- قيل إن رجلاً سمع أن الذي يداوم على قراءة كتاب “شمس المعارف” أربعين يوماً يصبح بمقدوره أن يحضر الجن في الوقت الذي يريده، فأشترى الكتاب وواظب على قراءته وفي صباح اليوم الحادي والأربعين ظهر له شبح مخيف وقال له: شبيك لبيك عبدك واقف بين يديك.. فأصيب الرجل بالذعر وصاح في وجه الشبح: أشتي تروح لك من عندي!وبدلاً من أمنيته في الحصول على جني يتحكم به لتحقيق مطالبه ويحضر له البشر والعفاريت “مربطين” تواضع طلبه إلى: أشتي تروح لك.. وابتعد عني.. وهذا ما حدث للنائب البرلماني أحمد سيف حاشد.. فقد ناضل من أجل نقل متاعبه إلى الاتحاد البرلماني الدولي، وفضل أن يطرح قضيته على منبر دولي مسموع ومشهور، وبعد هذا التعب قرر العودة إلى الوطن مكتفياً من الغنيمة بالإياب.- الاتحاد البرلماني الدولي منظمة محترمة، ولكن النائب حاشد لم يعد يراها كذلك، لأنها ببساطة لم تصدر له القرار الذي يروق له والذي ظل يبحث عنه طيلة عامين.. حاشد يقول الآن إنه قرر العودة إلى بلاده لأنه اكتشف أن المنظمة الدولية هشة ودميمة وأداؤها ضعيف ولا تأثير لها.. وأنها خذلته ولذلك هو مصدوم.. وأعتقد أن رأيه فيها سيكون مختلفاً لو أنها أرضت مزاجه وخالفت تقاليدها وأصدرت له القرار الذي يريده..لا أشمت في هذا النائب ولن أشمت بزميليه الشنفرة والخبجي اللذين قررا الذهاب إلى الاتحاد البرلماني الدولي وسيرجعان وبنفس البضاعة التي رجع بها رفيقهما، وهي بضاعة من جنس العملة التي يذهبون بها إلى تلك السوق الطاردة للعملة الرديئة..أقول إني لا أشمت، بل أعيد التذكير بأن البدايات الخاطئة تقود إلى نتائج عقيمة.. وأن أفضل مكان نناقش فيه مشاكلنا ونضع لها حلولاً هي هذه البيئة وليس خارجها حتى لو كان هذا الخارج مكاناً نظيفاً مثل سويسرا.- النائب حاشد تعرض لحملة تكفير من قبل نواب في (حزب الإصلاح)، كما طالب نواب عن (حزب المؤتمر) برفع الحصانة البرلمانية عنه، ودخل أحد السجون بوصفه نائباً يريد الاطلاع على أحوال السجناء بينما كان في الحقيقة في مهمة صحفية، ولهذا السبب تم توقيفه لبعض الوقت.. والنائبان الشنفرة والخبجي يشتغلان بالحث على العنف والمناطقية والكراهية والخروج عن القانون ومع ذلك يشكوان من التعسف ويدعيان لدى الاتحاد البرلماني أنهما ملاحقان بدون سبب.. وفي كل الأحوال الحقيقة لا تزال غائبة وهؤلاء النواب مشاركون في تغييبها ومع ذلك يريدون حلها بعفريت أو ما يظهر لهم يقولون له “أشتي تروح لك من عندي”!وأزعم أن هؤلاء النواب بمقدورهم العودة إلى داخل مجلس النواب وطرح قضاياهم بوضوح.. وهذا حقهم كما هو واجبهم.
أخبار متعلقة