الطيب فضل عقلان :جميل جداً أن نفي المبدع حقه (وإن انتقل إلى ربه الكريم) جسداً فروحه مازالت بيننا نتزود من إبداعه ونتذكره لنتعلم منه، فكيف والفقيد هو (غصن الزيتون المبدع والمتألق (الفقيد إبراهيم حسن الكاف) صحفي قدير وقاص متمكن وإداري محنك، افتقدناه وهو في قمة نضجه حيث كان مربياً فاضلاً، رحل عنا ولم يغترف من مكاسب الدنيا شيئاً وترك لنا كنزاً من عطاءاته التي تخلده في قلوب كل محبيه، اتحاد الأدباء ومنظمة الصحفيين فرع عدن أقاما أربعينيته حزناً للرحيل وتفاؤلاً في خلوده الرائع..الدكتور عبد الباري دغيش عضو مجلس النواب/ مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن/ الشاعر نجيب مقبل مدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر/ واثق شاذلي رئيس منظمة الصحفيين اليمنيين/ عبدالله با كداده مدير مكتب الثقافة فرع عدن، والأدباء والشعراء، محمد نعمان الشرجبي، عمر باوزير/ ناصر بحاح/ سلوى صنعاني/ القاص ميفع عبد الرحمن/ الشاعر محمد ناصر شراء/ الدكتور جنيد محمد الجنيد/ الشاعر عبد الجبار ثابت/ منصور نور/ عمر مكرم ونوعية مميزة من الصحفيين زملاء الفقيد الذين أثروا الأربعينية من خلال شهاداتهم أثناء معاصرتهم الراحل..أدار الأربعينية باقتدار الأستاذ عمر با عشن نائب رئيس منظمة الصحفيين اليمنيين وبعد الترحيب بالحضور كانت الكلمة للأستاذ واثق شاذلي الذي أشاد بالدور المميز للراحل كإعلامي من الدرجة الرفيعة وأكد أيضاً نزاهته في الكتابة والذات وقال : إن الكاف لم يستغل الوظيفة كغيره بل أعطاها عمره بإخلاص وتفانٍ فيها بإبداع وكان في جانب القصة فارساً متمكناً..كلمة اتحاد الأدباء والكتاب ألقاها الأستاذ مبارك سالمين حيث قال : قبل أربعين يوماً فجعت الأوساط الأدبية برحيل قامة من أهم القامات، لقد كان إبراهيم الكاف واحداً من صناع مجد هذه الأمة، أيه إبراهيم المجد لروحك الطاهرة واسمك في سماوات هذه البلاد عدن المدينة والأم، إن ذاكرة عدن لن تخطئ اسماً مثل اسمك لقد كنت رجل التميز والحكمة ونحن الجيل الذي يليك ندين لك بكل المحبة.. نسأل الله لك الرحمة..
عبدالله با كداده مدير مكتب الثقافة فرع عدن.. قال : العظماء لا ينتهون فالأستاذ والتربوي القدير والإعلامي المميز والقاص المحنك إبراهيم الكاف، اعتز وافتخر إني من تلامذته تعلمت منه الكثير وتفقهت أدبيات الأدب على يديه كان يجزل العطاء معنا في النصيحة والتوجيه وكل نجاحاتنا ستظل امتداداً لتواجده بيننا بروحه،ومثله صعب أن ننساه أو نتجاوز. إنه من معالم عدن العابقة بالوطن والانتماء الصادق لعدن الحبيبة (رحمه الله)..نجل الفقيد (سامي) قال : شكراً لكم على هذه البادرة الرائعة من رجال الفكر والأدب، وعندما استمع لهذه الشهادات القيمة منكم تدل على الوفاء وإن كان كلمة لابد أن أقولها فهي شعوري وإخوتي (خليل/ منير/ وناهية) بمدى الاعتزاز والفخر على ما بذله والدنا يرحمه الله في حياته تجاهنا، كان والدنا إنساناً عظيماً عشق الكلمة وقد أوصاني وإخوتي بالحكمة التي تقول (لا تجادل حكيماً فيغلبك ولا لئيماً فيؤذيك).القاص الأستاذ ميفع عبد الرحمن سرد السيرة الذاتية للفقيد فقال : من مواليد تريم حضرموت 11/6/1944م، في عام 1962م سافر إلى عدن برزت موهبته في أوائل 1963م في صحف محافظة حضرموت مثل/ الطليعة/ الرائد/ الرأي العام.. سافر إلى تعز في أوائل عام 1967م ثم عاد إلى عدن وفي العام نفسه 1968م سافر إلى الكويت وعمل في صحيفة (مجلة أضواء الكويت) وفي عام 1969م أصدر مجلة (الحارس) التي تصدر عن الشرطة، ثم التحق بكلية بلقيس كمدرس للغة العربية وعندما أعيد إصدار مجلة (الحارس) استقال من كلية بلقيس وعمل بالمجلة. وفي عام 1986م التحق بدار الهمداني للطباعة والنشر. إضافة إلى كتاباته بمجلة (المسار) ومجلة (نداء الوطن). وكذلك صحيفة 14 أكتوبر كما عمل مديراً لصحيفة عدن (مديراً للتحرير)..وفي بداية 1999م كان سكرتيراً لتحرير صحيفة 14 أكتوبر ومن ثم مديراً للتحرير حتى صدور قرار جمهوري بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر ورئيساً لتحريرها حتى عام 2005م.أصدر مجموعته القصصية الأولى بعنوان (الانفجار) والثانية (الصوت والصدى) وكتاب (حصاد القلم) في جزءين..وخلاصة القول إن الفقيد توسعت مداركه وإطلاعاته الفكرية والثقافية في عدن..
الصحفي المعروف والشاعر الغنائي محمد نعمان الشرجبي قال : الكاف - رحمه الله - كان أنيقاً أناقة أسلوبه يتمتع بهدوء لطيف رفيق للنفس. في بسمته لمعان الأمل تولعت عيناه (بنظارة) توسعه دلالاً ويوسعها إقبالاً تحبب إلى نفسه رؤية كل شيء جميل وما دونه نستبين من مألوف تعامله اليومي وقصصه ومقالاته بأنه لا يستهين بالجد، خفيف الظل وقت المرح، كانت وناثر أقرب إلى الشاعر يمتلك ذاكرة قوية في الوصف البديع المتقن، وقال الشرجبي شعراً :- يوم ترحالك تزعفر وتزنبق عطر الأزهاريا رئيس مجرب يا مليح الاختيارأنت إبراهيم ألطف قاص يكتب باقتدار.أنت زي (بلقيس) عندي في المشورة والقرارأنت في محراب شعري لك مقام الاعتباربيننا عشرة طويلة مزنها من سيل الأمطاروالذي قلته حقيقة شعر من ينبوع الأشعارالأستاذ عبد الرحمن عبد الخالق كان متجلياً فيما قاله : إن ذهب قول (من الصعب أن يكون المرء سهلاً، مذهب الحكمة، فالأكثر صعوبة عندي - أن أصف أو أكتب عن أمرءٍ يسمى إبراهيم الكاف، والصعوبة مكمنها أن الرجل من هذا الصنف سهل ممتنع/ سهل حد الشموخ.. الكاف من أبرز الصحافيين اليمنيين المحترفين، أعطى جل عمره للصحافة، ثم كانت قصصه الرائعة، التي بدأها بقصة (الهدية) عام 1964م، وكان في أعماله القصصية شخصية قلقة، مسكونة بهموم مجتمعها؛ لهذا نجده يعري زيف الواقع ورخاوته، والكاف ذو إنسانية مفرطة وحضور لافت (نسأل له الرحمة والمغفرة)..الشاعر الرقيق محمد ناصر شراء : كانت روح الفقيد الإبداعية والأدبية قبساً مشرقاً يضيء له دروب سلوكياته اليومية ومهامه الإدارية. كما كانت كتاباته الإبداعية في مجال السرد تتميز بالأناقة والصدق كان حريصاً في هذا المضمار على اللغة حرصاً بيناً (نحواً وصرفاً وتوليفاً لغوياً وتكنيكاً قصصياً وكان لا يتورع عن سؤال أترابه المبدعين عن آرائهم الأولية فيما يكتب قبل النشر وبالرغم من رصيده الإبداعي القليل نسبياً فقد تمكن من وضع قدم راسخة في مضمار السرد لا يمكن إغفالها، رحم الله الفقيد العزيز.كما ألقى الشاعر عبد الجبار ثابت الشهابي هذه القصيدة الرائعة بعنوان (تشييع الدموع) وكانت مسك الأربعينية، التي وقف فيها الحاضرون دقيقة حداد وقرؤوا الفاتحة على روحه الطاهرة..