المالكي يقول إن البعض يتحرك بعقلية تآمرية ويحلم بإعادة عقارب الساعة إلى لوراء
رئيس وزراء العراق
بغداد/14 أكتوبر/ من روس كولفين: قالت الشرطة العراقية إن مهاجما يستقل دراجة نارية قتل 28 شرطيا عراقيا أمس الإثنين عندما فجر نفسه داخل قاعدة للشرطة شمالي العاصمة العراقية بغداد في واحد من أعنف الهجمات على قوات الأمن العراقية خلال أشهر. وقال اللواء غانم القريشي قائد شرطة محافظة ديالى ان المهاجم دخل القاعدة التي توجد بها وحدات الرد السريع الخاصة وهاجم مجموعة من رجال الشرطة خلال تدريباتهم الصباحية. وصرح بأن الأنباء عن تفاصيل التفجير كانت غير واضحة لان كل من كان في الموقع إما قتل أو أصيب إصابة بالغة. وتقع قاعدة الشرطة في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى التي تقع على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال من بغداد والتي تعد معقلا للقاعدة وجماعات سنية أخرى وأيضا لميليشيات شيعية نشطة. وذكرت الشرطة ان 20 على الأقل أصيبوا في الهجوم من بينهم امرأة وطفل. وفي بلدة الصينية بشمال العراق قالت الشرطة ومسئولو صحة ان سيارة ملغومة انفجرت في منطقة سكنية ودمرت منزلين وقتلت سبعة وجرحت 11 . ولم تعلن على الفور أي جهة المسؤولية عن هجوم بعقوبة لكنه يحمل بصمات القاعدة التي تستخدم كثيرا مفجرين انتحاريين في هجماتها على قوات الأمن العراقية. وتوعدت القاعدة بمهاجمة مقاتلين سابقين من السنة تحالفوا مع القوات الأمريكية في ديالى في محاولة لاقتلاع وجودها من المحافظة. وشنت القوات الأمريكية والعراقية هجوما كاسحا على القاعدة في ديالى هذا العام واستعادت سيطرتها على بعقوبة مما أجبر مقاتلي القاعدة على الفرار إلى أماكن أخرى. وشكلت "جماعات المواطنين المهتمين" على غرار وحدات الشرطة العشائرية التي تشكلت في محافظة الانبار الغربية حين انضم زعماء عشائريون إلى القوات الأمريكية لإجبار مقاتلي القاعدة على الرحيل.، لكن القاعدة تحملت هذه الهجمات وحذر قادة الجيش الأمريكي من أنها مازالت قادرة على شن هجمات مدمرة. وكانت القاعدة تستخدم محافظة ديالى كقاعدة لشن هجمات على بغداد. وكان قائد شرطة بعقوبة من بين 26 قتيلا سقطوا الشهر الماضي حين فجر مهاجم نفسه في مجمع ملحق بمسجد كان يجتمع فيه زعماء شيعة وسنة لإجراء محادثات مصالحة. وأرسلت واشنطن 30 ألف جندي إضافي إلى العراق في إطار إستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش الجديدة في العراق لتوفير مناخ آمن لزعماء العراق المنقسمين على أنفسهم للتوصل إلى مصالحة. وقتل عشرات آلاف من العراقيين في أعمال عنف طائفية بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية منذ فبراير حين نسف مفجرون مزارا شيعيا في سامراء شمالي بغداد. وقال اللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو ثاني أكبر قائد أمريكي في العراق الأسبوع الماضي ان العنف في العراق انخفض إلى ادني مستوى له منذ يناير عام 2006. إلى ذلك تسلمت قوات الأمن العراقية رسميا السيطرة على محافظة كربلاء أمس الإثنين لتكون هذه المحافظة الثامنة التي تتسلم الملف الأمني من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وقال السفير الأمريكي ريان كروكر وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس إن تسليم كربلاء لحظة مهمة في انتقال العراق لمرحلة الاعتماد على الذات.، وأضافا في بيان "إن قوات الأمن العراقية في كربلاء تعمل بنجاح بشكل مستقل وحافظت على أمنها خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة... لقد أظهرت استعدادها للاضطلاع بالمسؤولية في المحافظة. وهي منوطة بهذه المسؤولية اليوم." ومن جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء مراسم نقل السلطات الأمنية في محافظة كربلاء إن المصالحة الوطنية نجحت وإن الباب مازال مفتوحا لكل من يريد العودة والمشاركة في عملية بناء العراق الجديد. وقال المالكي "ان محافظة كربلاء تلتحق اليوم بقائمة المحافظات التي تسلمت الملف الأمني وهذا يعني كثيرا ويعني تطورا كبيرا وخطوات حثيثة على طريق تسلم كامل الملف الأمني." وكشف المالكي ان محافظة البصرة التي تعتبر إحدى اكبر المدن العراقية ستكون المحافظة القادمة التي تستلم الملف الأمني من القوات الأمريكية وقال "اليوم في كربلاء وفي منتصف شهر ديسمبر ستكون البصرة ان شاء الله تستلم ملفها الأمني." وكانت محافظات السماوة والناصرية والنجف والعمارة والمحافظات الشمالية الثلاث التي تقع ضمن الإقليم الكردي قد استلمت المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية في العراق في الفترة الماضية. وقال المالكي "ونحن نتطلع لعملية استعادة العراق لكل عافيته لابد ان نفرز بين القوى السياسية الحقيقية التي تريد ان تبني الوطن... لابد ان نبحث عن الشركاء الذين يبحثون عن المسؤولية الوطنية لا أولئك الذين يتحدثون فقط لكنهم عندما يمارسون يتناقض المسار عن الفكر." ، وأضاف "القوة ليست وحدها هي التي تبني هذا البلد إنما لابد وان نفتح بابا للحوار وآفاقا للفكر والتعاون." ، وتابع "لابد ان نبقي الباب مفتوحا ومن موقع القوة وليس الضعف لإعادة الذين ذهبوا خارج إطار القانون والذين شطت بهم الأفكار فذهبوا بعيدا بالإساءة والتصرفات السيئة ان يعودوا إلى رشدهم وسيجدون قلوبا وعقولا وأكفا مفتوحة." ، ومضى يقول "لكن هذا مشروط بالالتزام والاستقامة وعدم العودة إلى الممارسات السيئة وثقافة العنف وثقافة القوة." وقال "أنا أؤكد من هنا ومن موقع قوة الدولة ومن موقع الرؤية الواضحة بأننا وفي كل المواقع نرحب بالعائدين عن الخطأ (الذين) يريدون ان يصححوا المسار والسلوك ليكونوا مواطنين صالحين يشاركون مشاركة فعلية في بناء العراق." وقال المالكي ان المصالحة الوطنية نجحت وحذر من محاولات قال أنها تهدف إلى الانقلاب عليها وتعطيلها. وأضاف "أقول بكل شجاعة وجرأة ان المصالحة الوطنية نجحت وهذا ليس فخرا للحكومة إنما فخرا لشعب العراق الذي كان مهيئا لاستقبال مفاهيم الحوار والمصالحة." ، وتابع قائلا "هناك محاولات تحت عنوان المصالحة وهي محاولات اختراق وتسلل إلى مواقع في أجهزة الأمن والدولة من اجل الانقلاب على المصالحة الوطنية. ولا يهمنا ان رددنا هذا ومنعنا ذاك من التسلل حتى وإن استخدموا الإعلام وكثروا من الضجيج والعويل والتباكي على المصالحة." وتابع "لابد ان ندرك ان ليس كل من يرفع شعار المصالحة هو مصالح وهو متفهم للحوار.. إنما البعض مازال يتحرك بعقلية تآمرية وعقلية اختراقية ومازال يحلم انه يستطيع ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء." ، وأضاف "هؤلاء ينبغي ان نكون على حذر منهم."