صافرة قلم
- ليس بغريب على فريق التلال المترنح هذا الموسم أن يخسر أول ديربي له مع جاره اللدود وحدة عدن , بعد غياب هذا الديربي منذ عام 2000م , عندما لعب الفريقان في ذلك الموسم آخر مواجهات الديربي الجماهيري الشهير بينهما , خسره التلال حينها ذهابا وإيابا أما فريق أخضر يتوهج ببريق الانتصار والرغبة الجامحة للعودة إلى الأضواء والانتصارات . - ولأن أوضاع القلعة التلالية في الوقت الحالي ليست على ما يرام خصوصا وأنها جاءت نتاجاً لتراكمات سنوات طويلة من العمل الإداري السلبي المرتبط بسلسلة الانقلابات التي تشهدها هذه الإدارة من خلال مجيء إدارة ورحيل أخرى بصورة إجبارية , فقد أعطت الانطباع الحقيقي للصورة التي بات التلال عليها منذ الجولة الأولى لدوري هذا الموسم بثلاثية أهلي صنعاء . - والمشكلة حاليا أن الإدارة الفاشلة التي قدمت استقالتها , لم تأت بإدارة شرعية للنادي منتخبة من قبل الجمعية العمومية , في ظل مماحكات وصراعات تلالية داخلية للسيطرة على هذا النادي العريق , فيما بادر إتحاد كرة القدم “مشكورا” إلى ترشيح التلال للمشاركة في بطولة كاس الإتحاد الآسيوي بما تحمله من شروط كثيرة مرتبطة بالمشاركات الخارجية , فيما الفريق الكروي الأحمر يواصل عثراته , ويواصل تخبطه متأثرا بمشاكله الإدارية التي لم تجد الاستقرار المناسب حتى اليوم. - التلال ليس نادياً ريفياً هاوياً يمكن أن يلعب اليوم ويتوقف غدا ويأتي بعد فترة مطالبا أن يقدم فواصل من المتعة الكروية لجماهير لا تقلق على مصير ناديه الريفي كما يحدث في كثير من أنديتنا الكروية , فالتلال بالنسبة لنا هو تاريخ كرة القدم اليمنية وهو عراقة أندية اليمن والجزيرة والخليج وهو شموخ أبناء عدن الغراء ثغر اليمن الباسم في وجه كل التحديات التي واجهتها البلاد في السنوات الماضية , وبالتالي فالعمل من أجل التلال يجب أن يكون مصلحة وطنية وقومية وفوق الاعتبارات الشخصية. - التلال ربما يكون قد أصيب بالمرض , ولكنه عملاق لا يموت , وهذا ما يجب أن يؤمن به الجميع , وان يسعوا إلى إعادة الحياة إلى شرايينه القوية المتمسكة بكل قوة في حياة العزة والعراقة والمجد بعيدا عن المماحكات الشخصية والصراعات التي تدور بالخفاء , والتي يغذيها في كثير من الأحيان بعض زملاء الإعلام الرياضي من خلال إسهامهم في تأجيج الصراعات الحمراء داخل القلعة التلالية , فليس بغريب على فريق أصيب بكل تلك الأمراض أن يخسر أمس واليوم وربما يخسر غدا مادامنا وأننا لم نمنحه العلاج المناسب لحالته بعد . - مطلوب من أبناء التلال أن يتحدوا , وأن يتركوا ما كان يروج له البعض في الإدارة التلالية من نظرية المؤامرة ومؤامرة الآخرين على التلال الذي يجب أن يكون أكبر من كل المؤامرات بفضل تكاتف أبناءه الكرام من داخل النادي أو من خارجه , ومطلوب من كافة الجهات الرسمية في قيادة محافظة عدن ووزارة الشباب والرياضة وإتحاد كرة القدم تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لإنقاذ التلال وتهيئة الظروف المناسبة أمامه خلال مشاركته الخارجية المقبلة آسيويا لتشريف الكرة اليمنية .[c1]صافرة أخيرة[/c] - إنقاذ التلال وانتشاله من أوضاعه المتردية بات اليوم مهمة يجب أن يضطلع بها الجميع بما فيهم الإعلام الرياضي الذي يجب أن يرتقي إلى مستوى تاريخ التلال حتى ننقذ بذلك جزءا غاليا من تاريخ أمتنا وعراقتها , وحتى نضع أسسا جديدة لا تنهار معها أنديتنا الكبيرة , ويمكن للأندية الصغيرة من حولها أن تغدو كبيرة وأن تنافس الكبار , وهو في الأساس جزء من تطوير رياضتنا اليمنية , فهل من مبادرة من هنا أو هناك لهذه المهمة التي باتت اليوم ذات صبغة وطنية أكبر من كونها صبغة تلالية خاصة , وأتوقع أن تبادر قيادة محافظة عدن ممثلة بالمحافظ الدكتور عدنان الجفري , وبعض الشخصيات الكبيرة في المحافظة ورجال المال والأعمال وقيادة وزارة الشباب والرياضة بتحريك المياه الراكدة لبعث الحياة مجددا في شرايين هذا النادي العريق حبا فيه وكرامة لجماهيره العريقة وتقديرا لتاريخه الكبير , وكل عام والجميع بخير وتلالنا في أحسن حال ومن تطور إلى تطور وازدهار بعيدا عن « نظرية المؤامرة التي عشنا وهمها طويلا .