب بذبح عالم آثار بولندى يعمل فى باكستان على صفحات الإنترنت، إيه القرف ده، من أين جاءهؤلاء البشر ومن أين جاءوا بهذا الدين الجديد، دين القتل والإرهاب، ولقد دخلت على موقع الإرهاب لقاعدة المغرب فوجدتهم قد وضعوا تلك العبارة، وأضعها هنا بدون تعليق: قال الزبير رضى الله عنه “نحن أمة لا نموت إلا قتلا، ما لى أرى الفرش قد كثر عليها الأموات” وإن كنتم أمة لا تموت إلا قتلا، روحوا إتقتلوا بعيد عننا عشان نرتاح منكم ومن أشكالكم. وقد قررت إنشاء مجموعة على موقع الفيس بوك على الرابط التالي:http://www.facebook.com/home.php?ref=home#/group.php?gid=60891672287&ref=mf، بعنوان:”تضامنوا مع عادل إمام ضد من أهدر دمه” وأدعو كل القراء الكرام (بإستثناء أبو مصعب) بالإنضمام لتلك المجموعة ودعوة كل أصدقائكم بصندوقكم البريدى للإنضمام لتلك المجموعة وفى خلال أسابيع قد نصبح مجموعة كبيرة للتعبير عن التضامن مع عادل إمام، وهذا أقل مايمكننا عمله من أجل فنان أسعدنا فى كل مراحل عمرنا، ولعادل إمام رب يحميه وله جمهوره يحميه أيضا، ولكنى قلت زيادة الخير خيرين!![c1]*عن / صحيفة ( ايلاف ) الألكترونية السعودية [/c]
أبو مصعب عبد الودود رئيس عصابة تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب والذى أفتى بإهدار دم عادل إمام